خدمة الوطن

قيس علي‮ ‬الإرياني


قيس علي‮ ‬الإرياني –
كان هناك شيء اسمه خدمة الدفاع الوطني‮ ‬مطلوب من كل مواطن‮ ‬يمني‮ ‬أن‮ ‬يؤديها في‮ ‬المجال العسكري‮ ‬وكان أكثر ما‮ ‬يطبق على الطلاب المتخرجين من الثانوية العامة أو من تم التأجيل لهم إلى ما بعد الجامعة وكان هناك محاولات للتهرب منها وقد التحق بهذه الخدمة مئات الآلاف من المواطنين والكثير منهم كانت نقطة تحول كاملة في‮ ‬حياتهم وكان أفضل ما‮ ‬يحصل عليه الشاب هو أنه كان‮ ‬يتم تدريبه عسكريا‮ ‬بما في‮ ‬ذلك من شدة ورجولة وتعويد الشاب على تحمل المشاق وقد كنت ممن شعر بالألم من إيقاف العمل بهذا القانون لأنه كان‮ ‬يؤمن للشباب فرصة ذهبية لتغيير نمط حياتهم وإبعادهم مرغمين عن الكسل والخمول التي‮ ‬تعودوا عليها خلال حياتهم الدراسية‮.‬
إنني‮ ‬في‮ ‬عنوان المقال لا أعني‮ ‬بخدمة الوطن ما سبق وأن ذكرته فهذا موضوع انتهى وأصبح من الماضي‮ ‬وإنما أعني‮ ‬بخدمة الوطن التي‮ ‬يفترض أن‮ ‬يقدمه كل من‮ ‬يعيش على تربته ويستنشق هواءه فالكل‮ ‬يفترض أن‮ ‬يقدموا خدمة لوطنهم كل في‮ ‬موقعه ومقر عمله فالموظف الذي‮ ‬يمارس وظيفته في‮ ‬مكتبة ويتفانى في‮ ‬تقديم أفضل ما لديه من خدمة للمراجعين هذا الموظف هو في‮ ‬حقيقة الأمر‮ ‬يخدم نفسه أولا‮ ‬ويخدم وطنه من خلال إجادته لعمله بعكس الموظف السلبي‮ ‬الذي‮ ‬يؤدي‮ ‬وظيفته وكأنه‮ ‬يتفضل على الآخرين ويمن عليهم بما‮ ‬يقوم به‮ .‬
إننا للأسف الشديد نرى العجب العجاب في‮ ‬حياتنا اليومية من أشكال متنوعة لموظفين‮ ‬يعملون في‮ ‬إدارات خدمية ويتعاملون مع المواطنين وكأنهم‮ ‬يتصدقون عليهم وهم‮ ‬ينسون بأنهم ما وجدوا إلا لخدمة هؤلاء المواطنين وتكون المصيبة أكبر عندما‮ ‬يعتقد الموظف بأن الكون كله مسخر لخدمته ويتلذذ بملاحقة المراجعين له وتذللهم لجنابة وتجده شامخا‮ ‬بأنفة بعيدا‮ ‬عن الناس‮ ‬غير مبالي‮ ‬بتعبهم وإرهاقهم وكثرت ترددهم عليه‮.‬
أنني‮ ‬أحلم بيوم‮ ‬يصل فيه جميع الموظفين العاملين في‮ ‬أجهزة الدولة المختلفة الى قناعة بأن وجودهم وقيمتهم تكمن في‮ ‬حسن تعاملهم مع المواطنين ويكون التقييم لنجاح الموظف أو فشله من خلال مدى فائدته وتعاونه معهم وسرعة إنجازه لمعاملاتهم وصبره في‮ ‬أداء عمله على أكمل وجه ونحلم بأن‮ ‬يأتي‮ ‬يوم‮ ‬يكون هناك مكافئة للمحسن على إحسانه وعقوبة للمسيء على إساءته ويكون هناك مفاضلة بين الموظفين ليس بموجب قربهم أبعدهم او علاقتهم بالمسئول الأول وإنما بموجب إنتاجهم العملي‮ ‬ومدى إنجازهم للمعاملات التي‮ ‬عليهم إنجازها ومدى رضى المواطنين عنهم فهذا هو المقياس الحقيقي‮ ‬الذي‮ ‬يفترض ان‮ ‬يكون هو السبيل الوحيد للمفاضلة بين الموظفين‮.‬
سائلا‮ ‬من الله التوفيق للجميع‮..‬

مدير مرور أمانة العاصمة

قد يعجبك ايضا