محمود عراسي‮.. ‬لن ننساك

رياض شمسان


رياض شمسان –

‮> ‬فقدت اليمن‮ ‬يوم الاربعاء الماضي 9/5/2012م علما من أعلام النضال الوطني‮ ‬وهو المناضل الوطني‮ ‬الشريف الأستاذ محمود عبدالله عراسي‮ ‬عضو مجلس الشورى الذي‮ ‬انتقل إلى جوار ربه عن عمر ناهز السبعين عاما بعد حياة حافلة بالعطاء الوطني‮ ‬المتدفق بالإخلاص والأمانة والوفاء لليمن أرضا وإنسانا‮.. ‬وهو ما ترجمه عمليا فقيد الوطني‮ ‬محمود عراسي‮ – ‬أبو عبدالله‮ – ‬من خلال تلك المناصب القيادية التي‮ ‬تولاها في‮ ‬حياته وهي‮ »‬مدير عام شركة الطيران‮- ‬سفير في‮ ‬اندونيسيا وأثيوبيا‮- ‬مدير عام شركة النفط‮- ‬محافظ عدن‮- ‬محافظ حضرموت‮- ‬وزير السياحة‮- ‬نائب رئيس اللجنة العليا للانتخابات‮« ‬والتي‮ ‬حقق فيها نجاحات كبيرة‮ ‬يشهد بها الجميع‮.‬
هناك في‮ ‬حي‮ ‬الهاشمي‮ ‬بمدينة الشيخ عثمان عدن ولد الفقيد العزيز محمود عراسي‮ ‬من أسرة عريقة ميسورة الحال ونشأ وترعرع ودرس المرحلة الابتدائية بالشيخ عثمان والمرحلة الاعدادية في‮ ‬كريتر والثانوية العامة بكلية عدن سابقا بدار سعد‮.. ‬وكان ناجحا ومبرزا في‮ ‬دراسته ثم تخرج وعمل مدرسا آنذاك كما كان نجما رياضيا بارزا في‮ ‬كرة القدم من خلال انضمامه إلى نادي‮ ‬الشباب المحمدي‮ – ‬واي‮ ‬إم تي‮- ‬بالشيخ عثمان ذلك النادي‮ ‬الذي‮ ‬حقق انتصارات رياضية كثيرة في‮ ‬عالم كرة القدم آنذاك في‮ ‬الستينات‮.‬
وعند قيام ثورة‮ ‬14‮ ‬أكتوبر المجيدة شارك الفقيد الغالي‮ ‬محمود عراسي‮ ‬بفاعلية في‮ ‬مقاومة المستعمر البريطاني‮ ‬من خلال انخراطه في‮ ‬الجبهة القومية مع زملائه الثوار الاحرار وبعد الاستقلال تقلد بجدارة تلك المناصب القيادية المذكورة آنفا وكان دائما المسؤول المثالي‮ ‬المحبوب لدى الجميع‮.‬
وبما أني‮ ‬من مواليد حي‮ ‬الهاشمي‮ ‬بالشيخ عثمان عدن وبحكم الجوار ربطتني‮ ‬علاقة حميمة بالفقيد العزيز محمود عراسي‮ ‬وتوطدت هذه العلاقة عندما تعين عضوا في‮ ‬مجلس الشورى الذي‮ ‬كنت أعمل فيه صحفيا مرافقا لفقيد الوطن الكبير الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني‮ ‬رئيس مجلس الشورى‮ «رحمه الله» ‬حيث كنت ألتقي‮ ‬بمحمود عراسي‮ ‬يوميا وكان رحمه الله كعادته ملتزما بالنظم والقوانين حريصا على مواعيد الدوام الرسمي‮ ‬وإنجاز المهام المناطة به أولا فأول في‮ ‬اللجنة المالية بالمجلس ويحظى باحترام وحب وتقدير الزملاء كافة في‮ ‬رئاسة وأعضاء مجلس الشورى‮.‬
وبرغم تلك المناصب القيادية العديدة التي‮ ‬تولاها الفقيد الحبيب أبو عبدالله في‮ ‬حياته وآخرها عضو مجلس الشورى إلا أنه كان دائما متواضعا مع كل الناس صغارا وكبارا‮ ‬يريد الخير والسعادة والأمن والاستقرار والتقدم والازدهار لليمن أرضا وشعبا لا‮ ‬يتردد أبدا في‮ ‬تقديم العون والمساعدة لأي‮ ‬إنسان‮ ‬يطلب منه المساعدة‮.‬
ليس ذلك فحسب بل كان الفقيد الغالي‮ ‬إنسانا رقيقا مرهف الاحساس‮ ‬يهوى الموسيقى والقراءة فكان من أشد المعجبين بأغاني‮ ‬كوكب الشرق السيدة أم كلثوم التي‮ ‬كان‮ ‬يحتفظ بجميع أغانيها القديمة والحديثة في‮ ‬مكتبته الموسيقية إضافة إلى أغاني‮ ‬الفنانين الكبيرين محمد مرشد ناجي‮ ‬وأحمد قاسم كما كانت لديه مكتبة زاخرة بالكتب السياسية والثقافية والتاريخية وغيرها‮.‬
ومهما نسينا فلن أنسى فقيدنا الغالي‮ ‬محمود عراسي‮ »‬أبو عبدالله‮« ‬الذي‮ ‬كانت تجمعني‮ ‬به جلسات أخوية في‮ ‬مكتبه بمجلس الشورى قبل نهاية الدوام بساعة واحدة نتحدث فيها عن ذكريات الماضي‮ ‬في‮ ‬عدن في‮ ‬الخمسينيات والستينيات ذلك الزمن الجميل الزاخر بالخير والمحبة والأمن والأمان وكما كان‮ ‬يقول لي&#823

قد يعجبك ايضا