عن واحدية ثورتي سبتمبر وأكتوبر.. حقائق تاريخية

همدان العليي

 -  في عام 1801م وبعدما عينت المملكة البريطانية أول سفير بريطاني في اليمن طلبت بريطانيا من «الإمام» إبرام معاهدة تجارية تضمن امتيازات خاصة لبريطانيا في الاستثمار في ميناء عدن- وذلك خوفا على طرقهم التجارية البحرية من الفرنسيين بعد ما سيطرت الإمبراطورية الفرنسية على منفذ البحر الأحمر من جهة مصر سنة 1879م- إلا أن ملك اليمن حينها رفض العرض
همدان العليي –
< في عام 1801م وبعدما عينت المملكة البريطانية أول سفير بريطاني في اليمن طلبت بريطانيا من «الإمام» إبرام معاهدة تجارية تضمن امتيازات خاصة لبريطانيا في الاستثمار في ميناء عدن- وذلك خوفا على طرقهم التجارية البحرية من الفرنسيين بعد ما سيطرت الإمبراطورية الفرنسية على منفذ البحر الأحمر من جهة مصر سنة 1879م- إلا أن ملك اليمن حينها رفض العرض بيد أنه طمأن الانكليز بأنه لن يسمح للسفن الفرنسية باستخدام المرافئ اليمنية.
لم تثن تلك الوعود -التي طرحها عاهل اليمن- عزم البريطانيين على السيطرة على ميناء عدن فتوجهوا إلى سلطان لحج بهدف الحصول على موافقته دون الرجوع إلى ملك اليمن.. فرفض سلطان لحج العرض كما رفضه الإمام لكنه رضخ بعد جولات من الضغط والترهيب سنة 1802م وتم حينها إعلان عدن ميناء حرا لدخول البضائع البريطانية مع وضع الحماية لرعايا ملكة بريطانيا وهذا الأمر كان بمثابة الخطوة الأولى للاحتلال البريطاني لجنوب اليمن كما وصفها المؤرخون.
تتالت الأحداث ما بين سنة 1802م وحتى 1918م فتوسعت بريطانيا في جنوب اليمن حتى وصلت الشعيب ومفلح غربا وحضرموت شرقا سنة 1888م كما احتل العثمانيون شمال اليمن في هذه الفترة وعند هزيمتهم أمام الحلفاء اجبروا على الانسحاب من الأراضي اليمنية وتسليم السلطة للإمام «يحيى» سنة 1918م وفي عام 1919م أعلن الإمام «يحيى» عزمه على تحرير أراضي اليمن من المستعمر البريطاني ووجد تأييدا كبيرا من أبناء القبائل الجنوبية اليمنية ومن ثم أرسل المقاتلين من أبناء المناطق الشمالية إلى محميات عدن وقدم مختلف أنواع الدعم للمناطق المحتلة حتى تم تخليص مساحات كبيرة من السيطرة البريطانية من جهة الغرب مثل الشعيب ومفلح وغيرها وذلك سنة 1926م ولكن هذا الأمر لم يدم طويلا فقد ردت بريطانيا بشراسة سنة 1928م حيث ألبت بعض القبائل من اليمن الجنوبي على المقاتلين الذين أرسلهم الإمام وعلى القبائل اليمنية الجنوبية الموالية لهم وقامت بالقصف بالطائرات عليهم حتى تم جلاء وخروج فصائل الإمام يحيى من المناطق المحررة وإعادة السيطرة البريطانية وفي الحادي عشر من فبراير 1932م تم توقيع معاهدة بين الإمام والبريطانيين مفادها اعتراف بريطانيا بسلطة الإمام على اليمن الشمالي مع احتفاظ بريطانيا بالجزء الجنوبي من اليمن لأجل لا يزيد عن 40 عاما واعتبرت هذه المعاهدة غلطة تاريخية ارتكبها الإمام يحيى.
وحين انضم اليمن الشمالي إلى الجامعة العربية سنة 1945وإلى الأمم المتحدة سنة 1947م انفتح سياسيا بشكل نسبي وسعى النظام الإمامي إلى الضغط على بريطانيا للخروج من الأراضي اليمنية عندما قام بإجراء اتصالات دبلوماسية بهدف الحصول على دعم دول العالم الثالث والدول الاشتراكية وغير الاشتراكية المعادية لبريطانيا لترغمها على الجلاء من الأراضي اليمنية.
أما عندما بدأ الثوار في المناطق الشمالية بالقيام بخطوات عملية للقيام بالثورة ضد الحكم الإمامي الذي اتخذ سياسة تجهيل الشعب بغية الحفاظ على النظام الإمامي وقف أبناء جنوب اليمن إلى جانب الثوار الفارين من بطش الإمامة في عدن واحتضنوهم, ولعل أبيات (صيحة البعث) للشهيد «محمد محمود الزبيري» لازالت شاهدة على تلك الحفاوة التي تم بها استقبال ثوار الشمال في الجنوب.
وكما أشار المؤرخون ..فقد أدت ثورة 26سبتمبر سنة 1962م دورا مهما في تصعيد الاندفاع الوطني لدى أبناء جنوب اليمن بهدف التخلص من الاستعمار البريطاني كما وقفت معظم الأطياف السياسية والأحزاب الوطنية في الجنوب إلى جانب الثورة في الشمال وهذا ما أشعر البريطانيين أن رياح التغيير القادمة من الشمال باتت تعرöض مصالح بريطانيا الإستراتيجية في جنوب اليمن للخطر وبالتالي قامت بريطانيا في أواخر عام 1962م بإنشاء قواعد عسكرية في جنوب اليمن لإيواء وجمع المقاتلين (الملكيين) الذين هزموا في بعض المواقع في شمال اليمن وإرسالهم على شكل فرق مخربة في المناطق الخاضعة للجمهوريين كما قدمت الدعم العسكري واللوجستي لهذه القوات المحاربة ضد الجمهورية..
وعندما أحس الثوار من أبناء جنوب اليمن بالمكيدة البريطانية ضد ثورة 26سبتمبر في الشمال قاموا في الجنوب بدعم إخوانهم في الشمال ودعم الجمهورية عن طريق إشغال البريطانيين في جنوب اليمن بهدف عدم إتاحة الفرصة للبريطانيين ضرب الجمهوريين في شمال اليمن (ولعل

قد يعجبك ايضا