سوء التغذية.. عين على المشكلة وأضرارها

د. عبد المجيد بجاش عبد الله

د. عبد المجيد بجاش عبد الله –
> ليست التخمة الصورة الغالبة على المشهد اليمني في رمضان فاتساع دائرة الفقر واضمحلال ظروف المعيشة قادا إلى معاناة مغايرة من نوع آخر أساسها عوز التغذية وضعف مكوناتها على نحو لا يفي بالقدر الملائم للجسم من عناصر الغذاء اللازمة لنموه السليم ومناعته ولأدائه الكثير من الوظائف الحيوية ويتجلى أثره بشدة على الأطفال ثم على النساء الحوامل والمرضعات..

الدكتور/ عبد المجيد بجاش عبد الله – أستاذ علوم الأغذية المساعد بكلية الزراعة – جامعة صنعاء دأب على استعراض المشكلات والأضرار المترتبة على عوز التغذية مبرزا سبل الاستفادة المثلى من الغذاء وحفظ المقومات الصحية في الأطعمة المتناولة خلال شهر رمضان في نسق ممزوج بنصائح مفيدة للصائم مستعرضا ذلك بقوله:
قد يظن البعض أن حدوث سوء التغذية يقتصر على المجتمعات الفقيرة نتيجة عدم وفرة الطعام مع العلم بأنه يحصل- أيضا- في المجتمعات الغنية لارتباطه بسوء اختيار الغذاء..
هي آفة آخذة في الاتساع المستمر في بلدنا اليمن – مع الأسف الشديد- من جراء اتساع فجوة الفقر ورداءة أحوال الاقتصاد والمعيشة والنزوح الكبير لآلاف الأسر من بعض محافظات ومناطق البلاد- بشكل غير مسبوق- على أثر اتساع دائرة الحرب وعمليات الاقتتال التي شهدتها البلاد لشهور طويلة خلت.
ويمكن تعريف سوء التغذية: بالحالة التي لا يحصل فيها جسم الإنسان على القدر الكافي من المواد الغذائية اللازمة بمعنى عدم توازن الغذاء سواء كان تناوله بإفراط أو نقص.
إذ ثمة رابط قوي بين الغذاء والصحة فالغذاء ضروري لحياة الإنسان ونموه وحيويته ونشاطه ومقاومته للكثير من الأمراض وبالمقابل يسفر العوز في المكونات الغذائية الأساسية عن الإصابة ببعض الأمراض والعلل كذلك عند عدم توازنه أو غياب الاهتمام بنظافة ما نتناوله من أغذية أو لدى الإبقاء عليها عرضة للتلوث ضمن سلسلة من المعوقات ذات الصلة بشيوع الجهل في المجتمع بأسس التغذية السليمة وجنوح الكثيرين إلى عادات غذائية غير صحية لا تلبي حاجة الجسم بقدر ما تلحقه من أضرار كعسر الهضم وسوء الامتصاص وأمراض أخرى تبدو – بطبيعة الحال- أكثر خطورة ووخامة على الرضع وصغار الأطفال والنساء الحوامل عموما.

ولا مراء في وصف الحال المترتب على نقص المكونات الغذائية الأساسية بالخطير وبخاصة في حالة العوز الوخيم لدرجة أن نقص عنصر واحد -على الأقل- من عناصر المجموعات الغذائية الثلاثة الأساسية المكونة للغذاء المتوازن يعد كافيا للتعرض لمرض من أمراض سوء التغذية وهذه المكونات الغذائية تتلخص في:-
1- أغذية الطاقة: (الحبوب ومنتجاتها- الزيوت- السكريات).
2- أغذية النمو: (اللحوم بأنواعها- الألبان ومنتجاتها- البقوليات).
3- أغذية الوقاية: (الخضراوات – الفواكه).

ويعتبر الأطفال الصغار والنساء الحوامل والمرضعات أكثر الفئات عرضة لسوء التغذية وذلك لاعتبارات كثيرة فالطفل في حالة نمو وتطور متسارع يبدو فيه بحاجة إلى رضاعة طبيعية خالصة من الأم من بعد الولادة مباشرة وحتى انتهاء الشهر السادس من عمره ثم في مرحلة لاحقة بعد الشهر السادس وإلى أن يبلغ من العمر عامين كاملين يكون بحاجة إلى عناصر غذائية متكاملة من تلك المجموعات الغذائية الثلاثة إلى جانب لبن الأم.
أما الأم الحامل فتحمل بداخلها جنينا يتسارع نموه ويكون فيه بحاجة إلى عناصر غذائية مهمة لا تصل إليه إلا بواسطة أمه كذلك من قبيل تعويضها بعناصر الغذاء التي يستهلكها نمو الجنين.
أما بالنسبة للمرضعات فإنهن بحاجة إلى عناصر غذائية كافية لدعم مخزون أجسامهن ومدهن بالمكونات الغذائية اللازمة لإنتاج الحليب لأطفالهن الرضع.
ويبدو جليا أن المشكلة مردها إلى الجهل بأسس التغذية السليمة وعدم معرفة القيمة الغذائية للأطعمة المختلفة ويتجلى في سوء الاختيار والإعداد غير السليم للمأكولات بما يجعل الجسم عرضة لشكل أو لأكثر من أشكال سوء التغذية مثل:-
– نقص الوزن الطبيعي للجسم. – النحافة والهزال.
– تضخم الغدة الدرقية نتيجة نقص اليود.
– العشى الليلي من جراء افتقار الجسم لفيتامين(أ).
– فقر الدم الناجم عن عوز الحديد.
– قصر القامة لدى الأطفال.

وفي سياق متصل هناك تباين جلي وواضح في أمراض سوء التغذية من بلد إلى آخر لاختلاف العوامل الاقتصادية والصحية والاجتماعية فيما بينها لكن أسبابها كثيرا ما تكون متداخلة مع بعضها البعض حتى أنه يصعب التفريق بينها وأبرز هذه الأسباب:-
1- نقص أحد مكونات الغذاء أو أحد المغذيات في الوجبة بما يكفي للإصابة بسوء التغذية ولنأخذ على سبيل المثال نقص البروتين والطاقة اللذان يؤديان إلى اعتلال الصحة واختلال السوائل وانخفاض مقاومة الجسم للأمراض المع

قد يعجبك ايضا