“العسكرية” وحلم الخروج من الحصبة
نورالدين القعاري

نورالدين القعاري –
> تباشرنا خيرا ومازلنا كذلك كلما تردد على مسامعنا إعلان اللجنة العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار استئناف عملها بمنطقة الحصبة ومن ثم نصاب بخيبة أمل كبيرة عند توقفها عن العمل بعد الشروع فيه بفترات متقطعة في نفس المنطقة وذلك لإنهاء كافة المظاهر المسلحة.
في الحقيقة أصبح آمال وأحلام الكثير من الناس والتجار وأصحاب المنازل العودة إلى ديارهم لكن مشهد الحصبة الدامي والمنازل المهجورة والمحلات المغلقة والمتاريس الموجودة في الشوارع الفرعية لم يتغير مما ارتأى البعض والكثير ممن يتابعون عمل اللجنة العسكرية أنها لم تقم بتحقيق انجاز يمكن أن نقول عنه إنه فعال في اتجاه تغيير الوضع وإعادة الحياة إلى طبيعتها وإنما تقوم اللجنة بزيارات وتحركات شكلية سرعان ما تقف عندها آلات دائرة الأشغال العامة التابعة لها والمهم هو الخبر التلفزيوني والمسلحون والأسلحة باقية داخل الخنادق وفي العمارات والشوارع والمواطن والتاجر المغلوب على أمره لاسيما البساطون هم أبرز الضحايا لاستمرار كذا وضع.
المهم في الأمر برمته ما هو الرد الذي يمكن أن يكون مقنعا والإجابة التي ينتظرها كثير من الناس على سؤال هل أكملت اللجنة عملها في الحصبة¿ بحسب متابعتي للمهمة التاريخية التي تقف عليها اللجنة العسكرية يمكنني أن أستشف ما قاله ناطق اللجنة العسكرية اللواء علي سعيد عبيد عن الموضوع في مقابله له عبر قناة «اليمن اليوم» ما قوله « أن اللجنة لا تنحصر مهمتها في الحصبة فقط وانما في باقي المناطق والمحافظات في ظل اعمال تقطع على مداخل صنعاء وفيما بين المحافظات وقطاعات للمشتقات النفطية وقطع للكهرباء».
مع تقديرنا لكافة الجهود التي قامت بها اللجنة العسكرية المتمثلة في كثير من الأعمال التي ساهمت في إخراج المسلحين من المباني والمنشآت الحكومية والمنازل إلا أن تصريح الأخ اللواء يعكس الحوار نفسه على الواقع أجمله بالقول أن اللجنة لا تستطيع ان تعيد الاوضاع الى ما كانت عليه في ظل الكثير من التعقيدات على ارض الواقع لأن اللجنة إلى الآن لم تعلن من هو المعرقل الحقيقي لبنود المبادرة الخليجية مع الضغوطات التي تواجهها اللجنة من الدول المانحة بكشف المعرقلين لإتمام عملية الأمن والأمان في أرجاء الوطن.
نعم.. فقصة اللجنة والحصبة أصبحت أشبه ما يكون بقصة تطبق فصولها في آخر الزمان ألا وهي (سد ياجوج وماجوج) حيث أن هؤلاء القوم يعملون طوال الليل ليحدثوا (فتحة) في السد ليخرجوا منها وحين يتعبون يقولون لم يبقى إلا القليل سنعود له غدا واذا بهم بالغد يتفاجئوا بأن السد عاد كما كان وهكذا دواليك حتى يقول أحدهم «ان شاء الله» فيهدم السد ويخرجون إلى الناس .
وكذلك هي قصة اللجنة مع الحصبة فمنذ ما يقارب العام واللجنة تقوم بتطهر الحصبة وصوفان والنهضة من المسلحين والمتاريس وكل مرة تخرج اللجنة بتصريح انها طهرت المنطقة وتشكر الجميع على تعاونهم معها دون أن تقول (انشاء الله) وما تلبث قليلا حتى تتحدث عن نزولها الى نفس المناطق لتطهيرها من المتارس والمسلحين التي عادت كما كانت عليه كقصة السد تماما.