هزاع مقبل
–
نبيل نعمان
❊ ..هزاع مقبل رجل عاش حياته من أجل الآخرين يداوي جراحهم ويجبر كسورهم.. صوت من أعالي الجبل أو من قاع الوادي يستغيث به سرعان ما يهرع حاملا ما تيسر من أدواته الطبية وروحه الطيبة ليقدم خدماته بكل تفان وإتقان حتى ذاع صيته في كثير من الأصقاع وبات يأتي إليه الناس لمعالجة أمراض استعصت على الكثير وخاصة تجبير الكسور التي برع فيها ونال جائزة من المستشفى السويدي بتعز.
هذا الرجل منذ أكثر من 60 عاما وهو يقدم خدمات التطبيب الشعبي للناس في قرى الاعبوس بمديرية حيفان بمحافظة تعز أدخل عليها ما تيسر من علاجات الطب الحديث.. يمارس مهنته بعيدا عن الدجل ولا يبتغي من وراء ذلك جمع المال والثراء على حساب البسطاء بل يمكن أن يطلق عليه ملاك رحمة بحق حاز بها حب واحترام وتقدير أبناء منطقته كافة.
لديه معرفة واسعة بالأمراض المختلفة ووصفات من البيئة المحلية لمعالجتها وفي الكسور كان يتقدم على الكثير من الأطباء أبهر الكثير من الأطباء الأجانب في المستشفى السويدي بتعز منذ منتصف السبعينيات حيث تمت الاستعانة به لتجبير كسور استعصت على الأطباء أو من خلال وصول أناس أصيبوا بكسور ومروا عبر هزاع مقبل ليجد الأطباء براعة أداء الرجل في تجبير الكسور.
الكثير من الأمراض كان يعالجها هزاع مقبل من عرق النسأ إلى البواسير.. والأمراض الجلدية وغيرها وعندما كنت صغيرا لطالما صعدت إلى قريته إلى كلبين بطلب من أحد أفراد الأسرة أو أحد أبناء القرية لطلب مساعدته في معالجة مريض فكان لا يتأخر عن فعل ذلك دون إبطاء يمنحك حقيبته لتحملها وتسابق ساقاه الرياح ليصل في أسرع وقت إلى الحالة المرضية.
رحم الله الوالد الحاج هزاع مقبل صالح وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان فقليل أمثاله من يعطي حياته للآخرين وخاصة في مجال كالطب ومداواة الناس في مناطق هي في أمس الحاجة لأمثاله.