المغتربون وظلم ذوي القربى!
عباس السيد
عباس السيد –
التقيت به صدفة بعد فراق سنوات تعانقنا بحرارة على طريقة الفيسبوك تذكرنا أيام القرية والجامعة وضحكنا كثيرا ـ على طريقة الفيسبوك أيضا ههههههههه ـ
سألته عن أحواله في الغربة عن العمل عن الفلوس والتحويشة وعن الآخرين من أبناء القرية المغتربين.
لم أكن أتوقع أن يأتي رده على ذلك النحو .. لقد حملت إجاباته هموما بحجم جبل احد .. وبعد أن سرد لي عددا من الحالات المأساوية أضاف : لم تعد السعودية كما كانت لم نعد نعمل للمستقبل .. أصبح جل همنا إرضاء الكفيل الذي لم يعد يقنع بالقليل .. فبإشارة منه « الكفيل « يمكن أن يزج بك في السجن لسنوات وحتى خيار البقاء أو العودة لم يعودا ملكا لك .
تحولت فرحة اللقاء إلى حزن وشعرت بالإحراج لأن مرحي وضحكاتي في بداية اللقاء كانت أشبه بمن يغني في مأتم وكم تمنيت لو أن في الفيسبوك « رابطا للبكاء « .
تاهت مخيلتي تعثرت مفرداتي وضلت أصابعي مواقعها على « لوحة المفاتيح « ولم أجد ما أرد به سوى أربع كلمات « إن مع العسر يسرا « .
قبل حوالي عشر سنوات حصل « الأميري « على الفيزا كانت سعادته غامرة رغم أنها كلفته مئات الآلاف لم يشعر بمثل تلك الفرحة عندما حصل على شهادته الجامعية .. الجميع في القرية فرحوا لحصوله على الفيزا ودعوا له بالتوفيق .
وقبل ذلك كان الأميري قد حصل على الليسانس في علم الاجتماع منتصف التسعينات أمضى بعدها سنوات في انتظار فرصة العمل التي لم تأت ومع ذلك لم ينل منه الإحباط أو اليأس ولم يفقد بشاشته ومرحه فكان قدوة في الصبر لزملائه من أبناء القرية العاطلين عن العمل .
المعاناة التي يعيشها اخواننا المغتربون خلال هذه السنوات هي الأقسى منذ أن « تفرقت أيدي سبا « وبدأت معها هجرة اليمنيين إلى مشارق الأرض ومغاربها .
لا يمكن إلقاء اللوم في هذا الجانب على المملكة أو سواها من دول المهجر فكل دولة لها سياساتها وأهدافها وأولوياتها وليس من بينها رعاية المغتربين اليمنيين .
لا يمكن للسعوديين أن يعترفوا بالغبن والمعاناة التي يكابدها المغتربون اليمنيون وأن يبادروا إلى إزالتها أو التخفيف منها قبل أن يعلن المسؤولون اليمنيون أولا عن وجود هذه المعاناة أصلا وأن يسعوا لدى المملكة للتخفيف منها كما تعمل فيتنام والفيليبين والهند وبنجلاديش وغيرها .
ومهما اختلفنا