في رحاب الله.. ورحاب الرسول».. للشاعر الراحل صالح عباس



كتب/ محمد القعود
< «في رحاب الله.. ورحاب الرسول « هو عنوان الديوان الشعري الذي صدر مؤخرا بصنعاء وضم بين دفتيه مجموعة من قصائد الشاعر الراحل صالح عباس .
وجاء الديوان في 220صفحة من الحجم الكبير ,واحتوى على 45 قصيدة كتبها الشاعر الراحل خلال فترات متعددة من حياته ,وهي قصائد روحية ودينية نابضة بحب الله وحب الرسول صلى الله عليه وسلم , وتعبق بنفسها الايماني ومناجاة الخالق عز وجل ,كما تكشف عن مشاعر صادقة لشاعر مفعم بالإيمان والصفاء والنقاء.
كما ضم الديوان مجموعة من القصائد التي قام الشاعر الراحل بتشطيرها ,وهي من القصائد المشهورة في الادب العربي وقد قام بجمع وإعداد القصائد للنشر ابن الشاعر محمد صالح عباس.
< وفي تقديمه للديون كتب الدكتور ‬عبدالعزيز المقالح مقدمة تطرق فيها إلى حياة الشاعر الراحل وإبداعه قائلا:
– ‬عاش كالنسمة خفيفا‮ ‬أليفا‮ ‬يحب الناس ويحبه الناس‮ ‬لا‮ ‬يخاصم أحدا‮ ‬ولا‮ ‬يخاصمه أحد‮ ‬ذلك هو الشاعر الإنسان الأستاذ صالح محمد عباس‮ ‬الذي‮ ‬رحل ولم‮ ‬يرحل‮ ‬رحل جسده وبقيت روحه وأعماله النبيلة وإبداعه الشعري‮ ‬الذي‮ ‬سيبقى ما بقي‮ ‬الناس والشعر‮.‬
عاش على وجه هذه الأرض سبعين عاما‮ ‬زاهدا‮ ‬قانعا‮ ‬مكتفيا‮ ‬بالقليل‮ ‬وعبرتö‮ ‬الأضواء من حوله‮ ‬وتركزت مصادرها الأولى بالقرب منه‮ ‬فلم تفتنه‮ ‬ولم‮ ‬يستجب لإغوائها‮ ‬صعد من جواره كثيرون إلى الوزارات والمؤسسات‮ ‬وهبط كثيرون عنها بعد صعود‮ ‬يطول أو‮ ‬يقصر‮ ‬وهو في‮ ‬مكانه الثابت‮ ‬يؤدي‮ ‬واجبه في‮ ‬منتهى الأمانة والإخلاص‮ ‬غير حافل بالكرسي‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يجلس عليه في‮ ‬أمانة رئاسة الوزراء‮ ‬يستقبل أجيالا‮ ‬متعاقبين من المسؤولين التنفيذيين ويودعهم ويسجل في‮ ‬محاضر الاجتماعات آراءهم واختلافاتهم‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬يشكو أو‮ ‬يتوجع أو‮ ‬يطالب بما هو حق له‮ ‬لا سيما بعد أن أحيل إلى المعاش قبل الأوان‮.‬
وبعد أن تعمقت خبرته وسمت تجربته بدأ الأستاذ صالح عباس كتابة الشعر في‮ ‬منتصف الخمسينيات من القرن الماضي‮ ‬وكان شعره‮ ‬يعكس عذوبة روحه وبساطة حياته‮ ‬لا‮ ‬يتصنعه ولا‮ ‬يبالغ‮ ‬في‮ ‬تعقيداته‮ ‬غير مسرف‮ ‬في‮ ‬التنميق والضجيج اللفظي‮ ‬لذا كان إبداعا‮ ‬قريبا‮ ‬من نفوس القراء‮ ‬يشع في‮ ‬قلوبهم البهجة والهدوء وفي‮ ‬عقولهم الإحساس بالتأمل والتفكير‮.‬
ويضيف: وكان في‮ ‬جلساته‮ »‬المقيلية‮« ‬نجما‮ ‬ساطعا‮ ‬من نجوم الأدب وحلاوة المعشر‮ ‬يجمع من الخصال الأخلاقية الرفيعة ما‮ ‬يجعل جليسه مشدودا‮ ‬إليه بإعجاب ويتابع أحاديثه وخواطره وآراءه باهتمام وافتتان وهو‮ ‬ينتقل من موضوع إلى آخر ومن فكرة إلى أخرى في‮ ‬سلاسة وتلقائية وعدم تكلف‮ ‬يروي‮ ‬من قديم الشعر وحديثه ما‮ ‬يدهش ويبعث على الارتياح‮.‬
تعرفت إلى الأستاذ صالح في‮ ‬أواخر الخمسينيات في‮ ‬صنعاء بعد أن انتقل إليها من مدينة تعز التي‮ ‬كان قد عاد إليها من عدن بعد فترة أمضاها معارضا‮ ‬الحكم الفردي‮ ‬الكهنوتي‮ ‬لكنه أدرك من تجربته وتجربة زملائه أن المعارضة من الخارج لا تجدي‮ ‬شيئا‮ ‬حتى وإن كانت المعارضة من عدن اليمنية التي‮ ‬لا تبعد عن مقر حكم الإمام سوى عشرات الكيلو مترات‮ ‬فآثر العودة إلى شمال الوطن ليمارس نشاطه السياسي‮ ‬التنويري‮ ‬وليعمل فترة قصيرة في‮ ‬وزارة الخارجية الناشئة‮ ‬ثم وجد نفسه في‮ ‬صنعاء وفي‮ &#8236

قد يعجبك ايضا