اعتني بصحة عينيك في رمضان

د. أحمد محمد الأصبحي

د. أحمد محمد الأصبحي –
قضاء ليالي رمضان في سهر لا ينتهي إلا ببزوغ الفجر وانقشاع عتمة الليل أو حتى الصباح هو بالطبع مناف لنمط الحياة الصحية وله من التأثير على صحة العينين لا يستبعد فيه تعرضهما لأضواء قوية أو ضعيفة ليس مصدرها المصابيح على اختلاف أنواعها وحسب بل وحتى لخليط من وهج أضواء أخرى قد تفضي إلى إلحاق ضرر بالغ بنعمة الإبصار كالتحديق لساعات طويلة في شاشات التلفزيون أو الكمبيوتر ..
فلا راحة للصائم إن لم يحافظ على بصره وحاد عن الأخذ بالنصائح الصحية المفيدة لعينيه لإبقائهما بمعزل عن أي مشكلة محتملة.
هي- إذن- مشكلة يغفل الكثيرون فداحتها ويستعرض تفصيلها الأستاذ الدكتور/ أحمد محمد الأصبحي- استشاري طب وجراحة العيون مبينا الخطوات والوسائل الوقائية بما يكفل الحفاظ على نعمة البصر وواضعا العديد من المعالجات لاختلالات الرؤية حيث قال:
البصر نعمة حبا الله المبصرين بها فلا يدرك قيمتها إلا من فقد هذه النعمة مما يحتم على الإنسان أن يهتم بصحة العينين ويصونهما من الأذى والضرر.
ولاشك أن طول النظر أو قصره وما يسمى خطاء بالانحراف وعلميا (اللانقطية) مشاكل بصرية يمكن علاجها فما أحرزه التقدم العلمي والتكنولوجي في طب وجراحة العيون فتح آفاقا رحبة لعلاج كثير من أمراض وإصابات العيون التي لطالما استحال أو صعب علاج البعض منها بالوسائل التقليدية المتبعة.
وتعد عيوب انكسار العين من الأسباب الرئيسية لضعف النظر وقد صنفت إلى ثلاثة أنواع:-
– النوع الأول(قصر النظر): وتظهر فيه صعوبة في رؤية المريض للأشياء البعيدة.
– النوع الثاني(طول النظر): تبدو معه صعوبة في رؤية الأشياء القريبة وأحيانا صعوبة في رؤية القريب من الأشياء مع البعيد.
– النوع الثالث: يسمى خطأ الانحراف وهذا ليس صحيحا فالانحراف يعني الحول بينما يسمى هذا النوع طبيا: (الاستجماتزم) وعندما ترجم إلى اللغة العربية سمي (اللانقطية) أو(اللابؤرية) ولكون الكلمة صعبة التلفظ استعمل الانحراف بالخطأ عوضا عنها.
وفي هذه الحالة يجد المريض صعوبة في رؤية خطين قريبين من بعضهما البعض أو نقطتين قريبتين.
باختصار تعد هذه الأنواع الثلاثة لضعف البصر من أكثر الأسباب التي تستدعي من طبيب العيون القيام بوصف نظارة طبية لتساعد المريض على الرؤية بطريقة أفضل.
ففي حالات الإصابة بقصر النظر يحاول المريض إغلاق عينيه بشدة ليساعده الضغط الواقع من الجفون على العينين على رؤية الأشياء البعيدة لكنه عندما يلبس النظارة الطبية المقررة له من الطبيب المختص لا يضطر للضغط والتحديق بقوة. حيث النظارة تساعده على تصحيح هذه العيوب المسماة بعيوب الانكسار.
إن من أكثر الأسباب التي تستدعي لبس النظارة هي ضعف النظر مثال على ذلك أن الشخص الذي يعاني ضعف الإبصار ويرى بنسبة(70 % ) وعنده ضعف يصل إلى(30% ) لتكون العين قادرة على أن تستغل الثلاثين في المائة مع السبعين في المائة حتى تصل الرؤية إلى(100%) فعندها يكون لبس النظارة ضروري كي تساعد العين في التغلب على العيب الموجود لتبصر بنسبة( 100%).
غير أن هناك مفهوم خاطئ درج عليه البعض مفاده: أن استخدام النظارة الطبية له أضرار على العينين.
ونحن- قطعا- لا نؤكد صحة هذا فالنظارة ليس لها أضرار على النظر إذا وصفت بطريقة صحيحة تحت إشراف طبيب العيون.
ومهما كانت الأسباب سواء طول النظر أو قصره أو (اللانقطية) فقد يتناقص النظر بالنسبة للأطفال تحت سن(10) أعوام ولا ينطبق هذا على الكبار لأن المرحلة الحرجة لنمو العين مرحلة تبدأ من عمر( 18) شهرا وحتى (8) سنوات وأحيانا تمتد إلى(10)سنوات وعند حدوث أي تأثير سلبي على العين ولم يعالج خلال المرحلة الحرجة كأن يكون هناك ضعف في النظر أو يكون عند الطفل حول أو لوجود سبب يمنع دخول الضوء إلى العين- مثل المياه البيضاء أو وجود عتامة على القرنية- فقد يصاب الطفل على إثر ذلك بكسل بصري نطلق عليه طبيا(إمبيليوبي).
والكسل البصري أسبابه دائما إما لعيب من عيوب الإبصار أو لعيب من نوع آخر كالحول أو حدوث عتامة تمنع وصول الضوء إلى شبكية العين.
وعليه يجب استشارة طبيب العيون ليتم تشخيص الحالة المرضية وعلاجها.
إن تصحيح النظر لم يعد حكرا على النظارات فهناك العدسات الطبية اللاصقة واستخدامات الليزر قد أتاحا خيارا آخر لهذه المشكلات لاسيما وأن البعض لا يبدي ارتياحا للنظارات- كالفتيات والسيدات- لأنها تعطي إيحاءات بكبر السن.
وبالتالي من الممكن اللجوء إلى استخدام العدسة الطبية اللاصقة بدلا من النظارة حتى أننا نسميها – أحيانا- نظارة مخفية يستطيع بها الشخص أن يرى الأشياء بوضوح بينما الآخرين لا يلاحظونها ولا يرونها عليه.
غير أن درجة تحمل لصق العدسة الطبية بالعين ليست مرتب

قد يعجبك ايضا