بعض المراد!!

عبد الرحمن بجاش


عبد الرحمن بجاش –
عبد الرحمن بجاش
التقيت صديقا عزيزا في إحدى قاعات الأفراح التي تتحول إلى قاعات لكل شيء إلا الأفراح للعبث الذي نمارسه ونحول كل شيء بموجبه إلى فوضى قال يحدثني : عمودك المعنون «عبدالله عمر عبدالعزيز» من أجمل ما كتبت والحق أقول إن العمود يومها نال إعجاب كثيرين وتقدير أكثر من الناس للتربية التي أورثها الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني لأولاده وأحفاده وكم نحن بحاجة شديدة إلى مثل تلك التربية.
راح صديقي يحدثني : كنت في بلد عربي أستقل تاكسيا أوقفته في أحد الشوارع ليأتي شرطي المرور ويطلب من السائق أن يقف في مكان آخر وعاد يطلب منه من جديد الوقوف في مكان أبعد عدت إلى التاكسي بعد قضاء غرضي لأجد السائق ثائرا : اسرع حتى ألحق أرفع دعوى على الشرطي ففتحت فمي : على الشرطي¿ أجاب بثقة : نعم.
– هل أنت متأكد¿
– متأكد ألف في المائة أنني سأرفع الدعوى وسأنال حقي!!
نزلت ورأسي يدور وراح يحدثني : في دولة عربية أخرى كنت أنا وفلان الذي «دحش» بسيارته سيارة واقفة ونزل يبحث عن صاحبها ولما لم يجده كتب على ورقة : أنا فلان ورقم هاتفي «…» اتصل بي وأسكن الشقة رقم «…» جاء صاحب السيارة واتصل فنزلت فسأل صاحبي : من أين أنت¿ حاول أن يعتذر له أصر على السؤال : من أين أنت¿ قال : من اليمن عاد ليسأله : هل ربوكم على هذا¿ سكت صاحبي لم يقل له أنه تعود على حب النظام من الدولة التي درس فيها صار صاحبي وذلك الرجل أصدقاء أعزاء.
هذه اللفة الطويلة العريضة المراد منها الوصول إلى المراد فالإنسان في هذه البلاد أحلامه بسيطة أن يجد إشارة مرور وشرطيا يحترم القانون وقانونا يستظل به الناس كلهم وقضاء يعيد الحق للشرطي أو للمواطن ونظام مرور يزرع الطمأنينة في النفوس وقöسما ينتصر لصاحب الحق وتربية ترشدنا إلى احترام الإشارة وشرطي المرور وتربية وتعليما لكي لا نظل نحول قاعات الأفراح إلى قاعات كوارث!!
أحلام رهينة بوجود الدولة التي نتمنى الدولة التي تعيد الاعتبار لإنسانية الإنسان عقد اجتماعي يناسب الزمن الذي أصبح العالم يقف أمامه بلمسة زر هذا هو بعض المراد الذي أريده أنا ويريده صديقي حمود البخيتي والذي لن يأتي إلا عبر إدارة شؤون الحياة بكفاءة.

قد يعجبك ايضا