بأي ذنب قتلت

عبدالغني عبدالله الحمادي

عبدالغني عبدالله الحمادي –
ليس غريبا على هؤلاء الإرهابيين من أعداء الحياة وأعداء الإنسانية في كل يوم من العالم تسمع لهم منجزا دمويا من منجزاتهم الشيطانية ضد البشرية جمعاء أي عقول يحملها هؤلاء¿’ وأي أفكار مغلوطة تدمر الأوطان وتزهق الأرواح¿ إنهم أعداء الإسلام والسلام والأمن والاستقرار والتطور لقد خالفوا جميع الديانات السماوية والقوانين الدولية واحترام حقوق الإنسان الذي يحفظ للإنسان كرامته وشخصيته وحقوقه.
أليس في هؤلاء رجل رشيد¿!. لقد صدمنا يوم الاثنين الماضي 21مايو الدامي بخبر انفجار في ميدان السبعين اغتيلت فيه البراءة واروت دمائهم الطاهرة الميدان استشعرها كل يمني إن لم يكن كل عربي ومسلم بل والعالم أجمع بما تحمله من أرقام لعشرات من الشهداء ومئات من الجرحى من رجال قوات الأمن في تلك البروفات الاستعراضية التي أبكت الجميع فدخل الحزن كل بيت يمني وأبكت القلوب قبل العيون إنه عمل إجرامي مروع لا ينبع إلا من نفوس مجرمة شيطانية فقدت معنى الإنسانية والمضحك المبكي أن هذه الأعمال يسمونها باسم الدين وباسم الجهاد في سبيل الله ‘ لا والله إن هذا الجهاد الذي يدعون إليه إنما هو جهاد في سبيل الشيطان والعياذ بالله والله تعالى وفي أكثر من موضع في كتابه العزيز -القرآن الكريم- حرم قتل النفس إلا بالحق ويزعمون في جهادهم أنهم ضد أمريكا وإسرائيل فهل هؤلاء الجنود أمريكيون أو إسرائيليون يقول الله تعالى (ومن قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا) ويقو الرسول الكريم لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم مسلم).
إن الحادث الأليم ليقف المرء أمامه حائرا يتساءل: كيف يحلو لهؤلاء القيام بمثل هذه الأعمال المشينة المرفوضة في كل الديانات والدساتير الوضعية إن دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي يتشدقون به يدعوا للحياة وإعمار الأرض والتراحم والألفة والمحبة والإخاء كما يدعو إلى حفظ المال والعرض والدم يقول صلى الله عليه وآله وسلم (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) وفي معركة من المعارك الدائرة بين المسلمين والكفار في زمن الرسول إذ قتل أسامة بن زيد رجلا من المشركين بعد إن قال أشهد إن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فعلم رسول الله بذلك فقال لأسامة أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله أين ستذهب من لا إله إلا الله يا أسامة فقال أسامة إنما قالها يا رسول الله خوفا من هذا – أي السيف- فقال رسول الله أو دخلت إلى جوفه.
إن تنظيم القاعدة مصاصو دماء وآكلو لحوم البشر وما إن وجدوا أمنا واستقرارا في بلد ما تشمئز نفوسهم وتنفطر قلوبهم وتقشعر جلودهم وأبدانهم ويضيق بهم الحال حتى يجهزوا لذلك البلد أناسا باسم الدين أطالوا لحاهم وأوردوهم بحسب خارطتهم الدموية إلى ذلك البلد أو تلك لاغتيال الآمال والأمنيات ووزعوا لهم صكوك الغفران وتراهم سكارى وما هم بسكارى ولكن غسلت أدمغتهم وجهزوا بالأسلحة والمتفجرات فإن وجدوا سوقا تزاحمت في الأنفس دسوا بينهم وفجروا أنفسهم ليفوا لأرباب نعمتهم بالعهد الذي بينهم وذهبوا الى جهنم وردا. إن خطر هذا التنظيم لا يهدد الإنسان وحده بل يمتد خطره ليشمل الدين ويشوه صوره أمام العالم فيعد -أي الإسلام- في نظرهم دين العنف والموت والدم والجريمة .إنهم قد خرجوا عن الجماعة والطاعة فقتلهم واجب بأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال “من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات فميتته جاهلية ومن قاتل تحت راية عمياء يغضب لعصبة أو يدعو لعصبة وينصر عصبة فقتل فقتلته جاهلية ومن خرج عن أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يحتاش عن مؤمنها ولا يفي لذي عهد فليس مني ولست منه” الحقيقة إن هناك جهدا كبيرا تبذله الدولة في مواجهة هذا التنظيم وملاحقة مرتكبه وتجفيف منابعه كما هو واجبنا أفرادا وجماعات التوعية من خطر هذا التنظيم. لقد أحسن خطيب الجمعة حين حذر الناس من خطره وأوصى الجميع بالتكاتف ورص الصفوف والعمل كفريق واحد ودعم القوات المسلحة والأمن المرابطين في مواقع الشرف لتطهير البلد من هذه الآفة كما أوصى الآباء متابعة أبنائهم فكريا وعقائديا ‘كما دعا إلى نسيان الماضي وخلافاته وتبايناته السياسية ويعملون على توحيد الجهود والوقوف خلف القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية المناضل المشير /عبدربه منصور هادي لمكافحة الإرهاب واجتثاث عناصره. لقد أحسن صنعا الإخوة في دائرة التوجيه المعنوي إرسالهم محاضرين أكفاء إلى مدارس الأمانة لتوعية أبنائنا الطلاب والطالبات والتعريف به والتحذير منه إذ يعد خطرا يهدد ديننا وبلادنا وأمتنا ووحدتنا وأكثر المستهدفين هم الشباب اللهم جنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

قد يعجبك ايضا