مستودع جمال والسلال!!

عبدالرحمن بجاش


 - { هناك في شارع 26 سبتمبر عبده محمد أبو الذهب وبالقرب منه نبيل الوقاد وقبله مكتب القدسي وفي الاتجاه الآخر النداف صانع الفرش القطن وبجانبه مقدمة لما يشبه البلكونة ا
عبدالرحمن بجاش –

{ هناك في شارع 26 سبتمبر عبده محمد أبو الذهب وبالقرب منه نبيل الوقاد وقبله مكتب القدسي وفي الاتجاه الآخر النداف صانع الفرش القطن وبجانبه مقدمة لما يشبه البلكونة الأرضية هناك كان دكان محمد طارش القدسي – رحمه الله – كلما مررنا في طريقنا إلى المدرسة أظل أتملى على استحياء في الوجوه التي كانت تتردد على مستودع جمال والسلال هكذا رفع اللوحة محمد طارش عبدالقادر سعيد الأستاذ عبدالله الثور محمد اليازلي محمد النعامي علي الضبعي أحمد منصور أبو أصبع محمد الشرعبي وبالقرب هناك السواقين العظماء بجانب بيت الغنامي ومستودع القنال الذين أدوا أدوارا لا يتذكرها أحد «هم إلا سواقين»!!
اقرأوا غدا ذكريات الأستاذ علي النوبي وما قاله عن أحد أولئك السواقين حميد علي الحكيمي ما الذي قدمه ذلك الرجل الذي اختفى ذات مساء ولم يبق إلا في ذاكرة الأستاذ النوبي الذي كلما لقيني تذكر الحكيمي وأشاد به.
عرفت في ما بعد أن دكان طارش كان ملتقى منú فكر ومنú حلم من كل اليمنيين شمالا وجنوبا بغد أفضل يتجاوز الحساسيات المفرطة من أن الثورة صناعة منطقة واحدة ولا يجوز أن تشير إلى الآخرين!!
رحم الله النعمان الابن واللواء محمد الأكوع كان الإمام في تعز وكانت اليمن كلها في شارع 26 سبتمبر واسم محمد مفرح القادم من عمران يتذكره كل منú يصعد من عقبة مفرح وكان محمد علي الأكوع علامة طريق حارة المستشفى الجمهوري كما كان عبدالغني مطهر الذي صرف كل ما معه من أجل الثورة يستقبل كل ليلة علي النوبي في حافة إسحاق بعد عودته من دكانه يبلغه بآخر الأخبار التي يعرفها من خلال البرقيات التي تمر بواسطته.
لا حاجة بي لأن أستسلم لحساسية البعض فأعود للقول إن محمد طارش كان ملتقى النيلين وبفوطته الجميلة والكوت المميز وبعض بياض الشعر ونظارة بيضاء تعطيه مهابة كان الرجل انعكاسا لما يعتمل بالقرب منه في المدرسة الأحمدية التي درس فيها المساح ومحمد الحيمي ومحمد مرغم ودرس فيها حسن العلفي وجابر وإليها أتى شائف الحسيني على رجليه من إب ولا يزال عبده صبر يدين – كما قال لي – لأصحاب المخابز الشيابنة بالجميل لأنهم احتضنوا طلبة القسم الداخلي حين طردوا منه إلى الشارع لم يسألوا أحدا من أين أنت¿ فقط تعالوا أنتم أبناؤنا هل هناك إيثار أكبر من هذا¿
شارع 26 سبتمبر الذي مر منه اليمنيون جميعا ومرت فيه الثورة ومر فيه الحرس الوطني لا يزال مخزن ذكريات لا تنضب فقط منú يمد يده اليمنية ويخرج إلى سينما منشودة ما قاله علي ناصر العنسي في قصائده وعلي صبرة وعلي الخضر وما شدا به وغنى علي الآنسي.
محمد طارش ترك الشارع والمستودع حين فقد الحلم وذهب إلى مكة التي لا تزال تتذكر الشيخ اليماني محمد طارش – رحمه الله – ولا تزال دكانته إلى اليوم كائنة في تلك الزاوية من الشارع.

قد يعجبك ايضا