صورة الأدوار للمؤسسات الثقافية الرسمية

علي أحمد عبده قاسم


 - إذا كانت الدول تقيس التنمية والتطور سنويا بمقاييس الارتفاع التنموي في كل المستويات ولعل من تلك المقاييس ما أنتجت من جديد وبين تلك الإصدارات الجديدة للكتب في شتى المجالات خصوصا المجال الفكري والإبداعي ولديها المؤسسات الاختصاصي
علي أحمد عبده قاسم –

إذا كانت الدول تقيس التنمية والتطور سنويا بمقاييس الارتفاع التنموي في كل المستويات ولعل من تلك المقاييس ما أنتجت من جديد وبين تلك الإصدارات الجديدة للكتب في شتى المجالات خصوصا المجال الفكري والإبداعي ولديها المؤسسات الاختصاصية في هذا المجال بل إن بعض الدول تتبنى هذا الجانب مؤسسات غير حكومية مدنية باعتبار ذلك إسهاما ثقافيا خالدا وإثراء للقراءة والفكر ولا يخفى أحد الأهمية التي توليها الدول لدور الكتب وقصور الثقافة من أهمية بالغة لأن ذلك رصيد حضاري خالد وتسجيل تاريخي للمرحلة.
ونحن في اليمن لدينا مؤسسات تهتم بهذا الجانب لا تختلف المسميات عن الدول الأخرى ولكنها مؤسسات مشلولة شبه ميتة فوزارة الثقافة على سبيل المثال اكتفتú بسنوات «صنعاء عاصمة للثقافة العربية» حيث أصدرت الكثير من الكتب والأطروحات وأعادت طباعة بعض العناوين القديمة بشكل جديد وعلى الرغم من هذه العلامة الفارقة في حياتنا الثقافية إلا أنها لم تبلغ المستوى المطلوب باعتبار الإمكانيات المادية التي خصصت لإقامة هذه الاحتفائية العربية هائلة بلغتú مليارات الريالات. وجاءت الاستضافة الثانية في تريم «عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م» فرأيت عشرات العناوين المطبوعة باسم هذه التظاهرة الإسلامية الثقافية وقدم البعض ما لديهم من كتابات إلى لجنة النصوص بالوزارة وإلى الآن لم تر النور وأيضا أود أن أسأل معالي وزير الثقافة (محمد عوبل): لقد رأى الوسط الثقافي منك اهتماما بشريحة الفنانين والمخطوطات والمدن التاريخية لكن لم تعرú جانب النصوص الاهتمام فلماذا هذا التجاهل لهذا الجانب الهام¿! خاصة وإن رأت النصوص نورا في عهدك سيحسب لك كمنجز نصي رأى النور لأن بعض من أشادت النصوص بأدوارهم فيها قد غادروا الحياة وأخشى أن نغادر الحياة ولم نر اهتماما بالجانب الإبداعي.
أما إذا تحدثت عن الهيئة العامة للكتاب فهي مؤسسة أشبه بالميتة واكتفتú بالاسم خاصة وإن معارض الكتاب في بلادنا اختفتú وربما هذا العام سيؤجل معرض صنعاء الدولي كالعام المنصرم ويبقى لهذه المؤسسة الدوام الرسمي وفتح الأبواب وكم كنا نعول على القائمين على إداراتها التفعيل للمؤسسة الهامة ولكن يصيب الإنسان الإحباط واليأس عندما يسمع رؤى البعض في القنوات خاصة وتلك الآراء بلغتú حد الشطط والمغالاة فكيف للجانب الثقافي أن ينهض وهو بالصورة القاتمة¿!
أما اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فإنه مؤسسة مغلقة ساعدت الظروف في استمرار إغلاقها مما أفضى أن يتخذ البعض من الظروف مبررا مقبولا ومقنعا لإماتة المؤسسة الأدبية الوطنية التي كان لها الدور الوطني والفكري انسجاما ورؤى المفكرين والمبدعين وكان الاتحاد في ناحية الإسهام الطباعي يتجه إلى مطبعة عبادي وذات مرة قبل سنوات قال لي «نبيل عبادي»: لن نتعامل مع الاتحاد حتى يدفع ما عليه من ديون للمطبعة وإذا كانت هذه الصورة للمشهد الثقافي والإبداعي الضعيف والمهترئ لكن المبدع ما يزال حاملا حياة الأمل في استعادة المشهد الثقافي والإبداعي لأدواره وأن يصوب الأخطاء السابقة ويؤثر في الحياة والتطور ليس فحسب بل ما يزال المبدع والمثقف طامحا في الكثير من المؤسسات الثقافية وأن ينشل المبدعين من اليأس والإحباط.

قد يعجبك ايضا