رمضان في إب.. عادات إلى الزوال وروحانية تعم المكان

استطلاع عبدالباسط النوعة

استطلاع/ عبدالباسط النوعة –
مواطنون: رمضان سعادة تتعكر بالانطفاءات المستمرة للكهرباء وغربة الكثير من الشباب

لعل الجميع ينتظر شهر رمضان المبارك عاما بعد آخر لما لهذا الشهر من فضائل كريمة كما يعتبر محطة للتغيير في التناولات اليومية فأيام هذا الشهر تختلف إلى حد كبير عن الأيام من باقي أشهر السنة وتختلف عادات الناس وتقاليدهم في هذا الشهر من منطقة إلى أخرى ومن قطر إسلامي إلى آخر أنها تختلف في إطار القطر الواحد مع وجود بعض من الملامح المتشابهة.. إلا أن الجميع سواء في اليمن أو أي بلد إسلامي يعتبرون هذا الشهر أفضل شهور العام على الإطلاق..
وفي محافظة إب «اللواء الأخضر» تمتزج روحانية الشهر الكريم بجمال الطبيعة وفتنتها خاصة أن شهر رمضان قد أهل على المحافظة مصحوبا بالأمطار الغزيرة وفي الأسطر التالية نستطلع آراء بعض من أبناء المحافظة حول رمضان وما يمثله بالنسبة لهم..

تحتفظ محافظة إب على امتداد المناطق والقرى التابعة لها بعادات وتقاليد تعيشها في هذا الشهر الكريم ربما تختلف وتتباين هذه العادات من منطقة إلى أخرى لكن هناك الكثير من السمات المشتركة كما أن هناك عادات وتقاليد انقرضت ولم تعد تمارس كما كان بالسابق وهذا ما أكده الحاج محمد عبدالكريم سفيان الذي قال إن رمضان قبل عشرين عاما يختلف عن رمضان هذا العام ويقصد بذلك اختلاف الناس في تعاطيهم مع هذا الشهر ويذكر منها أن الناس في السابق كانوا يستقبلون الشهر الكريم منذ دخول شهر شعبان ويشعرون بالفرحة بهذا الشهر قبل مجيئه ويزداد نشاطهم في شهر شعبان ليس كما هو حاصل هذه الأيام بزيادة شراء المواد وما يستخدم للأكل بل النشاط من خلال تجهيز المساجد وتلطيفها وحتى تلميعها بمادة النورة «بالإضافة إلى ازدياد إقبالهم على المساجد فضلا عن التسامح الذي يتحلون به بصورة أكبر بكثير مما هو عليه في الأشهر العادية ولعل الفرحة الكبرى التي طالما ينتظرونها هي الليلة الأولى من رمضان حيث كان الناس يجتمعون في المساجد لذكر الله والصلاة على رسوله لأن جلسات السمر تبدأ من الليلة الأولى.
ويضيف أن الناس كانوا ينامون حتى الفجر من بعد منتصف الليل بعد أن يقضوا النصف الأول من الليل في جلسات الذكر وقراءة القرآن ليمارسوا يومهم من بداية وليس كما هو حاصل هذه الأيام يظل الناس ساهرين لا ينامون إلا بعد الفجر ويظلون طيلة الصباح وحتى الظهيرة وهم في الفراش بل إن البعض قد يفوت صلاة الظهر في جماعة ليقضيها فرادى ولم يعد الناس حريصون على العادات الرمضانية لا سيما قراءة القرآن وكذا الفطور الجماعي في المساجد فقد كان كل الناس كبارا وصغارا يأخذون فطورهم وتحديدا «فطيرة الشباب» التي تصنع من الذرة ولا تكون لذيذة إلا من التنور الطيني وهي لذيذة جدا في رمضان خاصة وقت الإفطار فقد أصبح الكثير من الناس لا يحرصون على الإفطار الجماعي في المساجد ويفضلون الفطور إما في البيوت أو في أي مكان جماعة أو فرادى..
شروق واخضرار
ما أجمل شروق الشمس في محافظة إب الخضراء فقد حرصنا أثناء تواجدنا في إحدى المناطق التابعة لمحافظة إب أن نصلي الفجر وننتظر الشمس حتى تطل بأشعتها الخافتة من أعالي الجبال لتبعث أشعتها كي تعم المكان وتداعب الأشجار الخضراء والوديان ذات الينابيع والسيول المتدفقة لتضيف لها ألوانا من الجمال الآسر وما يزيد المنظر جمالا هو ذلك السكون المنتشر في الأرجاء والذي يساعد المرء على مد خياله ليصل إلى الأفق البعيد وهنا يقول الحاج سالم أحمد سالم أن الناس قديما لم يكونوا ينامون بعد الفجر من رمضان ويخرجوا بعد أن يقضوا أوقاتا من التسبيح وذكر الله وقراءة القرآن عقب صلاة الفجر لمتابعة أرزاقهم ولهذا ترى الحركة دؤوبة في وقت الشروق وصيحات الناس وأحاديثهم وأصوات أبقارهم ومواشيهم تنتشر في المكان لتبعث الحياة وتزيد من روحانية هذا الشهر شهر الحركة والنشاط وليس شهر النوم والكسل كما اتخذه البعض..
ويقول الشاب سامي نصير أن شهر رمضان يمثل محطة روحانية للنفس البشرية يزودها بالكثير من المعاني السامية والفاضلة التي ربما تكون الشهور الأخرى يضيع فيها المرء جزءا منها كما أنه محطة للتغيير وتجديد النشاط فكل الشهور أيامها متشابهة إلا أن شهر رمضان تنقلب فيه الأيام وتختلف عن بقية الشهور ويعود الليل نهارا والنهار ليلا ويمكن أن يكون هذا فرصة هامة للتجديد والخروج من رتابة الأشهر الأخرى..
ساعات ما قبل الفطور
ويذكر الأخ أحمد فاضل شامي أن أجمل ساعات اليوم تتجلى بعيد صلاة العصر حيث يجتمع الناس في مجموعات أو ربما في مجموعة واحدة ليتبادلوا طرائف الأحاديث وأفضلها مما تدخل البهجة والسرور على النفس حيث تمضي الدقائق سريعة ومستعجلة نحو أذان المغرب وما أجمل «التمشي» بين الحقول والوديان والشمس أوشكت على الغروب لا سيما في رمضان هذا العام والعام الذي سبقه حيث تكون

قد يعجبك ايضا