ارحموا قصر قوم ذل
تحقيقعبدالناصر الهلالي

تحقيق/عبدالناصر الهلالي –
الطريق إلى القصر ليست معبدة.. والمجاري تستقبل الزائرين
لا أثر لمرشدين سياحيين .. رغم تواجد سياح أجانب
القصر في آخر اهتمامات سلم السياحة
(دار الحجر) قصر يتحدث عن نفسه وليس بحاجة إلى الكتابة عنه كلما دعت الحاجة التاريخية لذلك .. التاريخ هناك ينطق .. البصمات الحميرية تضع الكثير من التساؤلات والكثير الكثير من التأويلات .. عبقرية العقول اليمنية القديمة صنعت الحضارة العقول الحديثة عبثت بالحضارة تظن أنها تفوقت مع التطورات العصرية وهي تعيش في شخف القول وتلبد الفعل تعيش الحياة لتعبث في كل شيء حتى التاريخ والحضارة التي عجز الحاضر عن تفسير تفاصيل البناء فيه .. مسرحا للعبث بكافة أنواعه جميع تقليعاته المعتوهة .. العيش خارج التاريخ لا يصنع حاضرا ولا يرى من خلف النوافذ مستقبل ممكن .. العيش خارج التاريخ انتحار لا يدركها المجتمع إلا بعد أن يفقد الناس إمكانية النهوض حتى وإن كان النهوض خطأ في بدايته.
دار الحجر أو قصر دار الحجر الذي تعاقب على سكنه الأئمة وصار اليوم قبلة السياح وهذا ما يجب أن يكون عليه لكنه مهمل إلا من البناء الأنيق المتكئ على جبل ثابت في قلب وادي ظهر فعل للتأمل الطويل بمكنون الآلات المستخدمة لتأسيس البناء على تلك الهيئة وحفر البئر بذاك الشكل ابتداء من أعلى الجبل حتى سفح الوادي النحت لدفن الموتى وغيره الكثير يقول تعالى: (ينحتون من الجبال بيوتا) لا شك أن البناء استغرق الكثير من الوقت حتى ينتصب القصر بذلك الشموخ .. لم يكن القدماء يصابون بالملل من تشييد القصور بتلك الصورة الفاتنة للألباب ولا اعتقد أن شيئا من الضنك أو التعب كان يتسلل إلى أبدانهم أو سواعدهم التي عملت على أن يظل البناء تاريخيا يدل على آثار ما قدموا للحاضر والمستقبل في آن واحد.
بالفعل قدموا للتاريخ ما كانوا يعتقدون أن بإمكان الحاضر أن يحافظ على الماضي الجميل ويجعل منه مزارا اقتصاديا تعيش الأمة من دخله .. التفكير بالدخل غطى على كل شيء وأبقى الحضارة دون تطوير أو حتى لمجرد التفكير بإمكانية إيصال الطريق إلى تلك الحضارة البديعة.
الطريق من أمانة العاصمة ابتداء من جدر إلى قرية وادي ظهر معبدة ولا تأخذ من الوقت أكثر من عشر دقائق .. القرية أيضا مرصوفة بالأحجار كما هو الحال في صنعاء القديمة .. البناء تاريخي بالفعل تشبه إلى حد ما ذاك الجمال في البناء بصنعاء القديمة تنام القرية تحت سفح الجبل الصلب الذي يشبه الجبل الذي بني عليه دار الحجر أو يعد امتدادا له يفصل القرية عن قصر دار الحجر واد للسيول .. القرية معبدة بالأحجار حتى أول نقطة من الوادي المتتد حتى دار الحجر من هناك الطريق التي تأخذ نصف ساعة مشيا على الأقدام نصف ساعة من طريق متعرجة وليست معبدة .. سنوات مرت وحكومات تتعاقب والطريق من القرية إلى القصر ليست معبدة .. يقول البعض أن السائلة تلك بحاجة إلى جسرحتى لا تخربها السيول .. حسنا لن تكلف الكثير من المال إذن طالما أن السائح يضخ الكثير من المال عندما يزور المكان .. ناهيك عن السياحة المحلية في الأعياد .. الكثير من النقود .. تذهب إلى خزينة الدولة إن لم يكن هناك فساد وعبث في