احذروا التهاب الكبد الفيروسي البائي

د.أحمد علي قائد


د.أحمد علي قائد –
العافية نعمة ربانية قليل من يستشعر قيمتها.. وفي المعرفة الصحية شيء من التقدير لهذه النعمة تحمل المطلعون إلى آفاق تجنب الكثير من الأمراض كالتهاب الكبد البائي الفيروسي الذي لا يزال مرضا مهمشا لا حظ له في التوعية إلا بالنزر اليسير مع أن انتشاره واسع في البلاد وفيه من العبء الكبير المثقل كاهل الفرد والأسرة والمجتمع.
فما حقيقة هذا الداء¿ وما أسباب وعوامل انتشاره¿
وكيف السبيل لوقاية المجتمع منه¿ وهل ثمة تدابير مفيدة للمرضى مع صيامهم رمضان لتبعث على التفاؤل¿
أسئلة نوجهها إلى الأستاذ الدكتور/أحمد علي قائد- أستاذ الوبائيات والأمراض المعدية المشارك بكلية الطب(جامعة ذمار) وبدوره أجاب عنها مسترسلا وبشيء من التفصيل في السياق التالي:
ثمة التهابات خطيرة تصيب الكبد تحتاج منا قدرا كافيا من الوعي والمعرفة لمنع المضاعفات المحتملة والحد من ضراوتها في الإتلاف والتدمير للخلايا الكبدية وفي مقدمتها الالتهابات الكبدية الفيروسية الوبائية بأنواعها المتعددة.. (أ)(ب)(ج)(د)(إي) (A)(B)(C)(D) E)).
وهنا سنتناول التهاب الكبد البائي(B) الذي يحل ثانيا بين الأنواع المتعددة لالتهاب الكبد الفيروسي.
فهذا النوع شيوعه كبير في مجتمعنا وفيه خطورة كبيرة على صحة المصابين- إذا ما أهمل علاجهم أو إذا لم يلتمسوا العلاج بالأساس- وهو معدي وخطير يصيب الكبد – أساسا- مخلفا فيه أضرار تتفاوت تباعا لقوة الفيروس المسبب للمرض ومدى مناعة متلقي العدوى..
إنه معروف بضراوته وسعة انتشاره في المجتمعات حيث يقدر عدد حاملي هذا المرض في العالم بأكثر من(200مليون) إنسان أغلبهم من البلدان النامية ومنها اليمن أيضا.
وللمرض هذا طريقة انتقال رئيسية عبر الدم من خلال دم ملوث بفيروسات المرض أو أحد مشتقاته ويصنف-أيضا- بأنه أحد الأمراض المنقولة جنسيا لوجود الفيروس في السائل المنوي للرجل المصاب أو حامل العدوى وكذا في الإفرازات المهبلية للمرأة المصابة أو الحاملة للعدوى.
وبالتالي إحدى الوسائل الأساسية لانتقال عدواه هي الاتصال الجنسي بما يفسر شيوعه في محيط الأسرة التي تضم في كنفها شخص مريض أو حامل للفيروس لدى استعمالهم أدوات يتشاركون معه في استخدامها مثل أمواس الحلاقة وفرش الأسنان.
كما تنتقل العدوى بتداول استخدام إبر(الوخز الحقن الوشم) بين أكثر من شخص بما في ذلك أدوات الحجامة. أيضا من خلال: أدوات المعالجة الجراحية التي تفتقر إلى التعقيم وأدوات طب الأسنان والتوليد غير المعقمة.
وبالنظر إلى إصابة الأم بالمرض فليست المشكلة تتوقف عند هذا الحد بل تبدوا أكثر تعقيدا لما لها من تأثير سيء على الجنين لدى ولادته فوقتها- أي عند الولادة- تنتقل إليه العدوى من أمه المصابة وكذلك لا يستبعد انتقال فيرس الكبد البائي- لاحقا- عن طريق حليب الأم واللعاب.
بيد أن عدوى المرض لا تنتقل مطلقا عبر الفم ولا بالملامسة أو المصافحة أو القبلات العادية أو بمشاركة المرضى أو حاملي العدوى الطعام أو عبر الاشتراك معهم في استعمال الحمامات أو المراحيض أو المسابح ولا ينتقل عبر رذاذ العطس والسعال ولا تنقله الحشرات كالذباب البعوض والقمل والبراغيث وغيرها.
وتتراوح مدة الحضانة للفيروس ما بين(4 أسابيع- 6 أشهر) تبدأ مع دخول الفيروس جسم الإنسان واختفاءه فيه مؤقتا وبدءه بالتكاثر وبعدها يظهر في البراز قبل ظهور الأعراض على المريض ويكون وقتها شديد العدوى.
والخطورة في فترة الحضانة تكمن في حالة متلقي العدوى الذي لا يظهر عليه أي عرض للمرض طيلة هذه الفترة ويكون خلالها معديا دون علم منه بينما تتكاثر خلالها فيروسات المرض بالجسم بصورة كبيرة مطردة تبدأ معها أجسام المناعة المضادة داخل الجسد بالتكون باعثة على نشاط النظام الدفاعي للجسم ليكون قادرا على مقاومة غزو ميكروبات المرض.
وبالتالي إما أن تكون الغلبة لهذه الفيروسات لشدة تكاثرها وقوة صمودها أمام دفاعات الجسم ممرضة متلقي العدوى فتظهر عليه أعراض الإصابة بما فيها اصفرار الجسم أو أن الأجسام المضـادة في جسمه تتمكـن مـن التغلب على الفيـروسات أثـناء فـترة الحـضانـة لمـدة تـزيد علـى(6)أشهر وبذلك لا تظهر على متلقي العدوى أعراض الإصابة ويظل حاملا للعدوى لا يبدو عليه المرض.
وحامل الفيروس أو العدوى -هنا- هو متلقي العدوى الذي يعجز جهازه المناعي عن التخلص من فيروسات الكبد البائية لمدة تزيد على(6)أشهر دون أن تظهر عليه خلالها أية أعراض مرضية.
لكن الحالات التي تظهر لديها الإصابة ويصل بها الحال إلى الإصابة المزمنة فقد ينتهي بها الأمر إلى تليف كبدي ومن ثم الوفاة في أسوأ الظروف.
وبخلاف ما يسببه فيروس الكبد ((c من مضاعفات با

قد يعجبك ايضا