افياء

محمد القعود


محمد القعود –

لا أجد ما أرى

أتأمله بطرف من الحقيقة
أتأملهم بطرف من الحياة
لا أجد ما‮ ‬يثير الضوء أو‮ ‬يدعو الأفق إلى فتح صفحاته‭, ‬أو‮ ‬يحرض الأبواب على مواربة الخجل والإطلالة على ما‮ ‬يضيف إلى الذاكرة‮.‬
لا أجد موضعا‮ ‬لأسلاف الحقائق‭, ‬وأصالة منابت اليقين‭, ‬وأرومة إشراقة الانتماء الأصيل‮.‬
لا أجد ما‮ ‬يغري‮ ‬على السير نحو الصميم‭, ‬ومد‮ ‬يدي‮ ‬الندى إلى الآتي‮ ‬الكسيح‮.‬
لا أجد ما‮ ‬يدعو الصمت إلى التبرج والرقص أمام ناي‮ ‬الإرادة‮ ‬المستوردة من الصدى العابر إلى متاهات الأزمنة‮. ‬لا أجد مايشبه الضمير‮.‬
لا أجد ما‮ ‬يشبه الألفة‭, ‬التي‮ ‬تنهض كل صباح من ضجعة الأنانية‭, ‬مستعيدة صباها وبثغر‮ ‬‭ ‬وباسم تقدم قهوة البن إلى الأوردة المعتركة مع أرق الكلمات‭, ‬ونعاسها المتشرد في‮ ‬ليل القذائف المبحوحة بصغير أحقادها المتواصلة‮.‬
لا أجد ما‮ ‬يجعل الفجر نقيا‮ ‬من أدران القادمين من مواخير التفاهة المتراكمة‮.‬
لا أجد ما‮ ‬يجعل الفجر وجها‮ ‬جديدا‭, ‬وبريء الذمة من المتاجرة بأحلام البسطاء والآهات المسفوحة على قارعة المجاعة والشعارات السقيمة والأكاذيب المطورة‭, ‬والخطى المسيرة نحو المحرقة‮.‬
لا أجد ما‮ ‬يجعل البسمة تنثر ظلالها‭, ‬والبهجة تطلق عصافيرها‭, ‬والقبلة ترفرف نحو مبتغاها‮.‬
لا أجد ما‮ ‬يجعل التاريخ‮ ‬يجلس مسترخيا على ثقته المطلقة بحصاد وفير‭,‬وموسم‮ ‬غزير بالغنائم الحضارية‮.‬

‮> ‬لا أجد ما أرى‮.‬
لا أجد‮ ‬غير وهم عريض‮ ‬يترنح بين العيون‭, ‬ويتعكز على جروح طرية‭, ‬ويتشدق بكلمات ليست كالكلمات‭, ‬وبأسماء مستعارة لأناس من دخان‮. ‬
لا أجد ما أرى
لا أجد سوى سراب أنيق‭, ‬وتيه مؤدلج وزيف مطور‭, ‬وجهل شامل‮ ‬
ومبارك بدعاء‮ «‬الباطلين‮»‬‭, ‬عن الحق‮..!!‬
لا أجد ما أرى
لا أجد‮ ‬غير صدى شحيح‭, ‬ورنين ذابل‭, ‬وهتاف‮ ‬يتعالى‮:‬
أهلا‮ ‬بكم إلى عصر التفاهات القادمة‮!!‬
لا أجد ما أرى‮..‬
لا أجد‮ ‬غير نفسي‭, ‬الباحثة عن نفسي‭, ‬الباحثة عن وطن خال من لعنة الأنانية‮..!!‬

قد يعجبك ايضا