عتق من النار
أحمد عبدالله الشاوش
أحمد عبدالله الشاوش –
يعتبر شهر رمضان المبارك نفحة من نفحات الإيمان ومدرسة تتجلى فيها عظمة الإيمان وطريق الرشاد تجسد في المسلم السلوك القويم وتغرس فيه الخير وتزوده بالكثير من القيم والتعاليم الفاضيلة المتمثلة في الصدق والوفاء والاخلاص والعطاء والإيثار والتسامح وتقيه أعمال السوء وترشد المسلم إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة الطيبة والحجة الدافعة وتدعوه إلى تلمس هموم الآخرين والمسارعة إلى أعمال الخير وأن يمثل القدوة الحسنة في اسرته ومجتمعه وأن يمتثل لكتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قولا وعملا بعيدا عن الملذات التي تقود إلى أعمال السوء والخسران.
> بدأ رمضان بالرحمة وفقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «أوله رحمة واوسطة مغفرة وآخره عتق من النار» وهذا الكلام العظيم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد غرس فينا كمسلمين التراحم والشعور بالآخرين من منطلق التماسك والتكامل وتجسيد الأخوة الإسلامية والرحمة هي التي ولدت شعور الأغنياء والمستورين بالنعمة التي يعيشونها والمعاناة التي يكتوي بها الفقراء والمساكين والأيتام والأمراض والمعسرين وغيرهم من شظف العيش وقلة الزاد والدواء وها هي الأيام المباركة تمر بسرعة لم نتصورها ولجنا باب المغفرة عن طريق قراءة القرآن الكريم وتعلم آدابه والامتناع عن نواهيه والالتزام بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحضور حلقات العلم والاستمرار في أعمال الخير باعتبار أن تلك الأعمال الصالحة تجارة رابحة تزيد من حسنات المسلم وباب من أبواب المغفرة وها نحن نلج إلى الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك شهر الأحسان الذي يمثل «عتقا من النار» فالسعيد من اتقى الله وكرس الأيام الأواخر لتلاوة الذكر الحكيم وتدبر معانيه بإخلاص والإلتزام بشعائر الإسلام ومجالسة العلماء والمواضبة على صلاة القيام والتمسك بحبل الله تعالى أكثر حتى تظل رابطة العبد بربه قوية ومتواصلة ليس في رمضان وانما في سائر أيام السنة فترك الفرصة غصة وعلينا أن نحسن من اخلاقنا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم «انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» ونبتعد عن الكذب والنفاق والفجور ونتمسك بديننا الذي فيه عزتنا سائلين الله تعالى أن يعتق رقابنا من النار.
