أين دور الأدباءö والمثقفين في الحوارö الوطني¿

فايز البخاري


فايز البخاري –

الأديب والمثقف مناضل بطبعöهöوثائر بالفطرةöوهو مسعر الثوراتö وصانع الرأي ولسان الأمةö. وبالتالي من الطبيعي أنú يكون ذا دور طليعي وأنú يلعب الدور الأكبر في صناعةö الأحداثö وبلورةö الأفكارö باعتبارöهö نواة كلö تغييرö وتهميشه معناه تهميش أمة بحالöها والقبول والخنوع لكلö ما يمليهö السياسي على المجتمعö ككل. إذú الثقافي هو أول منú يثور ويثوöر الآخرينوتبعا لأهدافöهö وسموö مبادئöهö وقيمةö ما يحمله تكون الاستجابة من الجماهيرö التي ترى في الثقافي المخلöص لها مöن ربقةö العبودية والفاقةö والطاعةö العمياءö التي تصل إلى حدö الاستسلام!
وبنظرة سريعة لواقعöنا اليمني نجد أن الأديب والمثقف اليمني قد همöش وأقصي من المشهدö السياسي تماما ومن الحياة العامة ككل- وخير شاهد على ذلك إقصاؤه من الحوارö الوطني المزمع إقامته في الفترةö القريبةö القادمة- والسبب في ذلك ليس السياسي وحده وإنما الثقافي نفسه.لأن السياسي بطبعöهö يخشى الثقافي ويشعر أنه الأداة أو الآلة التي تعرöي مثالبه وتكشف سوأتهوبالتالي لابد مöن إقصائöهö وتهميشöهö قدر المستطاع. وهو –أي السياسي- لن يقبل بالثقافي ولن يأبه له ويأخذه في الحسبانö إلا إذا وجد أن له قاعدة مجتمعية تقدر أنú تفرض عليهö ما يدعو له هذا الثقافي. والمجتمع لا يمكن أنú يقوم بذلك إلا إذا وجد أن الثقافي يمثله حقا في كلö المواقفö من خلال تبنöيهö لمشكلاتöهö وهمومöهö وقضاياه. وهو ما لم نعدú نلمسه لدى الغالبية الساحقةö مöن جمهورö الأدباءö والمثقفين الذين اكتفوا بالكتابةö لبعضöهم البعض أو بالتفاخرö بمنú سيوغل بنصöهö أكثر ليصل بهö إلى مرتبةö الطلاسمö التي يصعب فك شفرتöها!! ومن سيحلöق أكثر في سماوات الإبداعö التي لن يستطيع القارئ العادي والمواطن الأمي الذي يشكل أكثر مöن ٪95 من نسبةö السكانö اللحاق بها أو إدراك كنهها الذي يصعب أحيانا على من لهم في الإبداع باع طويل!
وهي لعمري طامة ابتلي بها المثقف والأديب العربي ككل واليمني على وجهö الخصوصخاصة بعد ظهورö موقعö التواصلö الاجتماعي( الفيسبوك) الذي لم يحسنö المثقفون والأدباء استخدامه لتبنöي قضايا ومشكلاتö وهمومö المجتمع ليثبتوا دورهم الطليعي بقدرö ما استغلوه للبحثö عن التعارفö مع الجنسö الآخر أو الترويحö عن أنفسöهم المغلوبةö على أمرöها جراء الواقعö المريرö بالطعن والنيل من الأنظمةö المستبدة بطريقةö الشتمö والسبابö التي لا تؤتي أكلها مهما طالتú كلماتها وصفحاتها فهي لا تعدو عن كونöها زفرة أطلقها المبدع في لحظةö غضب وطيش فكانتú كالطلقةö الطائشةö التي لا تصيب الهدف أبدا!
وإنú كنا نلتمس لشبابنا ومثقفينا وأدبائنöا-من الجنسين- العذر في اللهاثö العجيبö خلف التعارفö مع الجنسö الآخر عبر موقعö التواصلö الاجتماعي(الفيسبوك) بسببö الكبتö الذي عانى منه الجميع في ظلö الأنظمةö السائدةö والمنظومةö الاجتماعيةö الموروثةö التي حالتú دون تحقيقö ما يصبو إليهö أولئك النخبة في شتى المجالاتö إلا أننا لن نستطيع أنú نغفر لهم الجري خلف المفردةö الموغلةö بالطلسمةö التي لم يعدú يفهمها الكثير من المبدعين أنفسöهم وهم نخبة المجتمعفما بالنا ببقيةö الشعبö الذين يعوöلون علينا تغيير الواقعö ورفع رايةö التغييرö الفعلي الذي لن يحدث أبدا في بلادöنا مادام الثقافي يتستر ويقبع خلف نصوصöهö المطلسمةö ويرى أو يحاول أنú يقنع نفسه بأنه قد قام بالدورö الذي عليه مöن خلالö كتابتöهö لتلك النصوصö التي يظهر من خلالöها كأنه في برج عاجي عمن حوله.
السياسي لن يحترمك كمثقف إنú لم يجدú لك قاعدة شعبية تؤيدك وتستمع لقولك. الثقافي بموافقة من ذاتöهö أصبح يقبل هذا الدور الهامشي ويسير خلف السياسي كما يريده لا كما يريد هو لنفسöه! ولن ننكر أن السياسي قد تفنن في طرقö وأساليبö تركيعö الثقافي لكننا أيضا لن نعفي الثقافي من قبولöهö بالبقاءö في الهامشö وعدم توطينö نفسöهö في المكانö الذي يليق بهوهو لسان الشعب وضمير الأمةö الذي بموتöهö تموت الأمة بأجمعöها.
إذا ظل الثقافي يلهث خلف المناصبö عند عتبةö السياسي وليس بفرضöها على السياسي كأمر واقع وحق مكتسب باعتبارöه الأولى بالمناصبö مöن غيرöه فلن تقوم للمجتمعö بشكل عام قائمة أبدا.. من حق الثقافي أنú يطمح لمناصب هو أهل لها ولكن ليس بالطري

قد يعجبك ايضا