اليمن.. والعالم

اسكندر المريسي

مقال


 -  لا شك بأن العالم منذ قديم الزمن وأثناء انبثاق الحضارة اليمنية القديمة مدان لليمن بثلاثة أشياء أصل اللغة وأصل نشوء الدولة وأصل الكتابة فاليمن عبر المراحل التاريخية السابقة منتجة للمعرفة وليس كما يراد لها أن تكون ناقلة لتلك المعرفة
اسكندر المريسي –

مقال

> لا شك بأن العالم منذ قديم الزمن وأثناء انبثاق الحضارة اليمنية القديمة مدان لليمن بثلاثة أشياء أصل اللغة وأصل نشوء الدولة وأصل الكتابة فاليمن عبر المراحل التاريخية السابقة منتجة للمعرفة وليس كما يراد لها أن تكون ناقلة لتلك المعرفة ومعظم الوقائع التاريخية خاصة التي أشار إليها القرآن دارت في اليمن كما أنها عبر مسارها التاريخي المتراكم كانت تساعد الآخرين وليس العكس وبالتالي فإن اليمن قادرة على استعادة مجدها وبناء نهضتها لأن عوامل النهوض كامنة داخلها وانقطاع حضارتها القديمة بقدر ما هي مرحلة زمنية آنية فإنها ظاهرة قابلة للتكرار.
لأن شروط نهضة اليمن متوفرة والفساد المالي والإداري وما تمر به خلال المرحلة الراهنة حالة طارئة وليس استراتيجية ثابتة وبالتالي فإن نهضة اليمن المرتقبة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال العلم والمعرفة وبناء اقتصاد يرتكز على قاعدتين اساسيتين زراعية وصناعية وليس بالصراعات السياسية والاحتقانات المضادة بكافة أشكالها وأنواعها.
وبالنظر لأهمية اليمن وموقعها الاستراتيجي فإنها تحظى بتقدير دولي كبير وما يؤكد حقيقة ذلك اهتمام العالم باليمن لأن ذلك العالم يدرك أن اليمن وجدت لتبقى وتنتصر على مشاكلها الداخلية كما يدرك ذلك العالم أيضا أن الإسلام المكون الوحيد لعقيدة الشعب اليمني وهو الذي شكل هوية اليمن عبر مراحل مختلفة من التراكم الحضاري وبالمقابل من ذلك أيضا فإن اليمن مركز الانتشار العربي جراء الهجرات العربية قبل الفتح الإسلامي وبعده.
لذلك فإن الإسلام هو اليمن واليمن العروبة ضمن علاقة جدلية عززت تلك الهوية من خلال استعادة شعبنا اليمني لوحدته المباركة من خلال تواصل مستمر عبر حركة التاريخ الممتد منذ انبلاج الشورى التي عرفتها اليمن قبل الإسلام وما بعده لأن اليمن ليست ديمقراطية فحسب ولكنها مارست الشورى نهج الديمقراطية قبل آلاف السنين من بروز الديمقراطيات المعاصرة.
وبالتالي فإن دعوات التغيير بكافة أشكالها وأنواعها لا تعني أن نغمض أعيننا بعيدا عن حضارة آلاف السنين التي شكلت حضارة اليمن قبل بروز تلك الديمقراطيات المعاصرة كما قلنا وكذلك الخصوصية المحلية لعقيدة الشعب وهويته العربية لذلك فإن أي دعوات لذلك التغيير ينبغي أن ترتكز على تلك المحددات الثابتة لأن التغيير الحقيقي يعني حاضرا ومستقبلا تطوير النظام الجمهوري وإنهاء الصراعات المختلفة التي تعترض طريق اليمن كما أن أي محاولات لاستنساخ الإسلام أو تأطيره في القضايا الجامدة أو تأطيره في تنظيمات أو حركات هلامية دائما مصيرها الفشل لأن الإسلام الإطار الجامع لهوية اليمن ولا يمكن استنساخه أو إعادة بنائه تلبية لمصالح قوى الهيمنة لمنطقة الشرق الأوسط.
خاصة وهناك محاولات تبذل في هذا الجانب لإعادة هيكلة الإسلام وهي محاولات غير ممكنة لا سيما في اليمن وقد أثبتت الوقائع والأدلة أن هذا المشروع وفقا لمفهوم الشرق الأوسط الجديد فشل في اليمن وستفشل معه أي محاولة لاستنساخ الإسلام لذلك يعي العالم حقيقة ذلك مما جعله حريصا على هذه المزايا التي تتمتع بها اليمن وما يحظى به كما قلنا من تقدير دولي اكسبه ثقة العالم.

قد يعجبك ايضا