لا تقتلوا فرحة العيد
جمال أحمد الظاهري
جمال أحمد الظاهري –
aldahry1@hotmail.com
{ »تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وعفا عنا وعنكم ما قصرنا وما أسرفنا وما هو أعلم به منا« »عساكم من عواده ومن السعداء بقدومه والمكثرين من خيراته« »عيدكم مبارك وأيامكم كلها سعادة وتسامح وإخاء وأعماركم مديدة« عبارات الافتتاح حين التقاء الأحباب والأصحاب والناس على اختلافهم في يوم العيد من العائدين السالمين الغانمين الطائعين لرب العالمين أبعثها لكل إخوتي في الدين ولكل أحبتي ورفاقي في اليمن السعيد لأهلي وجيراني وزملائي وكلي يقين أن مناسبة عيد المسلمين عيد الصائمين مناسبة استحقت أن يسمى يومها »عيد«.
عيد الفطر أول أعياد السنة عند المسلمين يحتفلون به في أول أيام شهر شوال وسمي بعيد الفطر لأنه يأتي بعد شهر كامل من الصيام والقيام والطاعات الكثيرة التي ضاعف الله تعالى فيها الأجر والثواب لعباده المؤمنين ليكون ختام تلك الطاعات الاحتفال الكبير بما أنجزوه وما حازوه من أجر وربح وفير في تجارتهم مع العلي القدير.
عيد الفطر عيد إتمام العبادات الاستثنائية لذا ففرحة العيد يجب أن تكون استثنائية في مجملها وسامية في قيمها وخارقة في مغزاها ومتممة ومترجمة لوصايا تلك العبادات على الواقع الإنساني بين البشر وبين العباد ورب العباد.
شرعت الأعياد الإسلامية لتكون لكل المسلمين لا فرق بين غني وفقير ولا حاكم ولا محكوم ولا رجل ولا امرأة لا فرق بين صبي وكهل الكل له الحق بالاحتفال في هذا اليوم العظيم والكل معني بترجمة الفرحة قولا وعملا وقبل ذلك الكل مطالب بتمثل الحكمة الإلهية السامية والمغزى التعبدي في مثل هذا اليوم فالعيد مثلما هو يوم للفرح ولإظهار نعم الله عز وجل على العباد يستحب فيه التطيب والتوسيع على الأهل والأبناء فإنه في نفس الوقت فرصة لتقوية الأواصر بين الناس وتناسي الخلافات ومداواة الآلام والجراح التي يحدثونها لبعضهم البعض وهو – أيضا – مناسبة مواتية للتواصي بالحق والرحمة لذا شرعت في أعياد المسلمين بعض السنن والآداب التي أوصى بها رسولنا الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
ومن هذه الحكم التي شرعت من أجلها الأعياد الإسلامية أن تكون أيامها محطة للاسترخاء وحديقة للترويح عن النفس وتناسي هموم الحياة وتصفية النفس من الأحقاد والضغائن وتوطيد العلاقات الاجتماعية وبث المودة والرحمة بين المسلمين وسن فيها الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى على نعمه وعلى توفيقه لنا في أداء العبادات التي تقربنا من الجنان وتباعد بيننا وبين النيران.
ولأن العيد في الإسلام عبادة فإنه لم يأتö فارغا من المثوبة والنعم الفردية التي يجنيها الفرد والجماعة التي ينعم بها الله جل وعلا على المجتمع المسلم لذا كان عيد المسلمين مختل