مدينة ثلا التاريخية..متى تدخل ضمن قائمة التراث العالمي¿!

* تحقيق فايز البخاري


* تحقيق/ فايز البخاري –
حين يقصد الزائر مدينة ثلا التاريخية للمرة الثانية أو الثالثة يكون الشوق بين جوانحöهö هو الدافع والمحفöز له كي يسرع الخطى نحو تلك المدينة الموغلة في التاريخ..المدينة التي شهدت على أرضها صولات وجولات أهم وأشرس المعارك اليمنية ضد الغزو العثماني,وبالذات الغزو الأول الذي حصل أواخر القرن العاشر الهجري وبداية القرن الحادي عشر.
* * *
هذه المدينة ورغم مرور قرون من الزمن منذ تأسيسها لا تزال تتمتع بالكثير من مقوöماتöها التاريخية التي تؤهلها اليوم للانضمام وبجدارة لقائمة التراث العالمي للمدن التاريخية,فقط تحتاج مزيدا من الاهتمام مöن قöبلö الجهات المعنية التي لم تقم بدورöها المنوط بها على أتم وجه إزاء هذه المدينة وغيرها من المدن والمناطق الأثرية والتاريخية التي يندر وجود مثيل لها على مستوى العالم.
ومن أجمل ما يلفت انتباه الزائر لمدينة ثلا أول وهلة هو محافظتها على طابعها المعماري القديم الذي يعود لعدد من القرون,الأمر الذي يوجب أن يقوم فريق من المعماريين وخبراء الآثار بدراسة هذا المخزون الحضاري والتراثي العريق لكشف جوانبه الإبداعية وميزاته المعمارية التي يمكن الاستفادة منها في ترميم بقية الآثار اليمنية المندثرة والآيلة للاندثار,وهي كثيرة وبأمس الحاجة للفتة من الكثير من الجهات الرسمية والقطاع الخاص الذي يبدو أنه لا يزال في غفلة عن الاستثمار في هذا القطاع الحيوي الهام.
حصن منيع
*الوصول إلى مدينة ثلا يبدأ من غرب العاصمة صنعاء عبر طريق همدان محافظة المحويت,والذي يصل صنعاء بالمحويت وكوكبان وشبام كوكبان وحبابة ومنطقة الأهجر السياحية الشهيرة..وتقع على بعد حوالي (50كم) إلى الشمال الغربي من مدينة صنعاء ,وتتبع محافظة عمران ,وهي من مدن المرتفعات الواقعة ضمن إقليم المناخ المعتدل. ويرى بعض المؤرخين أن المدينة قد سميت باسم (ثلا بن لباخة بن أقيان بن حمير الأصغر). والبعض يقولون أن اسمها قد اشتق من ثلئ أي كثير المال , ثم خففت إلى ثلا على الألسن وصارت معروفة بهذه الصيغة.
ولقد أهتم الحميريون بالمدينة وحرصوا على التمسك بها للسيطرة على المناطق المجاورة , لأنها من أهم المواقع الحصينة ,إذ تقع المدينة على ربوة مربعة الشكل أسفل السلسلة الجبلية الممتدة شرقا باتجاهه سلسلة جبال كوكبان وحضور الشيخ ,ويطل عليها الحصن المنيع المعروف بحصن الغراب الذي يتعدى ارتفاعه الثلاثة ألف متر فوق سطح البحر وهو بمثابة ملجأ حصين عند الحاجة, ومازالت الآثار الحميرية كالمقابر الصخرية وبعض المخربشات على جوانبه إلى اليوم.

أهمية تاريخية
*ولم تفقد المدينة أهميتها خلال العصور الإسلامية المتعاقبة فقد اهتم بها الولاة والحكام وقاموا بإنشاء العديد من المباني والمنشآت الهامة داخل أحياء المدينة التي تقدر مساحتها بعشرين هكتارا وهي محصنة بسور من حجر يبلغ طوله (1162م) ويتخلله ستة وعشرين برجا متباينة الأشكال وقد فتöحتú فيه أربعة مداخل ,ثم دعت الحاجة إلى فتح المزيد منها حتى صارت تسعة مداخل.
والمدينة مقسمة على عدد من الأحياء أشار إليها الرحالة الأوروبي (ادوارد جلازر) الذي زارها في ( 5 ديسمبر 1883م) وذكر أنها مدينة نظيفة جدا ذات شوارع نظيفة ومنازل عالية بنيت بأحجار مهذبة حمراء و صفراء.
إن مدينة ثلا تعد أنموذجا رائعا من نماذج المدن الإسلامية من حيث التخطيط العام والطرق ومواد البناء أو من حيث منشئاتها المعمارية, سواء الدينية منها التي بلغت (25) منشأة موزعة ما بين المساجد والقباب والأضرحة والمدارس أو من خلال العمائر المدنية كالسوق الذي يحتوي على (142)حانوتا متقاربة في أحجامها وأشكالها وموضوعة في صفين متقابلين,أومنا زل متعددة الطوابق مبنية بالأحجار المهندمة , وكذلك الحمامات العامة إلى جانب المنشئات الحربية كالحصن والسور والأبراج,فكل ذلك يقدم للزائر طرازا معماريا يمنيا متميزا مستمدا من تراث معماري تتوارثه الأجيال منذ أكثر من أربعة آلاف عام ومازال قائما ومحافظا عليه حتى اليوم.
بريق أخاذ
*من خلال جولة بسيطة في أزقة مدينة ثلا يتبين للزائر كم هي جميلة وجذابة وفاتنة هذه المدينة التي تأخذك إلى أحضان التاريخ مرغما بما تمتلكه من فرادة في طراز البناء والمواد الداخلة فيه والتي تنتمي بمجملöها إلى البيئة المحيطة..تلك البيئة المتميزة التي كانت السبب المباشر لإقامة تلك المدينة التي لعبت أدوارا تاريخية ونضالية بارزة سجلها التاريخ بأحرف من نور.
إنها مدينة مليئة بالمعالم السياحية وغنية بتراثها الفني والمعماري,ولا تزال أ

قد يعجبك ايضا