حكومة الوفاق الوطني‮ .. ‬آمال وتطلعات

عبدالسلام الحربي

مقال


 - ‬‮ ‬من نافل القول أننا شعب خصه الله عز وجل بصفات قل أن توجد في‮ ‬أي‮ ‬شعب عربي‮ ‬آخر جاء ذكرها في‮ ‬العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم في‮ ‬وصف أهل اليمن بأنهم أرق قلوبا‮ ‬وألين أفئدة وأن الإيمان‮ ‬يمان والحكمة‮ ‬يمانية‮ ..
عبدالسلام الحربي –

مقال

من نافل القول أننا شعب خصه الله عز وجل بصفات قل أن توجد في‮ ‬أي‮ ‬شعب عربي‮ ‬آخر جاء ذكرها في‮ ‬العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم في‮ ‬وصف أهل اليمن بأنهم أرق قلوبا‮ ‬وألين أفئدة وأن الإيمان‮ ‬يمان والحكمة‮ ‬يمانية‮ .. ‬والدليل على ذلك ما شهدته بلادنا من أزمة سياسية خلال ما‮ ‬يقارب عام ونصف الذين أثبتوا كل أبناء شعبنا أنهم عند مستوى ذلك الحديث النبوي‮ ‬الشريف وعند مستوى المسؤولية الوطنية تجاه الأزمة السياسية التي‮ ‬شهدتها بلادنا خلال ما‮ ‬يقارب عام ونصف الذين‮ ‬غلبوا مصلحة الوطن على كل ما سواها من المصالح الشخصية والفردية والمناكفات والتجاذبات السياسية والحزبية والخروج بالوطن إلى شاطئ البر والأمان‮ ‬‮ ‬وضربوا أنموذجا‮ ‬فريدا‮ ‬يحتذى به في‮ ‬كيفية التعامل السلمي‮ ‬مع المطالب المنشودة والانتقال السلمي‮ ‬للسلطة‮..‬
‮> ‬وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة والهموم اليومية التي‮ ‬أرهقت كاهل المواطن اليمني‮ ‬نتيجة لتلك الاضطرابات والمناكفات السياسية والحزبية التي‮ ‬نتجت عنها انكسارا‮ ‬لتوسع فتيل الأزمة الذي‮ ‬كان مغلقا‮ ‬وبرزت إلى السطح جماعات تكرس الطائفية والمناطقية كان الوطن في‮ ‬غنى عنها‮.. ‬إلا أن الاتفاق السياسي‮ ‬بين أطراف العمل السياسي‮ ‬في‮ ‬بلادنا في‮ ‬التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة في‮ ‬الثالث والعشرين من نوفمبر الماضي‮ ‬في‮ ‬العاصمة السعودية الرياض جعلت كل هامات اليمنيين ترتفع وتبلغ‮ ‬عنان السماء الذي‮ ‬أعاد الأمل والثقة في‮ ‬أن‮ ‬يعيدوا تاريخهم وحضاراتهم من جديد ويصنعوا فجرا‮ ‬جديدا‮ ‬مشرق ومزدهر‮ ‬يلبي‮ ‬طموحاتهم ويدفع بهم إلى مصاف الدول المتقدمة كما كانوا أول مرة حيث وجميعنا وغيرنا من الشعوب نعلم ويعلمون أن اليمنيين هم من أسسوا أقدم حضارة في‮ ‬القرن الأفريقي‮ ‬اطلق عليها‮ (‬الاوكسوم‮)‬‮ ‬بالإضافة إلى حضارة سبأ وحمير وذو ريدان‮ ‬وهذا ليس بمستحيل على أبناء شعبنا كون اليمنيين هم من صنعوا تلك الحضارات بأيديهم‮ ‬وبالتالي‮ ‬يستطيعون أن‮ ‬يصنعوا حضارات جديدة بأيديهم‮ – ‬أيضا‮-.‬
‮ > ‬وإذا كانت بلادنا تعيش هذه الأيام أجواء كل تلك الجهود الوطنية لأبناء شعبنا اليمني‮ ‬والإخوة الأشقاء في‮ ‬دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬والأصدقاء في‮ ‬الاتحاد الأوروبي‮ ‬التي‮ ‬جاءت من منطلق حرص الجميع على أمن واستقرار اليمن والخروج بالوطن إلى شاطئ البر والأمان المتمثل في‮ ‬المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي‮ ‬رقم‮ (٤١٠٢) .. ‬اللذين مثلا مفتاح الحل وخارطة الطريق على الخروج من الأزمة السياسية وما رافقها من أحداث وتداعيات خلال ما‮ ‬يقارب عام ونصف‮ .. ‬إلا أن أمام القيادة السياسية وحكومة الوفاق الوطني‮ ‬وكل أبناء شعبنا مهام جسيمة‮ ‬يجب القيام بها من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها والانطلاق نحو إصلاح الأوضاع الاقتصادية وتحسين مستوى الخدمات العامة في‮ ‬جميع المرافق الحكومية‮ ‬‮ ‬وإزالة كل تلك التراكمات والتجاذبات السياسية التي‮ ‬تراكمت عوامل وقوعها منذ عدة سنوات وتحمل أعباءها ونتائجها كل أبناء الشعب بصبر

قد يعجبك ايضا