الاتصالات
عبدالله علي النويرة
عبدالله علي النويرة –
أصبحت الاتصالات عصب الحياة ودليل تطور المجتمع ولم يعد هذا المجال ترفا يمكن الاستغناء عنه وهناك منافسة شديدة بين مختلف مشغلي الهواتف وكل يحاول الاستحواذ على اكبر شريحة من المستخدمين وأصبحت شركات الاتصالات في جميع انحاء العالم هي الاكثر ربحية على الاطلاق ولذلك تجد أن اكثر الاسهم في بورصات العالم تداولا وطلبا هي اسهم شركات الاتصالات لما لها من ربحية عالية وشبه مضمونة والبقاء في هذا القطاع هو لمن يقدم خدمة راقية ترضي المواطنين وهذه البديهية يبدو أنها غائبة عن اذهان مسؤولي الاتصالات في محافظة المحويت وأعني بهم المسؤولين الحكوميين الذين يفترض انهم من المتخصصين في الاتصالات التي تتطور على مدار الساعة وتحتاج إلى متابعة مستمرة من قبلهم حتى لا يفوتهم القطار الذي يسير بسرعة الصوت فإذا كان مسئولو الاتصالات في محافظة المحويت غير متخصصين ولكنهم غير مكترثين بما يحصل من تطور فتلك كارثة اكبر لأنه يفترض ان يكونوا حريصين على تنمية قدراتهم ومتابعة كل جديد لكي يتمكنوا من البقاء في سوق الاتصالات في ظل المنافسة التي لا ترحم.
الذي دعاني لهذا الحديث هو أنني وصلت إلى قريتي (شاكر) في عزلة بني عمارة مديرية الخبت محافظة المحويت وسألت الاخوان عن امكانية وجود خدمة الانترنت في القرية فقيل لي انني أحلم وأفهموني ان الخدمة الموجودة في الهاتف الثابت لدينا هي اتصالات ريفية فقط وليست مهيأة للتواصل بالانترنت وأنه اذا اردنا ادخال خدمة (DSL) فإن علينا ان نقوم بمراجعة طويلة عريضة لترقية نوع الاتصالات الثابتة لدينا حتى نتمكن من الحصول على خدمة الانترنت السريع استغربت ان يكون المطلوب من العميل ان يتابع شركة الاتصالات لكي تعمل على ترقية خدمتها بدلا من ان يحصل العكس وتقوم شركة الاتصالات بالبحث عن ما يرضي العميل وتقدم له الجوائز والمغريات لكي يستفيد من ما تقدمه من خدمات وتساءلت هل الخدمة مجانية ام هي بمقابل¿
إن الامور معكوسة تماما لدينا ففي الوقت الذي يعلم الجميع ان البساط يتم سحبه بصورة هائلة من تحت اقدام الاتصالات الثابتة وأن هناك استغناء عنها بسبب انتشار التلفونات السيارة والخدمات الهائلة المرافقة لها يبدو ان المسؤولين لدينا نائمون ولا يعلمون بما يحدث في العالم من حولنا وهم لا يدركون أو لا يهمهم سيان ان هناك استغناء تدريجيا عنهم وأن عليهم ان يحسنوا من خدماتهم للحفاظ على ما تبقى لهم من عملاء وأعتقد جازما ان معظم المسؤولين في كثير من مناطق الاتصالات لا يفقهون شيئا فيها وأنهم متخصصون في اي شيء غير هذا المجال الحيوي والهام والذي يسابق الريح في عملية التطوير والتحديث وهم نائمون في العسل.
لقد زادني أحد الإخوة من الشعر بيتا كما يقال فأخبرني أن الاتصالات الريفية يحصل فيها انقطاع لأيام عندما تأتي السحب والغيوم فتمنع الشمس من الوصول إلى الخلايا الضوئية المنهكة أصلا والتي تقوم بشحن ا