في محافظة الحديدة.. مـــــديــــريــــة بيت الفقيه

محمد محمد عبد الله العرشي•

محمد محمد عبد الله العرشي• –
إن معرفتنا بتاريخ بلادنا وجغرافيتها يساعدنا على معرفة واقع مجتمعنا ويجعلنا قادرين على حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والتعرف على مكامن القوة والضعف فيها. بحيث يتمكن الاقتصاديون من وضع الخطط الاقتصادية والإجتماعية للنهوض باليمن في كافة المجالات.
أخي القارئ الكريم …
سنتناول في هذا العدد مدينة ومديرية بيت الفقيه التاريخية باعتبار أن أهميتها العلمية والتاريخية تأتي بعد مدينة زبيد وهي تقع بين مدينتي زبيد والحديدة وفي وسط بلاد قبيلة الزرانيق وقد بنيت بيت الفقيه في كثيب شوكه وهو مسمى لتل رملي كان ينتشر فيه شجر السيال وكان غرب المدينة الحالية بنصف كيلو متر وتنسب إلى الفقيه بن عجيل (أحمد بن موسى بن عجيل) والذي عاش في القرن الثامن الهجري والقرن الرابع عشر الميلادي وقد كان عالما محققا في الفقه حتى أن العلامة محمد بن عبدالله الريمي أعتبره ثاني درجة إلى أبي بكر وعمر وقد وصفه الملك الأفضل العباس الرسولي في كتابه (العطايا السنية والمواهب الهنية في المناقب اليمنية) دراسة وتحقيق الأستاذ/عبدالواحد الخامري بأنه إمام أئمة المسلمين وعمدة المفتين وقدوة الورعين والمتزهدين كما وصفه العلامة أحمد الشرجي الزبيدي في كتابه (طبقات الخواص) تحقيق الأستاذ/عبدالله الحبشي بأنه الإمام العالم الكبير القطب العارف الشهير المجمع على ولايته وفضله وجلالته وانفراده عن أقرانه على أهل زمانه وقد وصفه بامخرمة في كتابه (قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر) بأنه كان زاهدا وورعا. وكان من كبار رجال الصوفية في اليمن وقد توفي عام 730هـ وتقع مدينة بيت الفقيه جنوب شرق مدينة الحديدة بمسافة 67كم ويعود تاريخ إنشاءها إلى منتصف القرن السابع الهجري حيث بنى الفقيه أحمد بن عجيل بيتا له في موضع يقال له كدف الحصيب وقد قام أتباع الفقيه ببناء منازل لهم بجانب منزل الفقيه فتكونت عبر السنين اللاحقة مدينة بيت الفقيه وقد تميزت مدينة بيت الفقيه بنمطها المعماري السائد في تهامة الذي يستخدم في مبانيها الياجور الأحمر والنورة البيضاء كما تميزت واجهة منازلها وابوابها بزخرفة بالأشكال الهندسية الجميلة والتي يطلق عليها النباتية وتشتهر مدينة بيت الفقيه بالصناعات الحرفية وأهم صناعاتها الحرفية الحياكة ولاسيما حياكة اللحف والتي اشتهرت في عموم اليمن بلحف بيت الفقيه والتي توضع أردية على الظهر كما هي عادة اليمنيين في لباس اللحف في جميع مناطق اليمن وأشتهرت في بيت الفقيه العديد من بيوت العلم التي كان تدرس الطلبة في جوامع بيت الفقيه منذ تاريخ إنشاء مدينة بيت الفقيه إلى نهاية القرن الثالث عشر الهجري ومن هذه البيوت: بيت العجيل بيت جعمان الذين اشتهروا بعلو السند في الحديث بيت عبادة (الخطيب) بيت عطا الله الهندي بيت الجيلان بيت البهكلي بيت الفرج. وتتكون مدينة بيت الفقيه من العديد من الحارات وهي حارة الصليفيين حارة الشمه حارة الحوك حارة الهنود حارة العمارا حارة المحازرة حارة العلاوية وحارة العجالية. وعدد مساجد بيت الفقيه (38) مسجدا وقد أسهم موقع مدينة بيت الفقيه الذي كان يتوسط طريق القوافل التجارية التي كانت تمر عبر المدن لتاريخية القديمة مثل الكدراء ومدينة المنصورية وكانت مدينة بيت الفقيه أهم مراكز تسويق البن في اليمن كما ذكر الرحالة الأوروبي (نيبور) الذي زار المدينة في القرن الثامن عشر وذلك لقربها من مينائي المخاء والحديدة وقربها من مناطق زراعة البن مثل ريمة وبراع ومديرية بيت الفقيه تقع في وسط محافظة الحديدة وتمتد من أقصى شرق المحافظة حيث الحدود الإدارية لمحافظة ريمة إلى أقصى غربها حيث تطل على البحر الأحمر يحدها من الشمال مديريات المنصورية الدريهمي السخنة ومن الجنوب مديريتي زبيد والتحيتاء ومن الشرق محافظة ريمة(مديريتي الجبين والجعفرية) ومن الغرب مديرية الدريهمي والبحر الأحمر. وتبلغ مساحتها 1529كم2 وعدد سكانها241.300نسمة وعدد أسرها39.211أسرة وعدد مساكنها40.192 مسكن وعدد قراها 427 قرية. وعدد عزلها 8 عزل هي(بني محمد بني مقبول بيت الفقيه الطرف الشامي الطرف اليماني المجاملة المعازية العمارية) ومما تتميز به مديرية بيت الفقيه أنه اأرض زراعية خصبة وتزرع فيها الخضروات والفواكه والحبوب بجميع أنواعها. وأهم سواحل بيت الفقيه ساحل الجاح والذي يقع في جنوب مدينة الحديدة على بعد حوالي 58كم ويتميز شاطئه بكثبان رملية ناعمة وأشتهر بكثرة نخيله ويلاحظ الزائر له كبر المساحة المزروعة بالنخيل ويبلغ عدد أشجار النخيل فيه أكثر من مليون نخلة.
وأهم معالم مدينة ومديرية بيت الفقيه هي:
قلعة بيت الفقيه: يعود تأسيسها بناءها إلى فترة وجود العثمانيين الأول في اليمن (946 -1045هجرية وقد قام ببناءها الأمير مصطفى باشا في عام 1038هـ تقع القلعة في الجهة الشرقية لمدينة بيت الفقيه