تهيئة المناخ البار لمؤتمر الحوار

عبدالحميد سيف الزوقري


عبدالحميد سيف الزوقري –
ونحن على أعتاب انعقاد مؤتمر الحوار الوطني والذي يعلق عليه أبناء الشعب اليمني بمختلف مشاربهم في طول البلاد وعرضها الآمال الطوال للخروج بالبلاد من الوضع الحاضر المعاش إلى فضاء رحب ومرحلة مزدهرة ومستقبل سعيد لليمن السعيد يقضي على كافة الإرهاصات التي قوضت أهداف الثورات اليمنية 26 سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر عبر نصف قرن من الزمان وأوصلتنا إلى الواقع المعاش بكل سلبياته وعثراته ومساوئه الماثلة للعيان كما قوضت اتفاقية الوحدة اليمنية 22 مايو 1995م وتخطت المبادئ والأهداف وتجاوزت الخطط والاتفاقات والوثائق والعهود والمعاهدات وقلبت الحلم الوردي جحيما وجعلت من الحلم الذي انتظرناه طويلا معاناة وتفرقة.
مؤتمر الحوار الوطني الذي سوف يصوغ دستور الجمهورية اليمنية والذي سوف يرضي كافة اليمنيين شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ومساحة كلية كما يقال بحول الله وقوته إن شاء الله ويؤسس مجتمعا تعاونيا مثاليا وينشر فضاء رحبا للوئام والوفاق ويعلي مصلحة اليمن ومواطنيها ويجعل ذلك أول الأوليات وأهم المسلمات والخطوط العريضة والثوابت الوطنية التي لا ينبغي لأي نظام أو حزب تجاوزها أو القفز عليها وتخطيها أو الحياد عنها.
دستور لا يهضم فيه حق مواطن أو يضام وقانون يقف أمامه الجميع على حد سواء لا فرق فيه بين غني أو فقير رئيسا كان أو مرؤوسا مديرا أو نفيرا.
مؤتمر الحوار الوطني الذي سوف يتمخض عنه خطط راشدة وبرامج واعدة تنهض بالبلاد والعباد وتنتشل اليمن من الواقع الحاضر المعاش إلى الوضع الذي يحلم به كل يمني وطني شريف ينشر العزة والكرامة والعيش الكريم والسمو السوي دون التعدي أو السطو على حق أحد وطن يلقى فيه المواطن لقمة عيش شريفة له ولأولاده ومسكنا آمنا يضمه بأفراد أسرته ورعاية صحية له ولأولاده ومدرسة ومعهد وجامعة لأنجاله وطن يجد فيه المواطن رعاية أثناء عطائه وعند التقاعد أو العجز يلقى السند والمدد والعون ولا يخشى على نفسه أو حقه أو على أولاده من بعده أسوة بمن سبقنا في هذا المضمار من الدول المتقدمة شقيقة كانت أو صديقة.
وفي هذا المضمار أتوجه بمحبة وأطلب بشدة من الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية وممن يحق لهم تزكية وترشيح أعضاء مؤتمر الحوار الوطني بأن يحسنوا الاختيار ويمحصوا بعناية كل من يزكى وأن تكون معايير الاختيار محددة بالكفاءة والمقدرة والرغبة في خدمة الوطن ومشفوعة بالمؤهل بعيدا عن اختيار الأقرباء والموثوق بهم من قبلهم أو من سوف يخدمهم وحدهم ويكن لهم الولاء وحريصا على تحقيق مصالحهم فقط وبعيدا عن أصحاب الآفاق الضيقة والرؤية المحصورة وأن يكون مندوبو المؤتمر ممن يحملون ويقدسون الولاء لليمن أولا وأخيرا ويكنون له الحب والوفاء ومستعدون للتضحية في سبيله بالغالي والنفيس دون تحفظ لا حزبية ولا مناطقية أو جهوية محصورة مندوبون لا يفرقون بين منطقة وأخرى أو فرد وآخر مندوبون لديهم القدرة والرغبة لعمل شيء مفيد لهذا الوطن يفخر به الوطن ويفخرون هم به ويفخر به أبناؤهم من بعدهم ويفخر به كل إنسان على وجه البسيطة مندوبون على استعداد تام لخدمة الشعب مهما كانت الظروف بكل حب وتفان وإخلاص ونكران ذات مندوبون شغوفون بحب اليمن وعازمون على تحقيق السعادة لليمن واليمنيين .. واقتطف هنا آخر ما توصل إليه الباحثون من أجل تحقيق السعادة وذلك عن طريق القواعد الذهبية الخمس لتحقيق السعادة والتي في أولها تشترط لتحقيق السعادة تطوير الصداقات وثانيها الكف عن العادات السلبية وثالثها البحث عن التقدم في العمل ورابعها تطوير العلاقة مع الشريك وخامسها الشعور بالامتنان.
وفي هذا المقام أتوجه إلى مندوبي مؤتمر الحوار الوطني بالقول: عليكم استشعار أهمية العمل الذي سوف تقومون به للوطن بأسره وعليكم العمل واضعين باعتباركم انتهاج الحوار من خلال الإخلاص في العمل وصفاء النفس ونقاء الروح وسمو الخلق ومن أجل تحقيق السعادة لهذا الشعب اليمني المغلوب على أمره والذي يتطلع بشغف إلى ما سوف يتمخض عن عملكم وعليكم أن تعملوا في جو أسري ودي تحدده القواعد الخمس السالفة الذكر لتحقيق السعادة وتمثلها وبالتالي عليكم تطوير صداقات حميمة مع كافة أعضاء مؤتمر الحوار الوطني والكف عن العادات السلبية السائدة عادة بين السياسيين في الأحزاب المختلفة والمتمثلة بالمكايدات السياسية والمناكفات وإلصاق التهم بالآخر ونشر الإشاعات والتقول بما لم يقال وتفسير الكلام على غير ما قيل وتأويل التصرفات والحركات على غير هدى وانتهاج الحوار في غير مجراه الطبيعي الذي عقد من أجله. وعليكم البحث عن التقدم في العمل الذي سوف تقومون به بشتى الوسائل والطرق السليمة وعن طريق الإقناع بالدليل والبرهان المنطقي وكذلك تطوير العلاقة مع الشركاء في اللجان المختصة والعمل في جو أخوي لا سلطوي أو تعالي كما أن عليكم الشعور بالام

قد يعجبك ايضا