القات وأضراره الصحية
يحيى يحيى السريحي
يحيى يحيى السريحي –
رغم أني مولعي قات شغوف وللبحث عن أجوده حصيف وغسله بعد اقتنائه حريص غير أن ذلك كله لم يمنعني من زيارة مستشفى الثورة ثالث أيام العيد – منتصف الليل – لتلقي الإسعافات الأولية جراء تناولي ما أحب فزاد حنقي عندما أراني القات ما لا أحب وكانت دهشتي عندما وجدت غيري كثير في المستشفى يعانون نفس علتي! وهو ما نفعني للكتابة عن القات وأضراره الصحية فالقات نبتة تتكون من مركبات كيميائية أهمها (الكاثين) والكاثينون والأخيرة مادة تتشابه في تركيبها مع الامفيتامين ولهذه المواد تأثير على الجهاز العصبي حيث تتسبب إفراز بعض المواد الكيميائية التي تعمل على تحفيز الخلايا العصبية مما يقلل الشعور بالإجهاد والتعب ويزيد القدرة على التركيز في الساعات الأولى للتخزين ثم يعقب ذلك شعور بالاكتئاب والقلق أما تأثيره على الجهاز الهضمي فالقات يحتوي في تركيبه على مادة التانين ذات الأثر القابض والمسببة للإمساك وبالتعاون مع مادة الكاثينون التي تعمل على الإبطاء من حركة الأمعاء اللولبية وهذا يؤدي إلى تثبيط نشاط المعدة مما يؤدي إلى عسر هضم الطعام ويؤدي للإصابة بالإمساك وهذا في حالة خلو القات من السموم والبودرة أما إذا كان غير ذلك فبدل الإمساك إسهال وطرش منقطع النظير وبدل القلق والاكتئاب جنان وعزاء كما يؤثر القات على الكبد الذي يعتبر مخزنا للسموم حيث يؤدي القات إلى تحفيز الكبد لإفراز إنزيم الطاقة (الأيدويسين ثلاثي الفوسفات) والذي يعمل على تكسير روابط السكر في الدم مسببا ارتفاع في درجة حرارة الجسم أثناء فترة التخزين وتزايد أمراض الكبد بين المخزنين لاسيما فيروس الكبد (ب) دليل على تأثير الكبد بحامض التانيك الموجود في عصارة القات ولأن أضرار القات الصحية لا تتوقف عند فقدان الشهية وكل ما ذكر آنفا من علل يسببها للجهاز العصبي والهضمي بل يمتد نشاطه ليصل ضرره للجهاز الدوري فهو أحد المسببات في زيادة ضغط الدم وهذا الارتفاع يشكل خطورة على المصابين بخلل في أداء الجهاز الدوري ومن المضاعفات الخطيرة الناتجة عن ضغط الدم حدوث تضخم في عضلة القلب ويؤدي الضغط الزائد إلى الإصابة بالسكتة القلبية والدماغية.
أما مخاطر القات على الجهاز التناسلي فيكفي الإشارة على ما يعانيه كثير من مدمني القات من صعوبات في التبول بالإضافة إلى خروج الحيوانات المنوية اللاإرادية بعد تخزين القات بالإضافة إلى ضعف في الانتصاب وهو مؤشر أكيد على أن القات يؤثر على البروستاتا والحويصلة المنوية وقد أكدت الأبحاث والدراسات أن أضرار القات تفاقمت وازدادت فتكا بالإنسان اليمني وصحته بعد الاستخدام العشوائي للمبيدات من قبل زارعي القات مما نتج عنه الانتشار غير المتوقع لأمراض السرطان الخطيرة وتزداد عاما بعد آخر حيث يصل عدد المصابين بمرض السرطان في العام الواحد اثنين وعشرين ألف شخص بناء على تقرير لمنظمة الصحة العالمية وتصل نسبة الوفيات إلى 60%.
هذا هو القات وهذه أضراره وليست وحدها براقش من جنت على نفسها!! عافاني الله وإياكم وجنبنا جميعا كل ضر ومكروه..