أطباء: استخدام المضاد الحيوي عشوائيا يعمل مقاومة للجسم لدرجة الاستنزاف
تحقيق أمل عبده الجندي

تحقيق/ أمل عبده الجندي –
هناك فصائل للمضادات الحيوية لم تعد تستخدم في اليمن بسبب الاستخدام العشوائي
الشيباني: الإسهال أكثر شيوعا نتيجة للاستخدام المفرط للمضادات الحيوية
> لقد زادت نسبة استعمال المضادات الحيوية بشكل كبير لدرجة الإفراط سواء من قبل الأطباء أو الصيادلة أو من قبل المرضى حتى أصبحت أعراضها الجانبية خطرا يهدد مستقبل الإنسان.
تقول إيمان شوقي: أستغرب أن بعض الأطباء دائما ما يوصي مرضاه باستخدام المضادات الحيوية كنوع من أنواع تهدئة الألم فوثقت في ذلك وصرت من المدمنات على استخدامها فما أن يصيبني ألم في الرأس أو حمى عارضة أو التهابات حلقية أو التهابات جرثومية في اللثة حتى أقبل على استخدامها وفعلا كنت أشعر بارتياح بالغ في السنين الأولى من ذلك.
وتتابع إيمان: شعرت بعدها بآلام فكنت استخدم هذه المضادات ولكن لا فائدة فأول مرة أشعر بقوة نبضات القلب وضيق في النفس ودوخة ما بين الفينة والأخرى حتى اضطررت للذهاب للمستشفى وبعد الفحوصات وإجراء الأشعة اتضح أنني أعاني من مرض القلب نتيجة الإفراط في استخدام هذه المضادات الحيوية وبهذا دفعت الثمن غاليا كلفني حياتي.
ما أن يشعر المواطن بالرشح حتى يذهب لجلب المضاد الحيوي الذي للأسف يتم استخدامه عشوائيا بشكل غير معقول.
يقول الدكتور أمين قاسم رزق- مدير عام الصيدلة والتموين الطبي بوزارة الصحة: إن أكثر من يستخدمون المضادات الحيوية لا يكملونه إنما يأخذون جزءا منه وما أن يشعر المريض بتحسن حتى يتلف ما تبقى منه وهذا بدوره يؤثر على المناعة حيث تعمل هذه المضادات مقاومة وما أن يأتي لاستخدامه مرة أخرى لكنه لم يعد يؤثر به فيضطر إلى أخذ نوعية من المضاد مفعوله أقوى من السابق وهكذا إلى أن يستنزف جسده جميع المقاومات.
وأكد رزق أن هناك فصيلة من فصائل المضادات الحيوية تسمى بـ«الامبسلين» حيث لم يعد يستخدم داخل اليمن بسبب الاستخدام العشوائي ويتبعه الآن «الاموكسيد» الذي يلاحظ أن استخدامه سيقل خلال الفترة الآتية فنأخذ ما هو أرقى منه وهذا كله للأسف الشديد يعتبر بسبب رئيسي وهو الطبيب الذي يصرف المضادات من أعلى سلم وثانيا اللاصيدلي المتواجد في الصيدليات الذي غرضه البيع لا أكثر وهذا كله يندرج تحت عدم الوعي لدى المجتمع والطبيب واللاصيدلي.
وأوضح رزق أن الأطباء أصبحوا تجار يعملون لحساب شركات حتى أصبح صرفهم للأدوية داخل الروشتات بكميات مهولة دون أن يكون للمريض حاجة لهذه الأدوية وهذا يندرج تحت ما يسمى بالنسبة المئوية التي يتقاضاها الأطباء من هذه الصيدليات والشركات.
وهذا ما يجعل المريض يذهب للصيدلي لشراء أي علاج من ضمنه المضادات الحيوية اختصارا للوقت والجهد والمال بالرغم أنه من المفروض علميا أن المضادات الحيوية لا يتم صرفها إلا بروشتة.
وأشار أحمد الشيباني- دكتور باطنية- من أنه لا بد أن نعرف أن المضادات الحيوية لها أعراض جانبية كثيرة ومن أهمها وأكثرها شيوعا هو الإسهال المعروف عند 5% ويمكن أن يصل إلى 30% من الأشخاص الذين يستعملون المضادات الحيوية بشكل مفرط وخاطئ.
وقال الشيباني إنه عند استخدامها فإنها تتوجه إلى البكتيريا المسببة للالتهاب بالجسم ولكنها بنفس الوقت تتوجه إلى البكتيريا الحميدة الموجودة بالأمعاء والتي تعيش ببيئة مع بعضها متناسية حتى تصاعد المصران في امتصاص المواد الغذائية أو هضمها مثل السكر والدهنيات وكذلك تساعد المصران أن يحارب البكتيريا الآتية من الخارج التي بإمكانها أن تسبب التهابات في بعض الأحيان.
وأضاف أنه عند إصابة هذه البيئة بالخلل تؤدي إلى الإسهال من 2-7 أيام وفي بعض الأحيان يكون الإسهال خطيرا ناتجا عن بكتيريا اسمها «الألوكستريديو» وهذه البكتيريا من شأنها أن تعمل إلتهابا حادا بالمصران يسبب إسهالا مزمنا مع حرارة ونفخة بالمصران بإمكانها أن تؤدي بالشخص إلى دخول المستشفى.