بعيدا عن السياسة‮.. ‬من أجل أن‮ ‬يكتمل الحوار‮!!‬

محمد قاسم العريقي

 - تواصل الأطراف الدولية المحلية جهودها المضنية للوصول إلى مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬كواحد من البنود المزمنة في‮ ‬المبادرة الخليجية وهذه خطوات جيدة على طريق المسار الو
محمد قاسم العريقي –
تواصل الأطراف الدولية المحلية جهودها المضنية للوصول إلى مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬كواحد من البنود المزمنة في‮ ‬المبادرة الخليجية وهذه خطوات جيدة على طريق المسار الوطني‮ ‬رغم ما‮ ‬يتجاذبه البعض عن نجاح مؤتمر الحوار من فشله‮ ‬وهذا ما ستثبته الفترة القريبة القادمة‮.‬
خلال اليومين الماضيين تابع الشعب اليمني‮ ‬وأنا واحد منهم القرار الرسمي‮ ‬بأسماء اللجنة الفنية المعنية بتهيئة الحوار عبر وسائل الإعلام المختلفة‮ ‬وبغض النظر عن ما تم تداوله حول اللجنة على الصعيد السياسي‮ ‬رغم قناعتي‮ ‬بأي‮ ‬مسمى للخروج من الوضع الراهن وبأي‮ ‬حال من الأحوال‮ ‬لكن ما استوقفي‮ ‬وبغرابة كبيرة هو ذلك التوجه لكل الأحزاب وأيضا الحكومة والمتمثل بنظام وطريقة التفكير بأصل المشكلة اليمنية ونوع الحلول لها‮ ‬والأغرب من ذلك هو نظام التفكير بالنسبة للوسطاء الدوليين ورؤيتهم في‮ ‬طريقة حل القضايا ومرتكزات الخلاف القائم من زاوية معينة ومنحها الوقت والزمن والجهد والمال‮ ‬على خلاف المسببات الرئيسية التي‮ ‬خرج لأجلها الشباب إلى ساحات التغيير وقدموا من أجلها التضحيات الجسيمة بغية تحقيق مطالبهم وأهدافهم والتي‮ ‬ولدت في‮ ‬الحقيقة من رحم المعاناة وغيرها الكثير والكثير‮.‬
من الأهداف الشبابية التي‮ ‬استطاع الشباب بموجبها استباق الفعل السياسي‮ ‬والحزبي‮ ‬وإن جاء متأخرا‮ ‬بعض الشيء وما منحته ثورة التغيير من فرصة‮ ‬غير متكررة استأنفت الأحزاب بموجبها نشاطها السياسي‮ ‬وصولا‮ ‬إلى حصولها على نصيب وافر في‮ ‬هذه اللجنة أو تلك‮ ‬فضلا‮ ‬عن ولادة أحزاب جديدة ومئات المسميات لمنظمات مجتمع مدني‮ ‬لا تحصى ولا تعد رغم الغبار الواضح على أجندتها بفعل الهبات السخية المقدمة من هنا وهناك‮ ‬إلا أنني‮ ‬لن أعذر المجتمع الدولي‮ ‬وعلى رأس الهرم الولايات المتحدة الأمريكية بمثل ذلك برامج لأهداف بعيدة المدى والتي‮ ‬ولدت لأجلها المسميات وبقوة مالية هائلة‮ ‬إذا ما قارنا ذلك بالوضع الاقتصادي‮ ‬اليمني‮ ‬وما وصل إليه الحال حتى الآن‮ ‬رغم أن أمريكا ذات النشأة المشابهة لما نحن عليه اليوم فقط من حيث الشمال والجنوب والفئات والطوائف‮ ‬وهنا بيت القصيد للتعريف عن الأسباب التي‮ ‬يكمن حولها استغرابي‮ ‬للنهج المتبع في‮ ‬نوع وخصوصية إنشاء اللجنة الفنية المكونة من‮ ‬25‮ ‬خبيرا‮ ‬حزبيا‮ ‬وسياسيا‮.‬
لذلك ما لا‮ ‬يختلف عليه اثنان هو أهمية وجود ذلك الفعل السياسي‮ ‬والحزبي‮ ‬كمكونات وانظمة ديمقراطية لها مساراتها وأجندتها المختلفة وهذا لا‮ ‬غبار عليه‮ ‬لكن ما‮ ‬يتفق لأجله الجميع وفي‮ ‬هذه الفترة الاستثنائية بالذات هو أن الفعل السياسي‮ ‬يعتبر أحد الأسباب الرئيسية في‮ ‬تحويل المسار الثوري‮ ‬الذي‮ ‬ولدت من أجله الثورة الشبابية نتيجة افتعال وخلق طرق عائمة في‮ ‬نهج ونظام التفكير تحت مبررات تبادل المصالح وتحسين الشراكة الخارجية‮ ‬رغم أن الأحزاب قد لا تمثل أكثر من قاعدة للانطلاق السياسي‮ ‬العادل والنزيه ومع ذلك فإن العمل السياسي‮ ‬لا‮ ‬يمثل سوى‮ ‬50٪‮ ‬من المشكلة القائمة‮.‬
لعل ما‮ ‬يجب أن‮ ‬يدركه الجميع هو معرفة الفرق بين مصطلح‮ (‬الأزمة السياسية‮) ‬كما‮ ‬يجب أن‮ ‬يسميه الوسطاء من دول الجوار والخارج وبعض شركائهم في‮ ‬الداخل وبين مصطلح‮ (‬الثورة الشبابية‮) ‬التي‮ ‬خرج لأجلها المجتمع اليمني‮ ‬بكل أطيافه ومسمياته بهدف التغيير وبناء اليمن الجديد ودونما

قد يعجبك ايضا