تعز في القرن الحادي عشر هـ¿¿

أحمد إسماعيل الأكوع

 - سيظل كتاب الإحسان في دخول اليمن تحت ظل آل عثمان من أحسن الكتب وأجلها قدرا لأن هذا الكتاب أعطى صورة واضحة عن الحكم العثماني في تعز وبلاد الحجرية ومؤلفه من أبناء المدرسة العثمانية في اليمن وهو المؤرخ عبدالصمد بن إسماعيل الموزعي وهو من أبرز كتب التاريخ اليمني في عصره وكان صاحب دراية وخبرة أهلته لها ثقافة
أحمد إسماعيل الأكوع –

سيظل كتاب الإحسان في دخول اليمن تحت ظل آل عثمان من أحسن الكتب وأجلها قدرا لأن هذا الكتاب أعطى صورة واضحة عن الحكم العثماني في تعز وبلاد الحجرية ومؤلفه من أبناء المدرسة العثمانية في اليمن وهو المؤرخ عبدالصمد بن إسماعيل الموزعي وهو من أبرز كتب التاريخ اليمني في عصره وكان صاحب دراية وخبرة أهلته لها ثقافة واسعة ومعاشرة للأحداث ومشاركة فيها وهو كفقيه شرعي في محاكم تعز لكننا نجده ذا أدب جم وكياسة رائدة في سرده للأحداث وتدوين الماجريات ولا يمنعه حبه للعثمانيين من نقدهم بل وذمهم إذا خرجوا عن الحد الشرعي فهو يذكر – مثلا – خيانة سليمان باشا للسلطان عامر بن داود بشيء من الاحتقار والتقريع كما ينتقد تصرف الدولة العثمانية بأن جعلت واليين على اليمن بقوله : ( هذا عين الخطأ ومظنة الاختلاف ) ثم يشير المؤرخ الموزعي إلى استبداد الأتراك في الرعايا وذلك أنهم جعلوا الرهائن (مثلته العدد زوجه وبنتا وذكرا من الولد) وهذا كما نلاحظ يعتبر غاية القسوة كما يذكر عن أحد ولا تهم أنه أتعب المساجين أشد التعب وكلفهم جميع المحن والمهن والنكد والنصب وامتحنهم أشد الامتحان حتى انه كان يكلفهم على عمل البساتين والمزارع في قلعة تعز ويأمرهم بنزع الماء إليها من السدود كما يذكر المؤلف غير ذلك فهو يذكر مثلا استبداد الولاة في تكبيد الرعايا مالا يحتملونه من ضرائب ورسوم ويقول عن أهل صبر 🙁 كان يطلب منهم في كل سنة من قطعه البن اليابس المعينة التي أخربت ديارهم وأذهبت أثارهم وشردتهم من بلد إلى بلد ومزقت شمل الوالد عن الولد واستمر الحال هكذا مع تكرار السنين والأعوام وتداول الكشاف والحكم وخرب البن ويبس أشجاره وقلعت محصولاته وثماره إلى غير ذلك من الأعمال التي حدثت في تعز ) كما يعطينا المؤلف نبذة مهمة عن دخول القات إلى اليمن وكذا دخول الدخان ويذكر مغالاة الناس فيه عند أول وصوله كما يشير إلى اهتمام الناس بالاحتفال عند قبر الشيخ ابن علوان وتشجيع الولاة العثمانيين لهم لكي يصبح عندهم عيدا من أعيادهم الموسمية تقوم فيه متاجرهم واجتماعاتهم الرسمية وغيرها والخلاصة أن الكتاب يعتبر من الكتب النادرة التي أرخت لمدينة تعز بتوسع واستيعاب خلال القرن الحادي عشر ( النصف الأول منه )إذ لم يترك المؤلف شاردة ولا واردة إلا دونها وتاريخه هذا جاء حافلا بأحداث المجتمع والناس وكأنك قد عشت أحداثهم وعاصرتهم لفرط ما يتوسع فيه هذا المؤلف من تفاصيل غيرت طول نفسه وعدم تعجله في سرد الأخبار..
من قصيدة طويلة في رثاء الأمير حسين في تعز:
يا دهر انك قد أزلت محاسنا
هي في المعالي كالطراز المعلم
أسفا على فقد الأمير المنتقى
المعطاء إمام الأكرمين المنعم
لهفي على تلك المحاسن والصفات
المؤذنات بكل فخر أقدم
جمعت له ثم استفاض بقاؤها
في الخافقين ثنا بشكر أعظم

قد يعجبك ايضا