البطالة مشكلة كيف نواجهها¿

أحمد الكاف

أحمد الكاف –
> مما لا شك فيه أن البطالة أهم المشاكل لتي تواجهها الدول النامية بل إنها العقبة التي تواجه التنمية وتستنزف خيرات ومقدرات الشعوب والأوطان فإلى جانب هذا التحدي تمثل البطالة أهم الآفات الاجتماعية ففي ظل البطالة تتفكك المجتمعات بل والأسر أيضا وينجم عنها ظهور الجريمة المنظمة وغير المنظمة وعصابات النشل والسرقة طبعا نتاج البطالة وكذا عصابات الاتجار بالبشر أو بالمخدرات وغيرها بل إن نشوء عصابات النصب والاحتيال والتزوير وغيرها.
ناجمة عن البطالة يضاف إلى ذلك أن نتائج البطالة مما ذكر آنفا يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار وظهور العصابات المسلحة المتمردة على الوطن والمجتمع وقيم الإنسانية.
ولعلنا نلاحظ أن كثيرا من الدول التي تعاني من ارتفاع نسبة البطالة تشهد تدهورا في بنيانها الاجتماعي والأمني وزعزعة لاستقرارها السياسي وكثيرا ما تؤدي البطالة إلى الخيانة والعمالة التي تضرب الأوطان ومصالحها الوطنية والقومية.
كما أن البلدان التي تخفض فيها نسبة البطالة تشهد وحدة وطنية متلازمة ونهضة تنموية شاملة وصوا إلى التقدم والازدهار.
وبلادنا التي شهدت خلال عهد الثورة والجمهورية والوحدة نموا سكانيا نتيجة ارتفاع نسبة المواليد مقارنة مع نسبة الوفيات ساهم في نمو الكثافة السكانية والتي تتضاعف ربما خلال عقدين من الزمن مع شحة الموارد الاقتصادية والتنموية وضآلة بنية المجال الاستثماري لتوفير متطلبات السكان المعيشية والخدمية واستيعاب الأيادي العاملة الماهرة خاصة مع تدني مستوى التعليم ومخرجاته الأساسية للتنمية أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة مما شكل أهم أكبر تحد لبلادنا.
غير أن نمو البطالة بلغ مرحلة الخطر المحدق بالوطن وأمنه واستقراره خاصة في ظل نمو الجريمة المنظمة وغير المنظمة والتي أدت بدورها إلى زعزعة أواصر المجتمع والأسرة وتفككها ومن مخاطر البطالة عمالة الأطفال والهجرة نحول المجهول سواء الهجرة الداخلية أو خارج الحدود وارتفاع ظاهرة التسول وارتفاع حجم الفقر واتساع رقعته والتفسخ الأخلاقي وغيره والتي أدت إلى ما نشهده اليوم من زعزعة لأمن واستقرار الوطن خاصة في ظل فشل الحكومات السابقة في تنفيذ برامجها لتحقيق التنمية من خلال الحد من ظاهرة البطالة وآثارها الوخيمة ومع تكرار الفشل أصبحت البطالة مشكلة كيف نواجهها في ظل الظروف الراهنة.
غير أن الجميع وإن كان يدرك خطورة ظاهرة البطالة فإننا اليوم مدعوون جميعا لإيجاد حل جذري لظاهرة البطالة وطبعا ما من مشكلة إلا ولها حل ويتطلب الأمر عزيمة وإرادة قوية وإدارة حكيمة مسئولة وعلينا الاستفادة من تجارب الآخرين من حولنا فهناك دول عديدة استطاعت تجاوز مخاطر البطالة بل وتحقيق تنمية شاملة ومن خلال الاستفادة من الموارد المحلية بشرية كانت أو غيرها فقد مرت ماليزيا بتجربة فريدة في هذا المجال رغم شحة مواردها كذا الهند وغيرها كما أن هناك تجارب عربية أيضا منها مصر وسوريا والجزائر ولبنان بل والسودان أيضا.
ففي مصر لعبت الجمعيات الزراعية دورا في استقطاب وتشغيل الأيدي العاملة في مجال الاستصلاح الزراعي في الواحات الغربية والصحراء كما فعلت ذلك السودان.
وبلادنا تتوفر فيها كل مقومات الإنتاج والتشغيل أياد عاملة في أراضزراعية خصبة وشواطئ بحرية غنية بمواردها السمكية وكافة الأحياء البحرية وما علينا إلا إعداد الخطط والبرامج الهادفة ومن خلال خطوة الاستصلاح الزراعي كون الزراعة من أهم النشاط السكاني بحيث تخصص الحكومة مساحات زراعية وتوفر كافة مستلزمات الإنتاج وإسناد ذلك لإدارة كفؤة ومسئولة واستقطاب العديد من العاطلين للعمل في استصلاح هذه الأراضي وزراعتها على أن توفر إداراتها نفقات العاملين فيها من إيرادات نشاطهم الزراعي وهنا نضرب عصفورين بحجر واحد تشغيل العاطلين وتوفير الغذاء للشعب من الإنتاج المحلي وتصدير الفائض إلى الأسواق المجاورة لدعم اقتصادنا الوطني بل سيؤدي ذلك إلى توفير المواد الخام اللازمة للصناعة كما ان هناك فرص عمل في مشاريع استثمارية أخرى وبمواد خام محلية كدعم النشاط في مجال الاصطياد السمكي حيث وبلادنا تمتلك ما يزيد على 2000 كم من الشواطئ البحرية الغنية بالشعاب المرجانية والحشائش والصخور البحرية التي تعد أهم موطن للعديد من الأسماك والأحياء البحرية والتي تزيد على أكثر من 1500 نوع إضافة إلى دعم الاستثمار في المحاجر والصناعات الصغيرة وكذا دعم الاستثمار في مجال النشاط السياحي الداخلي والأجنبي حيث وبلادنا تمتاز بتوفر العديد من مقومات النشاط السياحي الديني والعلاجي والترفيهي فهناك جزر سياحية خلابة وسياحة غوص واعدة تستهوي العديد من السياح الأجانب إضافة إلى تنمية السياحة الداخلية.
كما لا ننسى أن توفر وتعدد الموارد البشرية المحلية وكذا تعدد الموارد المالية المحلية والأجنبية ستساهم في حال استخدامها الاستخدام الأمثل والاستفادة منها في تحقيق البرامج الهادفة في

قد يعجبك ايضا