هذا الطريق !!

عبد الرحمن بجاش

 - كنا نحث الخطى نحو القاع هبوطا إلى تهامة, في الجانب الآخر من المشهد ثمة بقايا طريق يعرفها أبناء الجبال من بني مطر حتى السهل الممتد من باب الناقة حتى أقدام البحر أنها الطريق القديم التي شقها الأتراك ولا تزال جدرانها التي
عبد الرحمن بجاش –

كنا نحث الخطى نحو القاع هبوطا إلى تهامة, في الجانب الآخر من المشهد ثمة بقايا طريق يعرفها أبناء الجبال من بني مطر حتى السهل الممتد من باب الناقة حتى أقدام البحر أنها الطريق القديم التي شقها الأتراك ولا تزال جدرانها التي لم تسقط بادية للعيان, لا يهتم أحد بترميمها وإبقائها شاهدا حيا على مرحلة قاسية من حياة اليمنيين, فيكفي أن تعرف الأجيال اللاحقة الفرق بين طول الرحلة بين صنعاء والحديدة عبر ذلك الطريق والآن, أو بالأصح يوم قدم الصينيون وشقوا السهل بسهولة ليصلوا إلى الجبال فيقطعونها كقوالب الصابون, قال هشام : كيف عملوا¿ قلت: لو تدخل الانترنت وتبحث عن أصعب الطرق ستجدها تلك التي شقها الصينيون في جبال ملساء معلقة بين السماء والأرض, وانظر إلى طريق حجة صنعاء وماذا فعلوا حيث قهروا الطبيعة وانتصروا! . ولو تمعن النظر في الجبال والأودية لوضعت يدك على قلبك خوفا حين تتخيل فقط كيف فعلوا, لكنهم فعلوا ونجحوا, وبالتأكيد كان هناك من اليمنيين معهم من اشتغلوا كعمال وقضوا أثناء العمل المضني.
خلاصة الأمر أنها لولا هي ما كانت ثورة سبتمبر قد انتصرت ولن ندخل في التفاصيل, الآن لو شاهدتم فيلما أمريكيا عن أولئك الرجال الذين يقهرون الجبال الجليدية يتسلقونها في ظل ظروف قاهرة, احدهم وقد علق مع ثلاثة آخرين وعلقوا بالحبل المشدود من الأعلى , كانت المعادلة أما إن يصعدوا جميعا أو يسقطون , لا حظ آخرهم أنه لو قطع الحبل وسقط لنجي رفاقه ففعل وسط دعوات من هم فوق والعالقين لكنه مضى وهوى لينقذ الآخرين , تضحية ما بعدها تضحية!.
ينتهي الفيلم بآخر لقطة لتذكارات وضعت وسط الجبال لهؤلاء المغامرين الأفذاذ, نحن من شدة تخلفنا لا أحد سجل تاريخ طريق الحديدة صنعاء سوى قبر الصيني في عصر الذي لا توجد بجانبه سيرة ذاتية للمهندس البطل, بالتأكيد هناك يمنيون لا يعرف أحد عنهم شيئا!, ومقارنة بالطرق الأخرى أين الثرى من الثريا طرق جديدة لا تكاد تفرح بها حتى ترى الاسفلت وقد قرر المغادرة وطريق الصينيين كل هذه السنوات صامد برغم كل الأحمال من دبابات الجيش المصري حتى قاطرات البترول, الآن بعضها تم إضافة طبقة عليه, والباقي ترميم بدائي, والتوسع المزمع لم يبدأ حتى ينتهي , والطريق بحاجة للتوسيع في أماكن يعرفها المهندسون, والطريق بحاجة للتكريم ..فمتى نراه¿ هنا بين صنعاء وتهامة قصة عظيمه سطرها المهندس الصيني والعامل اليمني .. من يكتب فقط تاريخهما.

قد يعجبك ايضا