الشرط الذي أثقل كاهل الباحثين عن وظيفة
تحقيق زهور السعيدي
تحقيق /زهور السعيدي –
أصبحت اللغة الانجليزية ربما من أهم اللغات التي تنافس العربية والتي بات من الضرورة للشخص أن يتعلمها ويجيد حسن الالتحاق بدوراتها ومعاهدها حيث أرفقت عبارة « إجادة اللغة الانجليزية كتابة ونطقا « بكل إعلان طلب موظفين وأصبحت شرطا أساسيا مرافقا لأي وظيفة شاغرة أو عادية.
هذا الشرط أثقل كاهل خريجي الجامعات الباحثين عن وظيفة ويتساءل بعض الخريجين هل ما زالوا بحاجة لمزيد من الدراسة والعناء بعد حصولهم على الشهادة الجامعية التي لا فائدة منها ما دامت خالية من اللغة الانجليزية !!
فهل أصبحت اللغة الانجليزية بديلا عن اللغة العربية « الأم» وهل يتوجب على جميع خريجي الثانوية أن ينسوا الالتحاق بالجامعات وان يتوجهوا فورا إلى معاهد تعليم اللغة الانجليزية ليكونوا الأوفر حظا بالوظائف الشاغرة !!
التقت « الأسرة « بالعديد من الشباب الباحثين عن وظيفة والذين يحملون هم « الانجليزية « وعرضنا مآسيهم إلى التفاصيل:
مشوار البحث
الخريج محمد أمين – شريعة وقانون- يقول : 6 سنوات استغرقتها إلى الآن وأنا ابحث عن وظيفة ولكن لا جدوى فجميع الوظائف التي تنشر في الصحف والمجلات وغيرها يرأسها شرط « إجادة اللغة الانجليزية كتابة ونطقا» وهكذا ظليت طوال الست سنوات الماضية وإنا ابحث عن الوظيفة التي تخلو من هذا الشرط بل وأصبحت اللغة الانجليزية كابوسا احلم به ليل نهار وهكذا حاولت جاهدا تعلم اللغة وشراء العديد من الأشرطة والكتب ولكني لم ارق إلى الشرط المطلوب « كتابة ونطقا».
أما غادة يعقوب – طالبة إعلام مستوى ثالث تقول: أوقفت الدراسة عاما كاملا والسبب إني ضحيت لأدرس وأتعلم اللغة الانجليزية وهكذا من معهد إلى معهد ومن دورة إلى أخرى وأكاد أضيع بقية سنوات الدراسة الجامعية بسبب اللغة الانجليزية فعندي العديد من الشهادات الأخرى والتي قدمتها إلى مكاتب التوظيف بلاجدوى.
لا تخلو من الشرط
سمية علي- موظفة في إحدى الشركات تقول: تقدمت إلى العديد من الشركات بشهادة «السكرتارية « وبحثت كثيرا إلى أن من الله علي بوظيفة ولكنها أيضا لا تخلو من شرط إجادة الانجليزية وطبعا انأ أجيد قليلا من اللغة ربما بعض الكلمات فقط وتقدمت لهذه الوظيفة وأخبرتهم باني أجيد اللغة تماما وهكذا اقتنع مسئول الموارد البشرية وقبلني بالوظيفة بعد إجراء اختبار لي خلى تماما من اللغة الانجليزية وبذلك دخلت الوظيفة والان أمارس عملي ولكن مطلقا لم ندخل في نطاق الانجليزية أو العمل بها وأصبحت متسائلة لماذا كانت هذه الوظيفة مقرونة بإجادة اللغة الانجليزية والتي رفضت مئات الطلبات مسبقا لهذه الوظيفة بحجة عدم القدرة على إجادة اللغة الانجليزية
وتتساءل سمية إن كانت أصبحت كل الوظائف مزينة بعبارة إجادة اللغة الانجليزية
أما الطالب قصي عبده فيقول: إذا أردت أن تبحث عن وظيفة ما أو عن عمل تعيش منه كريما في بلدك فعليك أن تتجه إلى إحدى معاهد اللغة الانجليزية لتتعلم هذه اللغة طوال فترة حياتك القصيرة أو الطويلة ..
وإذا أردت أن تتجاهل شرط إجادة اللغة الانجليزية كتابة ونطقا فما عليك إلا أن تتجه إلى بيع القات أو الخياطة وغيرها من الأعمال التي لا تحتاج منك إلى شروط
حيث أرفقت هذه العبارة في مقدمة طلب أي عمل وأصبح من اللازم تعلم هذه اللغة شئت أو أبيت.
لغة عالمية
الأستاذة المعيدة في جامعة الحديدة سعيدة عبيد- مدرسة اللغة الانجليزية كان رأيها مغايرا حيث تقول : أصبحت اللغة الانجليزية مهمة جدا في عصرنا الراهن وبالذات لطالبي العلم والمثقفين وخاصة لأن العالم انفتح وأصبح قرية صغيرة ولا بد من تعلم الانجليزية لنستطيع أن نتعامل مع الشعوب الأخرى التي لا تجيد سوى الانجليزية
وبالنسبة لاقترانها بالوظيفة فكثير من الشركات تتعامل مع شركات أخرى أجنبية تجيد لغات أخرى غير العربية فلذلك تحتاج إلى كوادر مؤهلة باللغات لكي تنجز لها أعمالها وتعامالاتها وخاصة الشركات الكبرى والبنوك
والبعض الآخر يغالون أيضا ويطلبون كفاءات قادرة على تكلم الانجليزية برغم أنهم لا يعملون بهذه اللغة ومن هذا لا بد للشخص والطالب أن يحاول تعلم اللغة الانجليزية وخاصة الآن بعد أن أصبحت متاحة للتعلم في أي وقت ومكان