عذرا أيها الوطن

يحيى يحيى السريحي

مقالة


 - 
 أصبحنا نعيش زمن التناقضات التي تذوب فيها الثوابت وتندثر القيم وتتلاشى المثل والأخلاقيات ليس هذا فحسب بل إنني أجد أنه قد أزفت الأزفة وأوشكت الواقعة أن تقع لتعدي بعضنا على الدين الإسلامي ومخالفة تعاليمه  عمدا أو جهلا  بتشويه أولئك المخالفين حقيقة الإسلام القائم على السلم والسلام وبث الأمن والاطمئنان لكل الأنس وحتى الجان
يحيى يحيى السريحي –

مقالة

< أصبحنا نعيش زمن التناقضات التي تذوب فيها الثوابت وتندثر القيم وتتلاشى المثل والأخلاقيات ليس هذا فحسب بل إنني أجد أنه قد أزفت الأزفة وأوشكت الواقعة أن تقع لتعدي بعضنا على الدين الإسلامي ومخالفة تعاليمه عمدا أو جهلا بتشويه أولئك المخالفين حقيقة الإسلام القائم على السلم والسلام وبث الأمن والاطمئنان لكل الأنس وحتى الجان لأن الإسلام مشتق من السلام وهو اسم من أسماء الملك الديان فكيف لك أيها الإنسان أن تفتري على الله وتنشر الرعب والخوف وتقتل أخوك الإنسان وتنسب فعلك المحرم والحرام للإسلام وأنت تعلم أيها الجبان أن قتل النفس في كل الشرائع السماوية والأديان لا يأتيها إلا من كان مارقا عن الدين شيطانا.
ولأنه زمن التناقضات تتداخل فيه المصالح فطغت المصلحة الخاصة على العامة وعندما تسود المنفعة المادية وتتقدم على كل المصالح حينها فقط يختلط الحابل بالنابل والغث بالسمين والعمالة بالوطنية والدين بالسياسة والصالح بالطالح وهو ما أفقد الناس حميمية التعايش وصفو وصدق المشاعر فحل الخوف بدل الأمن والكذب والنفاق بدلا عن الصدق والفرقة والاختلاف بدلا عن اللحمة والاتفاق ولم يقتصر صور ذلك على المجتمع وحده دون غيره بل نال الوطن هو الآخر النصيب الأوفر والحظ الأكبر من المرارة والتجريح وهو ما لا يمكن قبوله والارتضاء به ولا أدري كيف يقبل أي إنسان سوي أو غير سوي أن يكون سببا في تعريض بلاده للمهانة والخطر وجعل اليمن وطن الأوطان ومهد الحضارات والأديان مادة دسمة تقدم على طبق من ذهب ينهشها الغير انتقادا وانتقاصا من شأنها ومكانتها بين الأمم ولم أجد مدخلا أو مغارات أعرج إليها لا للاختلاء تعبدا وتنسكا ولكن بحثا عن جواب لسؤال طالما حيرني وأطال سهادي وأرق مضجعي وهو: لماذا قست قلوب بعض أبناء جلدتنا حتى أصبحت كالحجارة أو أشد قسوة على الأرض والإنسان اليمني¿ حتى بات أولئك القاسية قلوبهم كأنهم من عالم آخر ليسوا بشرا وينتمون لمصاصي الدماء أكثر مما ينتمون للإنسانية بصرف النظر عن الهوية والدين¿!
إن هذا الزمن الغريب والعجيب ليس صحيحا أنه زمن الإخوة لأني أجده زمن الشيطان فالغالب عليه التدمير وقتل الأرض قبل قتل الإنسان لأخيه الإنسان ولا أجد ما هو أخطر على الوطن والمجتمع من الغلو والتطرف الديني والغزو الفكري الذي يضعف القيم الوطنية والأخلاقية بل ويهدم نواة المجتمع الأسرة ويوجد الفجوة بين الحاكم والمحكوم من خلال طمس الحقائق وتشويه الفضائل والقيم الأخلاقية والدينية والوطنية السامية وإدخال الأمة في صراع مذهبي واجتماعي وسياسي مدمر.
ختاما لا أجد غير اعتذاري لك أيها الوطن الغالي لأنك أهلا لهذا الاعتذار لصبرك على عقوق بعض أبنائك لما قد جرى منهم وصارا وأعلم أنك إن أبغضتهم لن يجدوا وطنا غيرك يؤويهم ويحميهم أو تكون لهم فيه العزة والانتصار.. حفظ الله اليمن وشعبها.

قد يعجبك ايضا