الوحدة اليمنية والمحافظة عليها في قلوب اليمنيين

دعبدالله الفضلي

د/عبدالله الفضلي –
لم تكن الوحدة اليمنية عام 1990م حدثا عارضا أو مرحلة تاريخية معينة ولكنها كانت حدثا وطنيا وعربيا ودوليا واجتمعت دول العالم على أن الوحدة اليمنية هي الوحدة الحقيقية في العالم العربي والإسلامي التي جسدت تطلعات الشعب اليمني وحققت له آماله وطموحاته عبر سنوات طويلة من النضال والكفاح منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي حتى نهاية الثمانينيات من نفس القرن حينما بزغت شمس الوحدة وأشرقت بأنوارها المضيئة على كل منطقة يمنية شمالا وجنوبا شرقا وغربا حيث اعترفت دول العالم المنضوية تحت مظلة الأمم المتحدة وأعلنت اعترافها الرسمي والشعبي والحكومي والدولي وهي الوحدة الباقية حتى هذه اللحظة بعد الوحدة الألمانية التي ما زالت مستمرة حتى اليوم.
ونحن نحتفل بيوم الثاني والعشرين من مايو عام 90م نحن نحتفل أيضا بالعيد الثاني والعشرين ليوم الوحدة المباركة وهو اليوم الوطني الأكبر الذي رفع هامات اليمنيين في كل بقاع العالم وقد رفرف علم دولة الوحدة اليمنية على أسطح وبوابات وميادين العالم بما في ذلك المنظمات الدولية المنتشرة في كل مكان.
إن الوحدة اليمنية ليست مرتبطة بالأشخاص الذين تحققت الوحدة اليمنية في عهدهم فقد كان الشعب اليمني بأكمله في الشمال وفي الجنوب هو صانع الوحدة الأول وهو الذي خرج في مظاهرات تأييد ومباركة في كل شوارع وميادين المدن اليمنية وهو صاحب الحق الأول في تحقيق الوحدة اليمنية فهي ملك الشعب اليمني وملك الأجيال المتعاقبة فالأشخاص زائلون لا محالة ولكن يبقى الوطن هو الوريث الشرعي للوحدة اليمنية ونحن سعداء بأن نحتفل في هذا العام بالعيد الثاني والعشرين ليوم الثاني والعشرين من مايو عام 90م وقد ترسخت الوحدة اليمنية في عقول وقلوب الأجيال خاصة تلك الأجيال التي نشأت وترعرعت وتعلمت في ظل الوحدة اليمنية ولا تعرف شيئا عن رموز الماضي وبالتالي فهي غير حاقدة على الوحدة أو رافضة لبقائها ولكن هناك من الأشخاص الذين يعدون بأصابع اليد الواحد ممن فقدوا سيطرتهم وتحكمهم بمصير أبناء المحافظات الجنوبية وقد دخل معظمهم في ذمة التاريخ وانتهت عودهم وتسلطهم وطغيانهم ولا تعرف الأجيال الجديدة عنهم شيئا وقد عادوا يطلون برؤوسهم من على شاشات الفضائيات فيشككون بالوحدة اليمنية الكبرى ويطالبون بفك الارتباط والانفصال تحت حجج وبراهين وأقوال ضعيفة وواهية وليس لها أساس قانوني أو شرعي.
ولكن الشعب اليمني الوحدوي العظيم لا يمكن أن يسمح بتفتيت دولة الوحدة أو محاولة زعزعة الأمن والاستقرار الذي دائما ما يؤكد عليه المجتمع الدولي الذي يعد سندا قويا للوحدة اليمنية والوحدويين فكثيرا ما يردد المجتمع الدولي ثلاث كلمات راسخة عن اليمن وهي: المحافظة على وحدة وأمن وستقرار اليمن وعدم السماح بتجزئة اليمن مرة أخرى بعد أن قطعت الوحدة شوطا كبيرا في مجالات التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية خاصة وقد اندمج الشعب اليمني مع بعضه البعض في شتى مجالات الحياة من المهرة إلى صعدة إلى حجة والحديدة وأصبحت المصالح العامة متشابكة ولا يمكن لأي كان أن يعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.
وقد أكد المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي على دعوة اليمنيين كافة إلى حوار وطني مسؤول لحل الإشكالات والمعوقات والقضايا الساخنة للوصول إلى نتائج تصب في صالح الوحدة اليمنية ونحن كيمنيين ينبغي أن نحافظ على وحدتنا اليمنية الكبرى مهما كانت المؤامرات ومهما كان شأن العملاء ومهما كانت المغريات المادية فلن نفرط بالوحدة اليمنية ما دمنا أحياء على أرضها فالوحدة ليست وحدة أشخاص أو اختلافهم ولكنها وحدة وإرادة شعب وينبغي على الشعب اليمني أن يدافع عن وحدته وعلى أمنه واستقراره وعن حياته وعن معيشته بأي ثمن ولا نامت أعين الخائنين والجبناء.
E – aafadhli @ gahoo. com

قد يعجبك ايضا