بين اليأس والأمل

ناجي عبدالله الحرازي


 - سعدت جدا بتوجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي بإلغاء أو إزالة زاوية "إضاءة"  التي تعودنا عليها في أعلى الصفحة الأولى  منذ أكثر من ثلاثة عقود  وكأنها فرض واجب يجب علينا التمسك به لإثبات ولائنا لرئيس الدولة.
ناجي عبدالله الحرازي –

سعدت جدا بتوجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي بإلغاء أو إزالة زاوية “إضاءة” التي تعودنا عليها في أعلى الصفحة الأولى منذ أكثر من ثلاثة عقود وكأنها فرض واجب يجب علينا التمسك به لإثبات ولائنا لرئيس الدولة.
وسعدت أيضا لما تضمنته توجيهاته بأن مثل هذه الزوايا الصحفية”إنما هي تعبير عن نهج سياسي يكرس حكم الفرد لا حكم المؤسسات الديمقراطية”.
هذه السعادة دفعتني لإستئاف مساهمتي المتواضعة والعودة لقرائي – إذا صح أن هناك من حاول متابعة ما اعتدت على كتابته للصحيفة منذ أكثر من ثلاثة عقود عندما كانت أحرف صفحاتها تجمع يدويا قبل الجمع الالكتروني وقبل اختراع الانترنت.
قررت استئناف نشاطي سعيدا بإلغاء “إضاءة” و استجابة لدعوة أخي العزيز الأستاذ فيصل مكرم رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير رغم أنني كنت قد طلبت إحالتي للتقاعد ليس لأن صحتي لم تعد تساعدني على مواصلة تحمل مسئولياتي في بلاط صاحبة الجلالة اليمنية كما هو حال بابا الفاتيكان الذي سيتخلى عن منصبه أواخر هذا الشهر لظروف صحية وفقا لإعلانه بل لأنني شعرت لبعض الوقت – وأنا أتامل تطورات المشهد اليمني خلال الأعوام القليلة الماضية – بحالة من الإحباط واليأس فاعتقدت أنني قد أرتاح من وجع الدماغ إذا توقفت عن الكتابة في الشئون اليمنية.
شعرت بالإحباط واليأس لأن الكثير مما كتبت خلال العقود الماضية لم يجد آذانا صاغية – باستثناء بعض الملاحظات التي كنت أجتهد في طرحها من وقت لآخر وتلقى رد فعل من القراء – بعضها سلبي وآخر إيجابي.
شعرت بالإحباط واليأس لأن أحلامي وأحلام جيلي بل والجيل الذي سبقني والأجيال التي جاءت بعد جيلي والتي أشعلت الساحات في اليمن أملا في التغيير لم تتحقق رغم مرور ما يقرب من خمسة عقود على وعود ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
لكن بعد تأمل دقيق لواقع الحال في اليمن ومقارنته بما يحدث في ما يسمى بدول الربيع العربي وصلت إلى قناعة مفادها أن الرئيس هادي وحكومة الوفاق (الإنقاذ) التي يرأسها العم محمد سالم باسندوة وإن لم يتمكنوا من إحداث التغيير المأمول إلا أنهم على الأقل يحاولون عدم انجرار اليمن نحو مزيد من التأزم والكوارث التي نتابعها من حولنا
وهذا بحد ذاته إنجاز يجب أن يحسب لهم على اعتبار أنهم في الأصل يتحملون المسئولية بشكل مؤقت ولايمكن أن نتوقع منهم المستحيل ..
فالرئيس هادي الذي تعهد بإجراء الانتخابات الرئاسية خلال عام – التزاما بما نصت عليه المبادرة الخليجية – يبدو مستعدا للتخلي عن السلطة وتسليمها لخلفه – إذا لم يتقرر ترشيحه لتلك الانتخابات ..
وحكومة الوفاق تدرك جيدا أنها ليس سوى حكومة تسيير أعمال لا يمكنها الاستمرار في السلطة بعد انتخاب مجلس النواب المنتظر..
وكل هذا وذاك مرهون بطبيعة الحال بنجاح الحوار الوطني الذي يتطلع إليه الشعب اليمني وتترقبه الدول الشقيقة والصديقة الداعمة للمبادرة الخليجية.
ولذلك فأسباب التفاؤل هنا تبدو أكثر قوة من دواعي الإحباط واليأس أو القول أن ليس بالإمكان أبدع مما كان..
(وللحديث بقية)

قد يعجبك ايضا