شركاء أم أعداء¿ عن الحراك والحوثيين مثلا..
أمين الوائلي
أمين الوائلي –
Ameenone101@gmail.com
لا أعرف إن كانت التسوية السياسية تضمن من حيث المبدأ حقا متساويا لجميع الأطراف اليمنية المعنية بخارطة الأزمات الداخلية ضمن الأزمة اليمنية الكبرى لعرض رؤاها وأفكارها والتصورات الخاصة حيال المواضع والقضايا المدرجة على جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني الذي جعلته المبادرة والآلية (اتفاق التسوية) يأتي أخيرا في الخطوات المزمنة لبحث ومناقشة كافة القضايا ووضع المعالجات وإيجاد صيغة توافقية تنظم شكل الدولة وطبيعة النظام والعلاقة بين السلطات وتضمين هذه وتلك في دستور جديد يفتح أمام اليمن واليمنيين عهدا جديدا تدشن بدايته الانتخابات العامة 2014م¿.
السؤال السابق يقتصر في الإشارة إلى المستوى الإعلامي وبتحديد أدق يسال عن مبدأ أو فرضية (تكافؤ الفرص) بموجب التسوية والذي يتيح للجميع الحق نفسه في تقديم وبسط قضاياه ورؤاه على صفحات وشاشات وأثير وسائل الإعلام الرسمي الحكومي باعتباره الإعلام المجسد لروح التسوية ومنطق الوفاق والذي اعترف بالجميع واعتبرهم أطرافا رئيسية ومشاركة بالأصالة عن نفسها في مداولات الحوار الوطني¿
الملاحظ على ضوء الخبرة المتكرسة خلال الأشهر الماضية من عمر الوفاق والتسوية هو أن وسائل ومنابر الإعلام الرسمي لا تزال موصدة أبوابها كما كانت دائما ولم يتغير شيء أمام أطراف وقوى سياسية لها وجودها وثقلها على الأرض وفي مجريات الأحداث وتعترف بها المبادرة والآلية ويعدها اتفاق التسوية الوفاقية من اللاعبين الرئيسيين ولكنها لم تحصل أبدا على حيز من مساحة في الإعلام الرسمي لتقدم نفسها وتعرض أفكارها علنا بصوت مسموع أسوة ببقية الأطراف والقوى التي تقاسمت كعكة الحكم وراحت تقصي الآخرين (شركاء الحوار المرتقب) عن الاستفادة من أبسط الامتيازات الإعلامية علاوة على توجه حزبي ضاغط نحو التصعيد والمواجهة السياسية والإعلامية مع أهم وأبرز لاعبين في مسرح الأحداث وعلى صلة بالأزمة والحوار ومن ثم الانفراج أو الانسداد وهما جماعة الحوثي في أقصى الشمال وجماعات الحراك في المحافظات الجنوبية!
من العبث والخطأ بمكان اتخاذ مواقف مسبقة صارمة وإقصائية سياسيا وإعلاميا حيال أطراف وقوى مدعوة إلى حضور مؤتمر الحوار الوطني والمشاركة في صنع مخرجاته وصياغة وثيقة التعايش الجمعي والوطني يمن ما بعد 2014م.
ومن غير المفهوم وقد جرت كل هذه المياه تحت أقوام اللاعبين وتحددت الأطراف والقضايا ومفاتيح الأزمات المستحكمة أن يظل البعض رهينة لدى فهم ورأي وموقف سابق متحفظ ومتحفز حيال قوى وأطراف اللعبة إلى درجة الاستعداء ومتناسيا أن أهم مكتسبات التسوية تتمثل بدرجة ناجزة في استعادة صيغة الشراكة وتحويل الجميع إلى شركاء بدلا عن أعداء وبدلا عن صيغة العداوة المطلقة.
الملاحظة نفسها تقال باتجاه الأحزاب والقوى السياسية التي تراوح مكانها في استجرار الحسابات والتخندقات الموقعية والاعتبارية القاصرة عن أعمال متاحات وفروض التغيير في كل شيء بدءا من الذات إلى الخارج!!
ليس سرا وهو لم يعد سرا من وقت مبكر ما يفكر به ويقدمه ويعرض له أصحاب الحراك أو الحوثيون من آراء وقناعات (خاصة) و(شخصية) حتى نفترض بأن عزلها هنا وإيصاد الأبواب دونها يمكن أن يحجبها أو يمنع وصولها للناس وللعالم!
في المقابل لكل واحدة من هذه القوى وسائلها ومنابرها وإعلامها الخاص وهي وسائل متاحة أمام الرأي العام ويحظى بمتابعة واسعة من قبل المناصرين ولم يعد ممكنا التذرع أو التلطي وراء حجج ومقولات تبريرية تنبني على مقدمات خاطئة وتتبنى تخوفات لم تعد مبررة على الإطلاق تجاه القوى المذكورة أو غيرها يزعم: الحفاظ على الخطاب الوحدوي وعدم السماح بمرور أو تمرير الآراء الخاصة.
والحق أن الأولى بالحريصين عن جدارة على الوحدة الوطنية هو الدخول في حوار علني شفاف وموضوعي مع الجميع والكف عن شيطنة الآخرين (الشركاء) مسبقا وامتلاك ناصية الشجاعة الفكرية والأدبية إلى محاورة الأفكار ودحض الحجة بالحجة والرد على التحفظات والأسئلة التي تطرح وعقد العزم على تطوير وتهذيب هكذا حوار وتعزيز متاحاته ومساحاته بالتراكم فمن يدري¿ ربم