حماقات لا أكثر

عبدالمجيد التركي

 - الليلة سأحاول أن أرتكب حماقة طالما ترددت في فعلها..
أجبـن كثيرا لأجل أن لا تبكي علي
لكني أظنها لم تعد تكترث..
الليلة مناسبة جدا لأموت فيها
عبدالمجيد التركي –
الليلة سأحاول أن أرتكب حماقة طالما ترددت في فعلها..
أجبـن كثيرا لأجل أن لا تبكي علي
لكني أظنها لم تعد تكترث..
الليلة مناسبة جدا لأموت فيها
سيكون أهل حارتي غدا متفرغين
وسيمتلئ المسجد بالكثير من المنافقين الذين سيتحسرون علي
كم أتمنى أن أستيقظ لأبصق في وجوههم وأعود إلى نعشي.

أريد أن أستعيد جزء عم وربع ياسين
أن أستعيد طفلا أضعتــه في صنعاء
حين رأى (الروتي) وأثملته رائحة الخميرة لأول مرة
وحين رأى قنينة الماء
وعلى صدرها تاريخ انتهاء الصلاحية
فتساءل: هل ينتهي الماء !!

أحتاج إلى التخلص من كلö الملفات المؤقتة
والبرامج الضارة التي في رأسي..
عقلي يقوم بعمليات عشوائية
فيملأ جمجمتي بالتفاهات والخيالات
التي لا أقدر أن أصارح بها أحدا كي لا أسقط من نظره..

سأصمت كي أحافظ على ما تبقى من أصدقائي..
سينظرون إلي بعيون مثقوبة وكأنهم ملائكة
ولم تراودهم هذه التفاهات والخيالات..
هم جبناء وأنا متهوöر
لأنني أفكر بصوت مسموع وأقولها جهرا نيابة عنهم.

أريد أن أستعيد وجهي فقد تعبت من الأقنعة
لم أعد أعرف من أنا
أضعت وجهي بين كوم هائل من اللوحات
كل يوم أجرب وجها جديدا فأكتشف أن هذا ليس لي.
أكره الاكتشافات هذه.. كما أكره كلمة (لا مندوحة)
التي يتعمد أحدهم قولها ليسبب لي الغثيان.

الغثيان حالة مزمنة تـشعرني أن هذا الذي في فمي ليس لـعابي
كم هو مقرف هذا الشعور
هي هواجس مراهقة متأخرة
لأنني لم أعö شيئا عنها
فقد كنت تحت المراقبة كأيö مراهق عربي
كل ذنبه أنه وجد في مجتمع يعاني كبتا موثقا بأحاديث ذكورية.

تساؤلات كثيرة كان يقمعني فقيه القرية حين أضعها في طريقه
وكأنها ستحول بينه وبين الله !!
كيف يمتلئ ماء الجامع بالقشعريرة
حين يمشي عليه الشتاء كأقطاب الصوفية !!
كيف يتسلل إلى رئاتنا مختبئا في شراب السعال !!
لماذا لا يصلöي البرد كي يتهذب قليلا !!
تساؤلات طفولية كان يخاف الفقيه إجاباتها
وكأنها نوع من الإلحاد البريء !!

قد يعجبك ايضا