2060 طفلا تعرضوا لأبشع أنواع الاستغلال الجسدي والجنسي خلال ثلاث سنوات

الأسرةعادل عبده بشر


الأسرة/عادل عبده بشر –

اتسع نطاق تهريب الأطفال من اليمن إلى دول الجوار وزادت نسبة استغلال الأطفال في أعمال غير مشروعة ومحرمة دوليا بشكل يثير القلق وينذر باتساع ظاهرة الاتجار بالأطفال لدرجة قد تقف فيها الأجهزة المختصة في الحكومة عاجزة عن حماية جيل المستقبل من المتاجرين بالبشر.
وفي هذا الصدد كشفت احصائية حديثة اعدها مركز الحماية الاجتماعية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عن تعرض نحو 2060 طفلا يمنيا دون سن السادسة عشرة لابشع انواع الاستغلال بعد تهريبهم إلى دول مجاورة خلال الاعوام من 2009م إلى ديسمبر 2012م.
مشيرة إلى ان من بين الأطفال الذين تم تهريبهم 746 طفلا تعرضوا للاستغلال الجنسي.
ويهتم المركز بإعادة تأهيل الأطفال نفسيا وصحيا ومن ثم تسليمهم إلى اسرهم بعد التزامات خطية من الاباء بعدم تكرار تهريبهم.

الأسرة/عادل عبده بشر
استغلال من نوع آخر
وفيما تتنوع اسباب تهريب الأطفال ما بين العمل أو التسول وعادة ما يتم هذا بالتنسيق بين عصابات يمنية واطراف اخرى في الدول المجاورة يتعرض بعض الأطفال إلى نوع اخر من الاستغلال من قبل اسرهم في المناطق القريبة من الحدود وذلك من خلال اجبارهم على التسلل لشراء الدقيق وبعض المواد الغذائىة كون اسعارها رخيصة مقارنة بأسعارها داخل الاراضي اليمنية.
وبحسب احصائيات مركز الحماية الاجتماعية فقد رصد المركز خلال العام 2009م قيام 140 طفلا بالتهرب بحثا عن العمل لعدم قدرتهم في الحصول على عمل مناسب داخل اليمن.. وبناء على تحقيقات اجراها المركز مع الأطفال المرحلين فقد اعترف نحو 76 طفلا بالتسلل إلى الدول المجاورة لشراء الدقيق نظرا لسعره الرخيص مقارنة بسعره في مناطقهم التي تقع داخل الحدود اليمنية.
وقال نحو 75 طفلا بأنهم تسللوا بغرض التسول وكشف نحو 306 من الأطفال المرحلين عن تعرضهم للاستغلال الجنسي.
وفي العام 2010م رصد مركز الحماية الاجتماعية نحو 82 طفلا كانوا يستغلون جنسيا و103 أطفال تم تهريبهم للتسول و122 طفلا لبيع القات.
وفي العام 2011م رصد المركز نحو 255 طفلا تعرضوا للاستغلال الجنسي.. اما الذين تعرضوا للاستغلال الجنسي خلال العام 2012م المنصرم فقد بلغ عددهم نحو 103 طفال منهم 8 أطفال كانوا مجتجزين لدى احد الاشخاص ويستغلون جنسيا فقط وتمكنوا من الفرار وتسليم انفسهم للشرطة السعودية التي قامت بترحيلهم إلى اليمن.
فيما بلغ عدد الذين تم استغلالهم في بيع القات خلال العام 2011م نحو 231 طفلا و99 طفلا خلال العام 2012م.
اجهاض مبكر
وفي هذا السياق حذر اخصائي علم النفس الدكتور توفيق مطهر المذحجي من اتساع عملية تهريب الأطفال مناشدا الحكومة تشديد اجراءتها في المنافذ الحدودية لمنع تهريب الأطفال وانزال اقصى العقوبات بحق من يقومون بتهريب الأطفال.
وفي حديث قصير مع الاسرة وصف الدكتور المذحجي ظاهرة تهريب الأطفال بعملية الاجهاض المبكر للمستقبل البعيد.
واستند الاخصائي النفساني في ذلك الوصف على الارقام السابقة التي تكشف حجم الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال ومدى خطورتها.
وقال الدكتور المذحجي في سياق حديثه لـ(الاسرة): التصاعد المستمر لنسبة الارقام فيما يتعلق بعدد الأطفال الذين يتم تهريبهم إلى السعودية تجعلنا ندق ناقوس الخطر واذا لم تجتمع الجهود الحكومية والشعبية لمكافحة هذه الظاهرة فإن المستقبل لن يكون جميلا.
واستغرب الأخصائي النفساني من بعض الآباء الذين قال أنهم يقذفون بأطفالهم إلى الجحيم ويدمرون مستقبل أبنائهم بأيديهم.. مشيرا إلى أن الفقر والبطالة والظروف المعيشية الصعبة لا تبرر لهؤلاء الآباء بأن يسلموا أبناءهم للمهربين مقابل مبالغ مالية شهرية يتسلمها هؤلاء الآباء نظير استغلال أبنائهم “الأطفال” في التسول أو السرقة أو وهذا هو الجزء الأخطر في الاستغلال الجنسي.

عنف وانتقام
وقال د. توفيق مطهر تشيد جميع الدراسات الميدانية والبحوث الاجتماعية المختصة بمخاطر تهريب الأطفال إلا أن معظم الأطفال المهربين يتعرضون للعنف في بلاد المهجر سواء أكان ذلك في سوء المعاملة التي يتلقونها من قبل من يعملون لحسابهم أو في الاعتداء عليهم جنسيا وإجبارهم على القيام بأعمال محرمة شرعا وقانونا.
ويضيف قائلا: عندما يتعرض الطفل لمثل هذه الممارسات وعندما تتكرر الإساءة إليه جنسيا أو جسديا دون أن ينقذه أحد من هذا الجحيم تتكون في داخل الطفل حالة من الغضب وعدم الرضاء بطفولته وكونه عاجزا على الدفاع عن نفسه أو تفريغ شحنة الغضب الموجودة في داخله ومع استمرار الإساءات اليه تتحول حالة الغضب الداخلية إلى عقدة نفسية تكبر مع الطفل ويتطور الأمر ليصل إلى الرغبة الجامحة في الانتقام من المجتمع والتآمر لطفولته المنتهكة وهذا يحدث

قد يعجبك ايضا