الشعوب الحية وحدها من تصنع المجد
م سالم صالح عباد
م/ سالم صالح عباد –
> هي الشعوب الحرة والفتية – الفاعلة والحية وحدها من تستطيع تقرير مصيرها وتؤكد حضورها الفاعل في عملية التغيير والتحول الثوري للنهوض بالوطن أرضا وإنسانا..
ولأن الشعوب الحية هي من تحمل على عاتقها عملية التغيير وبناء الحضارات وحماية القانون ومحاربة الفساد والرشوة وبناء الدولة المدنية فإنه ينبغي عليها أن ترسي واقعا ثقافيا جديدا ينال من ذك الموروث الثقافي والاجتماعي المختلف المهيمن والمسيطر على حياتنا السياسية والثقافية والاجتماعية التي أبت حركة التطور الاستعمارية المزيفة والمعقدة في جنوب الوطن والجهل والتخلف والرتابة والجمود والتبعية التي انتهجتها الإمامة وفرضتها على شعبنا في الشمال أن تنال منهما طيلة نصف قرن من الزمن الملطخ بدماء أنبل وأشرف من أنجبتهم الأرض اليمنية.. هذا الموروث الذي منع شعبنا من استشراف المستقبل والنهوض بالوطن عاليا لمواكبة التطور الحضاري والتكنولوجي الذي شهدته بلدان العالم على إثر النهضة الصناعية والتطور العلمي بعد الحرب العالمية الثانية على وجه الخصوص – كان علينا لزما إعداد النفس التواقة إلى الحرية والعدالة وبناء الدولة المدنية لتكون قادرة على نيل ذلك الاستحقاق الذي يجسد معاني الحرية والقيم الإنسانية وهو الطموح الذي يأمله شعبنا ولن يتأتىتىأت إلا بمزيد من تحصين الذات وبمزيد من الوعي والنضال الجاد والعمل على تغيير ثقافة الفرد من الرتابة وحالة التبعية وتجاوز عقبات الماضي ورفض حالة القهرية التي تفرض على أبناء شعبنا بطريقة أو بأخرى من قبل القوى الظلامية ولأننا شعب ندعي الحكمة ونفتخر بماضينا الحضاري وما حققه أجدادنا من أمجاد طيلة خمسة آلاف سنة وأكثر يتحتم علينا اليوم أن نقرأ الواقع بعيدا عن الإرث التاريخي المتخلف الذي يمكن له أن يؤمن بقاء شعبنا اليمني في قيعان التخلف ويحول بينه وبين الاهتداء إلى ما يطمح إليه ويوفر له مقومات البقاء والتطور ويضمن إرساء قواعد دولة مستقرة تضمن حرية الفرد وتطور المجتمع ..
لقد أثبتت التجربة وأكد لنا التاريخ بأن استحكام الجهل وزيادة نسبة الأمية واتساع دائرة الفقر والبطالة عوامل تسهل من انقياد الناس وركضهم وراء المصالح الدامية والمؤقتة.. وهو الأمر الذي يدفع بناء إلى استنهاض الوعي في عملية التغيير ورفض ثقافة الإقصاء والهيمنة والتخوين..
كما أنها في نفس الوقت عوامل مساعدة على رفض الواقع والانقضاض عليه لاستبداله بواقع جديد يخدم مصالح الشعب ويحقق طموح أبنائه..
وإذا كان شعبنا اليمني يؤمن بالحرية والتغيير وقد عقد العزم ماضيا إلى بناء الدولة المدنية ليعيد لنا مجدا وتاريخا افتقدناه طويلا فليس أمامه من طريق آخر لبلوغ هذا الهدف السامي سوى رفض التبعية والانقياد للآخر فالشعوب وحدها من تصنع المجد والتاريخ لنفسها ولأجيالها..
وليعلم جميع الثوار بأن الرئيس منصور الذي تحاصره قوى الردة والانكسار وفرضته المرحلة وقوى دولية وإقليمية ومحلية لن تكون بيده عصى موسى السحرية ليحدث المعجزة إن لم يكن الشعب وقوى المجتمع الحية التواقة إلى الحرية إلى جانبه تسانده وتؤازره وتدعم قراراته النبيلة التي يأملها الشعب.. وبدون هذه المواقف والدعم يستحيل على شعبنا بلوغ الأهداف المرجوة التي خرج شعبنا من أجلها..