يوم للخدمة الوطنية
معاذ القرشي
معاذ القرشي –
في تحقيق مصور أجراه أستاذنا الفاضل محمد عبدالماجد العريقي أثناء زيارته لدولة إريتريا ونشر عبر صحيفة الثورة سابقا وأهم ما ذكره في تحقيقه من واقع الزيارة تركيزه على يوم الخدمة الوطنية في اريتريا قد يعتقد القارئ الكريم أننا نقصد بالخدمة الوطنية الخدمة العسكرية بعد الثانوية وهذا ما لا نقصده وإنما نقصد الحديث عن مبادرة دائمة في يوم معين من كل أسبوع تسمى يوم الخدمة الوطنية يخرج فيه الشعب الاريتري موظفين أو غير موظفين ليوم عمل لكن ليس عملا من أجل الفرد وإنما من أجل المجتمع يوم خدمة وطنية في الشارع خدمة تغيب فيها المصلحة الشخصية والمردود المادي وتبرز المصلحة الوطنية فقط فكل فرد يقدم جهدا أو عملا من أجل وطن اسمه اريتريا..
إنه درس شديد البلاغة من دولة حديثة عهد بالاستقلال تكاد تكون أحرف إعلان استقلالها عام 1991م لم تجف بعد لكنها امتلكت الإرادة..
فقدمت هذا الدرس في الولاء بكل ثقة واقتدار يوم الخدمة الوطنية يوم انتماء حقيقي للوطن وليس انتماء نظل نردده كشعار وقدمنا مصلحتنا الشخصية عليه وإذا ما أردنا إثبات ولائنا لبسنا الأعلام وتنافسنا في إبرازها..
الانتماء الحقيقي هو انتماء يترجم إلى عمل من أجل مصلحة الوطن سواء في تنظيف الشارع أو رفع مخلفات البناء أو غرس الأشجار أو في تنظيف المدارس أو في توعية الناس.. حول قيم جميلة بدأت نظرا للإهمال المتعمد في الاندثار من حياتنا…
ومؤكد أن الناس سيتفاعلون مع هذه المبادرة وستكون مع استمراريتها ثقافة جديدة نعلمها لأطفالنا..
بل ستكون مع الأيام ثوابت مقدسة ينبغي ألا نخالفها..
لا تكفي المبادرات الموسمية لأنها تكون مجرد انفعالات سرعان ما تهدأ مهما امتلك أصحابها من نوايا حسنة..
نحن نحتاج لتعميق الولاء بالعمل الدائم من أجل المصلحة العامة..
يوم خدمة وطنية في كل أسبوع ألا يستحق وطني يوما فقط وإذا ما قال المتشائمون دوما لا ليس اسبوعيا نقول لهم لتكن يوما في الشهر إذا وجدت النوايا الحسنة..
دعونا نجرب ولتقم الجهات المعنية بمثل هذه المبادرات بوضع تصور أو برنامج عمل لعام مقبل وستأتي الإجابات من الناس الذين يحبون وطنهم لكنهم في ظل غياب دور الدولة الموجه لم يعرفوا كيف يخدمون وطنهم وبأي طريقة..
يوم الخدمة الوطنية سيكون بداية لصناعة اليمن الخالي من سلبيات الماضي..
اليمن الجديد الذي يراهن به على الإنسان كأساس في التنمية قبل الثروات والمعادن..
وهي فكرة نضعها أمام الأستاذ عبدالقادر هلال أمين- العاصمة الذي جعلنا نشاطه الدؤوب من أجل نفكر معه في حلول قد تكون مناسبة لكثير مما نعانيه في الواقع..