شلت أيديهم



عقيد/قيس علي الإرياني
وقف الشعب اليمني يوم الاثنين 12/5/2102م من أقصاه إلى أقصاه شيبا وشبابا نساء وأطفالا الكل وقف مذهولا غير مصدق ما يراه وما يسمعه عن الجريمة البشعة التي حصلت في ميدان السبعين وذهب ضحيتها المئات من القتلى والجرحى من خيرة شباب اليمن الذين ذهبوا ضحية يد جبانة لا دين لها ولا ضمير ذهبوا ضحية لأناس تجردوا من إنسانيتهم وانسلخوا من دينهم وتحولوا إلى حيوانات لا مشاعر ولا أحاسيس لها بل إن بعض الحيوانات قد تكون أفضل حالا من هؤلاء الذين قاموا بهذا العمل الجبان.
الذي حصل في ميدان السبعين أمر بعيد كل البعد عن قيمنا الإسلامية وكرامتنا العربية وتاريخنا الموغل في القدم والذي لم يسجل التاريخ أنه حصل فيه ما حصل يوم الاثنين الدامي هذا الأمر ليس من أخلاق اليمنيين وليس من موروثهم وليس من طباعهم فمن أين جاءنا هؤلاء المسخ من البشر ممن قاموا بهذا الفعل الشنيع¿
لقد تناقلت الألسن ووسائل الإعلام الكثير والكثير من الأقاويل عن منفذي هذه الفعلة الشنعاء ولكننا كيمنيين نصرخ بملء أفواهنا أن من قام بهذا العمل الإجرامي البشع لا يمت لليمن ولليمنيين بصلة وأنهم أناس دخلاء علينا وهذا لاشك فيه ولا جدال لأننا نعرف أنفسنا ونعرف طباعنا ونعرف أخلاقنا.
إن هذا الفعل الشنيع يجب أن لا يمر مرور الكرام وعلى الجهات المسئولة أن تتابع خيوط الجريمة وتعاقب من قام بها والأهم من ذلك هو البحث عن أسباب تحول هؤلاء النفر إلى وحوش كاسرة لا ترعى للناس حقوقا ولا تعرف للانتقام حدودا بل والانتقام ممن وعلى ماذا وما هي جريمة أولئك الشباب الشرفاء¿.
وقف المواطنون مشدوهين غير مصدقين ما يشاهدونه واعتقدوا أنهم في كابوس مزعج لأن ما حصل هو خارج نطاق العقل والمنطق ولا يحتمل التصديق من قبل ذوي الفطرة السليمة ولكننا وجدنا أن ما حصل حصل بالفعل على أرض الواقع بالرغم من عبثيته وبعده عن المنطق السليم وعلينا أن نقف وقفة جادة ومخلصة لاجتثاث هذا المرض الخبيث قبل استفحال أمره وخروجه عن السيطرة وهذا شيء يجب أن يشارك فيه جميع أفراد المجتمع من خلال التنبه والتيقظ لما يدور حولنا والتعاون مع الأجهزة الأمنية كلا في نطاق منطقته ونطاق عمله فالخطب جسيم والأمر عظيم وسيصل إلى بال كل مواطن إذا لم يتكاتف الجميع ويقفوا صفا واحدا أمام هذه الفئة الباغية التي تعيث في الأرض فسادا.
إن الأمر الأهم هو معرفة كيفية حصول التأثير على هؤلاء الناس وما هي أساليب ووسائل إيقاف عملية الاستقطاب وكيفية إيقاف عملية غسيل الدماغ التي تتم لهذه الفئة من الناس ولا يفل الحديد إلا الحديد ولا يسيطر على الفكر إلا الفكر المضاد الذي يعتمد على الدين والمنطق والعلم وبدون ذلك فإننا سندخل في نفق مظلم لا نهاية له لا سمح الله.
جنب الله البلاد والعباد كل مكروه ورحم شهداءنا الأبرار إن الله على كل شيء قدير.

< مدير مرور أمانة العاصمة

قد يعجبك ايضا