المعلومة أولى حقوق المواطنة..
أحمد يحيى الديلمي
أحمد يحيى الديلمي –
مضت أيام والمواطن اليمني يرزح تحت تأثير صدمة قوية ألمت به لحظة إفصاح وسائل الإعلام اليمنية عن المعلومة التي كشفت عن ملابسات الجريمة اللاإنسانية المغرقة في البشاعة وكان مسرحها ميدان السبعين يوم 21 مايو 2012م وراح ضحيتها المئات من جنود الأمن والجيش الأبرياء.
مبعث الصدمة تداخل الفرح مع حالة الاستغراب والدهشة.
الفرح لأن الجبل الصامت أخيرا نطق احترم عقلية المواطن اليمني المكلوم الغارق في الحزن الخائف على غده ومستقبل الوطن المحفوف بالمخاطر..
داهمته سعادة غامرة لأن أجهزة الأمن استطاعت في زمن قياسي الكشف عن أبعاد الجريمة التي اهتز لها الضمير الإنساني وبيان خلفية المنفذ وأفراد الخلية التي ينتمي إليها وهو تحول إيجابي ونقلة نوعية تحسب للأمن.
أما الاستغراب والدهشة فإن مبعثهما أن مثل هذه المعلومات ظلت لعقود في نطاق المحرمات والأشياء الممنوعة عن المواطن طالما وجد من يفكر باسمه ويقدر أين تكمن مصلحته وأين مصدر المخاطر التي تهدد حياته من منظور هؤلاء المتبرعين لخدمته لأمن منظوره الذاتي للأسف المواطن في نظر جوقة الحكم قاصر غير قادر على التفكير لا يعرف من الصديق ومن العدو لا يدري أين تكمن مصلحته وأين الخطر الذي يهدد حياته.
وفق هذا الأسلوب تم ترويض الشعب ومورست ضده كل أشكال التجهيل والتغيب تم النيل من وعيه وإضعاف قدرة الإدراك لديه بأساليب ممنهجة استغلت كل التناقضات والثغرات المائلة في حياة المواطن.
من هذا المنطلق أصيب بالدهشة والذهول وأجهزة الإعلام تقدم له تفاصيل دقيقة عن أبشع جريمة أقضت المضاجع وهزت الضمير الإنساني .. أحس كل مواطن بخير الثورة طالما اندلعت حروب ووقعت جرائم بشعة وتوالت اغتيالات رموز هذا الوطن جرائم بشعة لا تعد ولا تحصى ذهبت أدراج الرياح كلما استقر في ذهن المواطن عنها خبر الواقعة وبين الشجب والتنديد والتعهد بملاحقة الجناة وتقديمهم إلى القضاء هناك وقائع وأحداث كانت ترسل إلى وسائل إعلام أجنبية لا تؤتمن عليها وسائل الإعلام المحلية.
تبعا لنفس المعطيات تم إلجام الأفواه وإخراس الألسنة ومن شذ يلوح له بالعصا الغليظة يتم بإفشاء أسرار الدولة واستهداف مؤسسة الدفاع الوطنية ويقصد بها الجيش والأمن..
وهي الخط الأحمر من اقترب منه يتم بالتآمر والعمالة والخيانة العظمى فهل آن الأوان للخروج من دوامة الحلقة المظلمة ومكاشفة المواطن بكل صغيرة وكبيرة مواضع النجاح وحالات الإخفاق معا الواقع مضطرب والأجواء مفتوحة على كل الاحتمالات وأهم مدخل لتحصين هذا الواقع يكمن في المزيد من الشفافية والمكاشفة وإطلاع المواطن على المعلومة مهما كانت مرة الأحداث التي توالت فرضت على الواقع الصعوبة والتعقيد وغدت مصالح وكرامة الناس مهددة وعرضة للخطر.
هناك الكثيرون تضررت مصالحهم وهم على استعداد تام لإشعال الحرائق وإثارة الفتن والشفافية هي أعظم حصن لكبح جماح الأزمات وحقن الدماء وهي بوابة حماية الواقع وتأمين مناعته من أي اختراق المكاشفة التي أعنيها لا يجب أن تتبع أسلوب استعراض البطولات أو بقصد إعلان براءة الذمة.
هذا الأسلوب يظل عرضة للتشكيك وإثارة حالات الارتياب ويعطي الفرصة لأصحاب المآرب الدنيئة لأن يصطادوا في الماء العكرة والمستنقعات كثيرة.
لذلك يجب اتباع الموضوعية عند مخاطبته المواطن ليحس أن المعلومة التي تنقل إليه من أهم الحقوق الثابتة بفعل المواطنة.
فتكون الكاشفة مدخل لتأصيل ثقافة الانتماء والولاء الصادق وتحفيز ما يترتب عليهما من شراكة في البناء ومواجهة المخاطر التي تتهدد الوطن في هذه الحالة تتحقق المعادلة الصعبة التي يصبح معها كل مواطن حارس أمين يدافع عن الوطن ويحمي مصالحه.
كم أتمنى أن تتفهم جهات الاختصاص أهمية هذا الأمر وتأخذه على محمل الجد عندها ستجد كل مواطن يبادر للمساعدة من تلقاء نفسه طالما أحس بأهميته من السهل أن يستوعب الدور المعول عليه.