ذكريات من عهد الثورة الخالدة
يحيى محمد العلفي
يحيى محمد العلفي –
.. وبالعودة إلى البدايات الأولى التي تمخضت عنها ثورة سبتمبر المجيدة- ولم يعرف غالبية أبناء اليمن- رجال ونساء- ماذا تعني الثورة وما هي الجمهورية نظرا لانغلاق الشعب اليمني عن عالم العصر ولتعمق الجهل والأمية بين أوساط المجتمع.. حتى أن معظم الأجداد والجدات كانوا يتساءلون: متى ستأتي الجمهورية عندهم كي يستأنسون بوجودها.. وما الذي يمكن أن يقدموه لضيافتها.. ظنا من هؤلاء الأجواد بأن الجمهورية اسم آدمي.. وما كان من الأبناء المتعلمين نوعا ما إلا أن يحاولوا تعريفهم وتوعيتهم بأن الجمهورية نظام حكم شوروي ديمقراطي يعني حكم الشعب لنفسه- وأن الثورة قامت لإنقاذ الشعب اليمني من نظام الحكم الإمامي الكهنوتي الاستبدادي الظالم..
كما إننا كنا جماعة المد الثوري من طلاب المدارس: المتوسطة والثانوية والعلمية ودار المعلمين.. ومن شاركنا في مظاهرات وانتفاضات ماقبل الثورة وتحديدا في العام 1961م كنا نذهب إلى القرى والأرياف المعزولة سيرا على الأقدام سواء في المقاومة الشعبية والحرس الوطني أو في مهمات لإرشاد المواطنين وتبصيرهم بأن الثورة والجمهورية جاءت لإخراج الشعب من عزلته ومن عهد الظلام الذي خيم على أرض اليمن السعيد ردحا طويلا من الزمن- وأن الثورة قامت من أجل التطور والتقدم والنهوض ومن أجل الحياة الحرة الكريمة.. وظلت قوافل شباب الثورة تواكب مسيرة الثوار.. الأحرار في ملاحقة وتعقب البدر المخلوع وحاشيته وأنصاره ابتداء من خروجه متخفيا بلباس متنكر من دار البشائر إلى ضلاع همدان فمنطقة عمران ثم الأشمور حيث كان يتجه نحو مدينة حجة ظنا منه أن عودته ستكون من هناك كما فعل أبوه الإمام أحمد من قبل .. ولكن مدينة حجة وقلعتها الشامخة كانت قد تحصنت وأقلعت عن الطاعة العمياء – حين كان الثوار قد حصنوها بقائد عملاق وثائر بطل هو اللواء المرحوم/ علي سيف الخولاني وعدد من زملائه الثوار الأحرار- ولما علم البدر وهو في في طريقه إليها غير مسار طريقه نحو الخوبة على الحدود اليمنية- السعودية وقال لمرافقيه – كماروى عنه ذلك أحد أبناء الصعر- مقولته الشهيرة: »عودوا من حيث أتيتم وجمهروا – إذ لاعودة لنا ولا لحكمنا الملكي إلى اليمن ما دامت حجة وقلعتها القاهرة بأيدي الثوار.. وقيل بأنه- أي البدر- ذرف دموعا نادبا حظه التعيس وذهب إلى غير رجعة..
ولا أنسى بأنني كنت من ضمن من دخل على البدر في قشلة عمران حين تدفق الكثير من الناس للسلام عليه وتوديعه – وكانوا يسلمون عليه و