المخلفات تحرق في‮ ‬الأحياء السكنية‮ ‬والناس لا‮ ‬يهتمون بنظافة المدينة

استطلاععبدالناصر الهلالي


استطلاع/عبدالناصر الهلالي –
¶ جثث متعفنة في‮ ‬ثلاجات الموت‮ ‬والمستشفيات لا إمكانيات‮.‬
¶ الشوارع لا تزال على حالها والمعوقات تقف دون النهوض بها

‮> ‬عندما تتوقف لدقائق في‮ ‬إحدى شوارع مدينة تعز لا تشعر أنك في‮ ‬حضرة مدينة لها من التاريخ ما‮ ‬يكفي‮ ‬للدراسة‮ ‬والتأويل‮ ‬ولا تشعر أنك في‮ ‬حضرة مدينة تجمع بين البساطة والثورة‮ ‬ولا تشعر أيضا أنك واقف على بقعة تحوي‮ ‬أكبر عدد سكاني‮ ‬في‮ ‬الجمهورية اليمنية‮.. ‬باختصار أنت في‮ ‬مدينة بعض الأمور فيها لا تسر‮.. ‬المكان بحاجة للترميم وإعادة الحياة في‮ ‬مفاصله‮ ‬المدينة تعاني‮ ‬كثيرا‮ ‬طالما أن هناك من‮ ‬يرى أن إعادة الحياة في‮ ‬شرايينها‮ ‬يعني‮ ‬الثورة‮.. ‬يعني‮ ‬الانتفاض على ما هو مخالف لمنطق الحياة الكريمة‮ ‬وما هو مخالف للتفكير العقلاني‮ ‬الذي‮ ‬يرتقي‮ ‬بالنفس إلى المكارم المحمودة‮.‬

أنت واقف‮ ‬يعنى أنت في‮ ‬حضرة حب‮ ‬يعاني‮ ‬من الألم‮.. ‬في‮ ‬حضرة شارع‮ ‬يعاني‮ ‬من الإهمال‮.. ‬في‮ ‬حضرة حي‮ ‬تتكدس فيه المخلفات بمختلف أنواعها‮.‬
عشرة أيام قضيتها في‮ ‬تعز المدينة‮ ‬وهي‮ ‬المرة الأولى بعد خمسة عشر عاما‮ ‬من تركها بحضرة مدن عدة‮ ‬كل عام أعبر شارعا‮ ‬وحيدا‮ ‬يوصلني‮ ‬إلى القرية‮ ‬دون أن أبقى في‮ ‬المدينة لدقائق‮ .. ‬مرة واحدة ربما في‮ ‬العام‮ ‬2011م‮ ‬وبالصدفة كنت بصحبة ولدي‮ ‬جمال عبدالناصر في‮ ‬شارع‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬عندما مرت مظاهرة منددة بالاعتداءات من قبل القوات النظامية على الحصب‮.. ‬المرة الوحيدة التي‮ ‬هتفت فيها في‮ ‬مظاهرة كتلك‮ .. ‬حينها كانت المخلفات تحيط بالشارع من كل اتجاه‮.. ‬كانت الحياة في‮ ‬الشارع هتافا‮ .. ‬ودخانا‮ ‬يملأ سماء المدينة جراء حرق المخلفات التي‮ ‬كانت تملأ شوارع عدة إلى جانب الشارع الذي‮ ‬عبرنا فيه بصوت واحد‮: ‬الشعب‮ ‬يريد إسقاط النظام‮ ‬كان العقاب حينها‮ ‬يشتد على المدينة ابتداء بحرق المخلفات في‮ ‬كل الأحياء والشوارع‮ ‬ولا فرق بين مخلفات منزلية وطبية وصناعية كل المخلفات تحرق بداخل البراميل وخارجها وعلى أرصفة الشوارع‮ ‬وأمام المساكن‮.‬
الدكتور محمد المخلافي‮ ‬مدير عام إدارة المنشآت الخاصة بمكتب الصحة في‮ ‬تعز‮ ‬يقول‮: ‬كانت المخلفات تحرق في‮ ‬كل مكان‮.. ‬تحولت تعز إلى مقلب للمخلفات‮.‬
ويضيف‮: ‬كانت المخلفات تملأ الأحياء والشوارع حتى المخلفات الطبية رغم ما تحمله من مخاطر صحية على السكان أثناء الحرق‮ ‬إلا أنها ظلت تحترق لأسابيع‮ ‬المخاطر الصحية كانت ولا زالت تحيط بالمدينة من كل اتجاه‮.. ‬لا شيء‮ ‬يمنع المخاطر الصحية‮.. ‬لا شيء‮ ‬يحول دون انتشار الوباء‮.. ‬يا الله‮.. ‬في‮ ‬أي‮ ‬مدينة‮ ‬يعيش الناس وفي‮ ‬أي‮ ‬واقع‮ ‬يغوصون‮.‬
قبل شهر من الآن كنت هناك‮ .. ‬في‮ ‬تعز المدينة التي‮ ‬يسكن فيها بحسب آخر تعداد سكاني‮ ‬في‮ ‬2004م مليون مواطن وبزيادة سنوية‮ ‬3٪‮ ‬حسب كتاب الإحصاء للعام‮ ‬2010م‮ .. ‬وفي‮ ‬الأسبوع الأول الذي‮ ‬بدأت فيه حملة شارك‮.. ‬لا عجب أن الحملة تلك التي‮ ‬بدأت بالنظافة واصلت مشوار حرق المخلفات

قد يعجبك ايضا