أسس ومعايير اختيار الوزير

أحمد عبدربه علوي

 -  لا يكفي أن يكون الوزير أي وزير متخصصا في أعمال وزارته بل يجب أن يكون الوزير سياسيا.. أو مسيسا.. بالإضافة إلى إلمامه بكل ما يتعلق بشئون الوزارة التي يتولاها أثبتت التجارب المتلاحقة أن الوزير السياسي ينجح دائما في التواصل مع الناس والتحرك بوعي من خلال اختصاصاته وليست من خلال (المحاصصة)
أحمد عبدربه علوي –
> لا يكفي أن يكون الوزير أي وزير متخصصا في أعمال وزارته بل يجب أن يكون الوزير سياسيا.. أو مسيسا.. بالإضافة إلى إلمامه بكل ما يتعلق بشئون الوزارة التي يتولاها أثبتت التجارب المتلاحقة أن الوزير السياسي ينجح دائما في التواصل مع الناس والتحرك بوعي من خلال اختصاصاته وليست من خلال (المحاصصة) للحصول على ثقة المواطنين وإيقاظ روح المشاركة عندهم ليصبحوا مساعدين للوزير السياسي في تنفيذ أهداف وزارته والوزير الذي نريده هو الذي يترفع عن الصغائر هو الذي يشغل نفسه بالمشاكل الكبرى لا يجب أن يكون الوزير من ذوي الفكر الشمولي أو من كان وزيرا مع النظام السابق قبل النظام الحالي أو فكر متطرف أو غير ذلك من الأفكار والتوجهات التي لا تتناسب مع المرحلة الحالية والمقبلة وهي مرحلة التحول الكامل لاقتصاد السوق الحر وللكثير من التغيرات والإصلاحات الجديدة.. لا يجب أن يكون للوزير من لا يؤمن بالديمقراطية الكاملة والحرية في أوسع معانيها.. أن يكون الوزير سياسيا صاحب خبرة خلاقا ومبدعا حتى يستطيع أن يجدد في وزارته وأن تتوفر لديه الخبرة وليست الثقة وان يتفرغ لوزارته وليس الجري واللهث وراء المكاسب والمزايا والفيد وهبر مخصصات الوزارة… والبعد تماما عند اختيار شخص ما لمنصب الوزير عن المحسوبية والمحاباة.
كما يجب أن يكون شخصية عامة ولديه مصداقية لدى قطاع كبير من الجمهور.. أيضا يجب أن تكون لديه روح عالية يتقبل النقد حتى يستطيع أن يصحح أخطاءه وخاصة أن من يعمل في العمل العام لا بد أن يتعود على النقد ويقبله ويحترم هذا النقد.. وأن تكون لديه الكفاءة والتحلي بروح المسئولية ويؤمن أنه مسئول أمام الله والتاريخ والشعب وأمام نفسه لأن الشعور بالمسئوولية هنا سيساهم في حل الكثير من المشاكل حيث أن قمة نجاح أي وزير أن يصل إلى إقامة جسر من الثقة بينه وبين المواطنين الذين يتعاونون معه.. وهو يقدم لهم خدماته التي جاء اصلا لتقديمها لهم.. وتجمع النظريات السياسية على اختلافها على أن الأحزاب السياسية هي العمل الذي يخرج منه الوزير السياسي.. فالأحزاب تتولى إعداد كوادرها سياسيا وتؤهلم للمناصب التنفيذية المهمة ومنها منصب الوزير كما تؤهلم لأية مواقع أخرى اقتصادية واجتماعية وتشريعية فصلا عن اعداد الكوادر اللأزمة للأحزاب في خوض الانتخابات سواء في البرلمان أو في المجالس المحلية.. وتفوق أي حزب دائما يقاس بحجم كوادره المعدة والجاهزة لتولي مختلف المناصب في الدولة… ولذلك رأينا في البلاد المتقدمة أن هناك غالبا ما يسمى “بوزارة الظل” يجهزها الحزب المعارض انتظارا لليوم الذي يتولى فيه السلطة إذا ما حاز ثقة الناخبين في الانتخابات وحصل على الأغلبية التي تتيح له تشكيل الحكومة.. ليس معنى هذا أن هذه القاعدة تنطبق بشكل صارم على كل الوزارات.. فهناك وزارات بطبيعتها تحتاج إلى وزير فني.. ولكن لا مانع بل من المستحسن أن يكون هذا الوزير الغني سياسيا باقترابه من الحزب الحاكم وحضور مناقشاته ودراسة سياساته بدلا من أن يعمل بمعزل عن الحزب منفردا بقراراته الفنية دون تسييس لهذه القرارات مع مراعاة توفر بعض السمات التي يجب أن تتوفر لديه الخبرة التنفيذية والإدارية والفنية والتخصصية قبل أن يكون رجل سياسة .. لا نريد وزراء يخافون على كراسيهم بل يؤدون الواجب بصرف النظر عن استمرارهم أم لا¿ أن يكون وزيرا بسيطا بعيدا عن الترف والمظاهر الفجة كما كان في السابق حتى لا يشعر المواطن العادي بفجوة كبيرة بينه وبين الوزراء.. لا بد أن يكون سياسيا لديه رؤية سياسية واضحة تساهم في أن تقف اليمن على قدميها وأن يكون صاحب قرار .. يعمل في إطار سياسة عامة يتمتع بخبرة سياسية قادرة على تفهم الجوانب السياسية وأن يتمتع أيضا برؤية مستقبلية بعيدة المدى والا يكون شخصية مادية كما أن يكون الوزير نظيف اليد سجله طاهر وشريف كفؤ في عمله أن يكون من أهل الخبرة ولا بد أن يمحي الشعار القديم “هل الثقة قبل أهل الخبرة” هذا الشعار الذي أدى بناء إلى اضرار كثيرة.. يجب أن يضع أمام عينيه مصلحة الوطن أولا “اليمن أولا” قبل كل شيء.. وأن يقيم علاقة مباشرة مع الجماهير بعيدا عن التعقيدات البيروقراطية التي تعيق التقدم والتنمية .. وزيرا حازما يشعر الجميع أن هناك يدا قوية تسير دفة الأمور يحاسب المقصر يعطي كل ذي حق حقه. وزيرا نشعر أنه بجانبنا دائما يشعر بنا يتفاعل مع همومنا ومشاكلنا- وزير يبدأ من حيث انتهى الأخير لا أن

قد يعجبك ايضا