جولة رمضانية في أروقة قبة وجامع البكيرية

استطلاع وتصوير فايز محيي الدين البخاري


استطلاع وتصوير/ فايز محيي الدين البخاري –
رغم أني كنت قد زرت جامع وقبة البكيرية من قبل إلا أن زيارتي هذه المرة في ظل الأجواء الرمضانية الروحانية تجعل الزيارة ذات مذاق خاص يعبق بالروحانية المطلقة التي تشعöرك أنك تتسامى نحو السموات العلى.
هذا الأسبوع كانت رحلتي الثانية إلى المسجد الذي أدهشني نمط بنائهö الفريد وزخرفتهö البديعة, وهو جامع قبة البكيرية الذي تم بناؤه في العام (1005هجري-1596ميلادي) على يد الوالي التركي على اليمن حينها الوزير العثماني حسن باشا.
وتذكر المراجع التاريخية مثل كتاب المدارس الإسلامية في اليمن للقاضي إسماعيل بن علي الأكوع رحمه الله,وكتاب معجم القبائل والبلدان اليمنية للحجري أن الوزير حسن باشا بنى قبة البكيرية تخليدا لمملوكهö بكير آغا الذي لقي حتفه في صنعاء على إثر سقوطهö مöنú على فرسهö, وقبره اليوم يقع شرق القبة.
} } } }
وتعتبر قبة البكيرية من أجمل مساجد أمانة العاصمة وتقع في ميدان قصر غمدان أو قصر السلاح ,إلى الشرق من مدينة صنعاء القديمة على الطريق المؤدي من حارة مسيك إلى باب السلام.وقد جرت عليها ترميمات عöدة منها الترميم الذي أمر بهö السلطان عبد الحميد بن عبد المجيد خان وأكمöل سنة1880ميلادي الموافق سنة1297,بحسب التاريخ المدون أعلا الباب الغربي المؤدي إلى بيت الصلاة.

أشكال بديعة
وعن طريقة تخطيطها وبنائها يقول الدكتور غيلان: على الرغم من أن البكيرية جمعتú بين المسجد والمدرسة إلا أن تخطيطها ينتمي إلى طراز العمارة الإسلامية في العصر العثماني والذي يتألف من بيت للصلاة تغطيه قبة كبيرة شاهقة الارتفاع ,يتقدمها رواق تغطيه ثلاث قöباب يفتح على فöناء مكشوف (صرح) . وهذا التخطيط مع تخطيط بقية المدارس الإسلامية اليمنية الذي اتسم بالبساطة , فبيت الصلاة هنا يتألف من قاعة ضخمة مربعة الشكل طول ضلعها (17,25م) تعلوها قبة ذات قطاع نصف دائري مقامة على حنايا ركنية متسعة كما هو شائع في القباب التركية. ويتوسط الحنايا الركنية عقد مفصص يحوي بداخله سبع حطات من المقرنصات على شكل نوافذ وعقود صغيرة منفذة بالألوان المائية تحيط بها أشرطة مسننة ويتوجها زخرفة نباتية تتألف من زهرتين متناظرتين وأغصان ملتفة .
ويلاحظ أن الشكل العام لهذه المقرنصات أشبه بستارة مدلاة ومربوطة من الأسفل. ويعلو هذه الحنايا والعقود رقبة القبة وهي ذات شكل دائري من الداخل ومثمن من الخارج, فتöح في كل ضلع من أضلاعهö شباكان عقداهما مدببان ,ويزين المسافة بين كل شباكين من الداخل زخرفة بالألوان المائية تعتمد في أساسها على ورقة الأكانتس وأشكال هندسية مضلعة.
أما باطن القبة فتزينها جامة كبيرة اتخذت مايشبه شكل النجمة ذات الثمانية رؤوس .يشغل وسطها زهرة كبيرة رسöمتú بأسلوب قريب من الطبيعة تحيط بها كتابة بخط الثلث للآية الكريمة (22,23) من سورة الحشر.

زخارف نباتية
وقد تعدد اسمها فأطلق عليها اسم المدرسة الوزيرية نسبة إلى الوزير حسن باشا واسم الجامع واسم القبة لتغليب عنصر القبة على البناء .. كما أطلق عليها اسم القبة المرادية نسبة إلى الوزير مراد باشا لكن الأرجح تسميتها بالبكيرية نسبة إلى بكير بك آغا – كما أسلفنا- مولى الوزير حسن باشا الذي كان الوزير يحبه حبا جما فخرج في بعض الأيام يلعب مع الخيالة فكبا به الفرس فمات لوقته فجزع عليه الوزير وقبره شرقي هذه القبة ثم بنى القبة للصلاة وسماها باسم مولاه .. وفي عام (1297هـ – 1880م) أمر السلطان عبد الحميد بتجديد البناء وقد شمل هذا التجديد ناحيتين الأول تخص عمارة القبة وفرشت بالمفارش الفارسية وأحضر لها منبرا من الرخام وحسنت مرافقها والثانية وهي تخص زخارف القبة والتي تنوعت وشملت الرسوم المعمارية والزخارف النباتية والهندسية والكتابية.
تتكون قبة البكيرية من قسمين أساسيين أحدهما مكشوف ويسمى الحرم أو الصرح أو الصحن والآخر مغطى ويعرف باسم بيت الصلاة.
ويقع الفناء إلى الجنوب من بيت الصلاة وتبلغ أبعاده (27.5) متر طولا و(21) مترا عرضا بلطت أرضه بأحجار الحبش ويوجد المدخل عند منتصف الجدار الغربي لهذا الفناء وهو مدخل بارز شيد من الحجر يرتفع عن مستوى الشارع قليلا ويتكون من كتلة مربعة ترتكز على أربعة أكتاف قصيرة تحمل عقودا خماسية تعلوها قبة مقامة على مثلثات ونلاحظ أن الجدار الغربي يقسم المدخل إلى قسمين وكذا القبة التي تعلوه ويوجد في الجهة الشمالية عقدان مدببان أحدهما من داخل المسجد والآخر خارجه ويتوج مربع القبة من الخارج صف من الشرفات التي تأخذ شكل الورقة النباتية الثلاثية بينما زينت أوجه العقود بالحجر الأبيض والأسود ويوجد خارج الجدار الغربي للفناء مدفنان أحده

قد يعجبك ايضا