‬معاناة لا تنتهي‮!!‬

تحقيق أسماء حيدر البزاز


تحقيق/ أسماء حيدر البزاز –
■ البائعات‮: ‬هناك مضايقات وصعوبات جمة ولكن الشريف من شرف نفسه
علم اجتماع‮: ‬نظرة المجتمع للبائعات لا بد أن تتغير بالتثقيف والتوعية فهن ضرورة عصرية

‮> ‬كم من مجالات ندخلها ومواقف نضع أنفسنا فيها مرغمين ولولا الحاجة أو الضغوطات الحياتية لما طرقنا لها بابا‮ ‬ولكنها هي‮ ‬الحياة بمقاديرها وأقدارها تضع من تشاء وترفع من تشاء وتؤتي‮ ‬القناعة والرضا لجميل من صبر ورضا بما كتب له‮ ‬وبين هذا وذاك تقف أولئك البائعات بين خطوة الإقدام أو خطوة العودة لترفع إحداهن ناظريها إلى السماء وتقول‮: ‬ولكن ما البديل¿ هذا عمل والعمل شرف للإنسان وليقولوا ما‮ ‬يقولوا‮…!‬

ما نلاقي‮ ‬هو‮..‬
في‮ ‬أكثر من‮ ‬4‮ ‬سنوات وأنا أعمل بائعة في‮ ‬عدد من المحلات التجارية كبائعة فقد بدأت بهذا النوع من العمل كمصورة وبائعة في‮ ‬استديو ومحل للتصوير إلا أن الدخل الذي‮ ‬كنت أحصل عليه من هذه المهنة ضئيل جدا‮ ‬ولا‮ ‬يساوي‮ ‬شيئا‮ ‬أمام احتياجاتنا المعيشية ولهذا وبمعرفة إحدى الصديقات تمكنت من الحصول على عمل أيضا‮ ‬كبائعة ولكنه في‮ ‬إحدى المحلات التجارية للملابس والأزياء وبراتب شهري‮ ‬لا بأس به‮.. ‬هكذا استهلت رانيا‮ «‬21‮» ‬عاما‮ ‬حديثها عن تجربتها‮.‬
موضحة‮: ‬إن كان هناك صعوبات فهي‮ ‬تكن أولا‮ ‬في‮ ‬نظرة المجتمع القاصرة تجاهنا وكأننا موجودات هناك للعرض وليس للعمل حالنا كحال أي‮ ‬سلعة في‮ ‬نظرهم إلا ما ندر وفي‮ ‬الحقيقة لو لم تبلغ‮ ‬حاجتنا عنان السماء لما قبلت هذا العمل وإلا ما الذي‮ ‬يجعلني‮ ‬أتحمل تعليقات الناس الساخرة والتحرشات اليومية من أولئك الذين لا‮ ‬يصدقون أن‮ ‬يروا فتاة تشتغل في‮ ‬أي‮ ‬محل حتى‮ ‬يتوافدوا إليه ليس للشراء بل لإيجاد أي‮ ‬فرصة للحديث معها وإيذائها بتصرفاتهم السخيفة ومن تلك التصرفات‮: ‬إعطاني‮ ‬كروت أرقامهم‮ – ‬التصوير بتلفوناتهم‮ – ‬الجلوس أمام المحل والتفوه بأقوال لا أخلاقية‮ – ‬إعلاء صوت الأغاني‮ ‬الماجنة‮ ‬أضف إلى ساعات الدوام المرتبطين بها لأوقات متأخرة لا تتناسب مع ظروفنا والمضايقات التي‮ ‬نلاقيها من زملاء المهنة‮!‬
سيحترمنا الكل لأننا‮..‬
أما البائعة سهيلة‮ «‬23‮ ‬عاما‮» ‬فهي‮ ‬تقول‮: ‬لا حول ولا قوة إلا بالله‮.. ‬أريد أن أسألكم أنتم أولا‮.. ‬هل عملنا هذا حرام¿ هل هو مخالف للشرع والسنة¿ أم هو جريمة تستحق العقاب¿ لا أدري‮ ‬ماذا أقول لكم فنحن لا نسرق ولا نتسول ولا نسيء لأنفسنا ولا إلى أحد والإنسان حيثما‮ ‬يضع نفسه إن انحرف فسيجد أمامه مئات المنحرفين وأن استقام فسيرى حوله كل المستقيمين وها أنا نموذج أمامك لي‮ ‬أكثر من خمس سنوات متخصصة في‮ ‬مجال المبيعات باحترامي‮ ‬لمهنتي‮ ‬فرضت احترام الناس كلهم لي‮.‬
واسترسلت سهيلة حديثها قائلة‮: ‬ومع هذا فأنا لا أنكر أن نظرة المجتمع قد تكون سائدة في‮ ‬بعض قراراتنا وتحديد مستقبلنا خاصة نحن الفتيات فخطيبي‮ ‬الذي‮ ‬بعد شهر كان سيجمعين معه بيت واحد ومع علمه بأنني‮ ‬أعمل بائعة في‮ ‬إحدى المحلات التجارية ولكن ما لبث أن رآني‮ ‬في‮ ‬مكان عملي‮ ‬حتى تغيرت نظرته لي‮ ‬وبعد أسبوع اتصلت أمه قائلة لنا‮: «‬لكم بنتكم ولنا أبننا مافيش نصيب‮» ‬ومع هذا فهذا عملي‮ ‬ومصدر رزقي‮ ‬أنا وأسرتي‮ ‬خاصة بعد أن طلق أبي‮ ‬أمي‮ ‬ثم تزوج بأخرى وتركنا‮!!‬
طبعا‮ ‬مثالا‮ ‬للتقدير
هند المعلمي‮ – ‬تربوية تقول‮: ‬نظرتي‮ ‬للفتاة البائ

قد يعجبك ايضا