ومـــواقف داعمــة لليمن
بدر بن عقيل
بدر بن عقيل –
حقيقة وفي كل منعطف وحدث شهدته وتشهده اليمن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة هي السباقة والداعمة والمساندة وكل ذلك ينطلق من عمق وعرى ونبع العلاقات التاريخية والأواصر الأخوية الحميمة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين وهي علاقات زادتها الأيام والسنوات قوة وتطورا متناميا ولترتسم ملامحها وبوضوح في ربوع الوطن اليمني.
ذات يوم قال المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله »الأصل هي الوحدة أما التجزئة فهي الاستثناء المؤقت وغير الدائم« ولا شك أنه قول رائع وصارت تجسيدا جليا على أرض الواقع.
- فإذا كان ذكرى يوم الثاني من ديسمبر 1971م يوما غير عادي في تاريخ أمتنا العربية حيث كان يوم ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة ولم الشمل في كيان واحد فإن يوم الـ22 من مايو 1990م يوم آخر مهما في حياة وتاريخ أمتنا العربية حيث حقق اليمنيون منجز وحدتهم وأعادوا فيه لملمة شتاتهم تحت سقف ورأية واحدة فكان توحيد الإمارات السبع وشطري اليمن مشعلين مضيئين وبادرة تفاؤل على طريق تحقيق الوحدة العربية الشاملة.
نعم لعل هاذين الحدثين هما أبرز القواسم المشتركة والجميلة بين البلدين ومنحت للعلاقات خصوصية وتميزا بطعم العسل..!! أما مسيرة التعاون بينهما فقد بدأت في وقت مبكر وبعد قيام الاتحاد في عام 1971م وعكست نفسها في المجالات التنموية والاقتصادية والثقافية إذ أن أول اتفاقية حملت عنوان التعاون الثقافي والتربوي كانت في نهاية شهر يوليو 1972م وبعدها في أكتوبر من عام 1974م تم التوقيع على أول قرض تنموي لتمويل مشروع مياه مدينة صنعاء.
ثم مضت قافلة العطاء على دروب الخير والآفاق الرحبة تؤكدها لغة الحقائب والأرقام وبوح الواقع وتأخذ في الاعتبار مصالح البلدين وتلبي متطلبات مختلف القطاعات خاصة تنمية وتطوير الاقتصاد اليمني فهناك »64« اتفاقية وبروتوكولا ومذكرة تفاهم ومبلغ »2.6« مليار درهم منحة من الإمارات لمشاريع تنموية.
ومن أبرز الاتفاقيات التي ارتبطت بقوة في الذاكرة والوجدان كانت اتفاقية تمويل بناء سد مارب التاريخي على نفقة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وما تعنيه هذه اللفتة والمكرمة من دلالات ومعان جمة فقديما وعندما شاءت إرادة الله جل جلاله أن يحل الخراب والدمار بسد مأرب ويكون سببا ودافعا لتدفق موجات كبيرة من هجرات بشرية يمنية إلى مختلف أرجاء المعمورة ولتقول العرب قولتها المشهورة »وتفرقت أيادي أهل سبأ« أراد الشيخ الحكيم زايد وبنظرته الثاقبة أن يعيد بناء سد مأرب الأمل والإشراقة في عودة وتشابك أيادي أهل اليمن ولعطاء وخصب أرضهم التي قال عنها الحق تعالى في محكم آياته »بلدة طيبة ورب غفور« صدق الله العظيم.
كما ارتبط بناء سد مارب بتعبيد طريق صنعاء- مأرب في منتصف ثمانينات القرن الماضي بالإضافة إلى اتفاقيات أخرى في مجال النقل البحري للركاب والبضائع والتعاون في مجال البريد والتعاون الفني والعلمي في مجال النفط والغاز والمعادن وكذا في