إلى فخامة الرئيس: متى ستبدأ الثورة على الفساد¿
جمال عبدالحميد عبدالمغني
جمال عبدالحميد عبدالمغني –
حققت الثورة الشبابية المباركة جزءا كبيرا من أهدافها بعد نضال مرير دام أكثر من عام كامل تجرع الشعب اليمني خلاله أصناف العذاب وويلات الحروب في عدد من مناطق الوطن الحبيب وأزهقت خلال تلك الفترة الرهيبة والعصيبة المئات من الأرواح الطاهرة والبريئة وعلاوة على ذلك اتسعت دائرة الفقر المدقع نتيجة لإرتفاع الأسعار بشكل جنوني فأجور المواصلات تضاعفت تقريبا وأسعار المحروقات كذلك تضاعفت بل وصلت في مرحلة من مراحل الثورة السلمية إلى سبعة أضعاف أسعارها السابقة وحرم المواطن اليمني الصابر من أبسط الخدمات الأساسية والإنسانية كالكهرباء والماء ولا زالت المعاناة مستمرة وما تحقق ليس أكثر من إزاحة الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن سدة الحكم والإتيان بالرئيس الجديد عبدربه منصور هادي عبر انتخابات حرة ونزيهة بالإضافة إلى النجاح الجزئي الذي حققه الرئيس هادي في عملية الهيكلة للجيش والأمن الذي أثمر عن نصر مؤزر للجيش الوطني على عناصر أنصار الشريعة التي حاولت اجتياح عدد من المحافظات الجنوبية وكان ثمن تحرير تلك المحافظات مئات الشهداء الأبطال من أفراد القوات المسلحة واللجان الشعبية وعلى رأسهم ذلك القائد المغوار والمقاتل المحترف والرجل الوطني الوحدوي الكبير الذي طالته أيادي الغدر والخيانة ليس في ساحة المعركة ولكن أمام مقر إقامته في عدن الحبيبة إنه الشهيد البطل اللواء سالم قطن رحمه الله ورحم جميع الشهداء الذين سقطوا وهم يذودون عن حياض الوطن الكبير ونسأل الله تعالى الرحمة لشهداء الاعتداء الغادر والجبان في ميدان السبعين وشهداء كلية الشرطة والشفاء العاجل لجرحى كل العمليات الإرهابية أينما كانوا ونبتهل إلى الله العلي القدير أن يتغمد شهداء الثورة السلمية بواسع رحمته فهم أطهر وأنقى من في الشعب اليمني ونعاهدهم باستمرار النضال حتى تحقيق كل الأهداف التي ضحوا بأرواحهم من أجلها.
< فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء عندما خرج اليمنيون إلى الساحات والطرقات بصدور عارية ينشدون التغيير لم يكن هدفهم تغيير الأشخاص فقط بل كان هدفهم تغيير المسلك والسلوك واقتلاع الفساد من جذوره ومحاكمة ومحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة لأن الشعب وصل إلى قناعة مطلقه بأن الفساد هو المرض الخبيث الذي أوصل البلاد إلى ما وصلت إليه وهو السبب الرئيسي للفقر والمرض والجهل وانتشار الجريمة والقضاء على هذه الآفات لن يتم إلا بتوفر أموال طائلة تكون كفيلة بتوفير حياة كريمة لليمنيين وهذه الأموال الطائلة لن تتوفر إلا بالقضاء على الفساد وتحصيل موارد الدولة بشكل سليم فمتى ستبدأ الخطوات الجادة بهذا الاتجاه¿
< يشعر المرء بالحسرة والمرارة عندما يجد الأصدقاء الأوروبيين يحرصون على تقدم اليمن ووحدته أكثر من حرص اليمنيين أنفسهم ولمن لا يصدق عليه الرجوع لتصريحات سفير الاتحاد الأوروبي والسفير الفرنسي والألماني كنماذج للسفراء المحبين لليمن والحريصين على مصالحها.
إضاءات ورسائل
< إلى وزير المالية: وزارة المالية هي أهم الوزارات في البلد وفي أي بلد آخر ونجاحها هو نجاح لكل مكونات النظام وفشلها ينعكس حتما على الأداء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي وحتى العسكري وغير ذلك وأول محاور النجاح في وزارة المالية يتمثل في إحداث نقلة نوعية في تحصيل الإيرادات والبحث عن كل ريال يهدر أو ينهب من مستحقات الدولة ثم الحرص على عملية الانفاق بحيث لا يتم الصرف إلا لما هو مستحق فعلا دون المساس بمستحقات الموظفين بل محاولة تحسينها ورفعها قدر الإمكان لأن ذلك سيسهم في تحسين الأداء والارتقاء بمستواه ويجب أن لا يشعر الموظف البسيط أن حقوقه قبل الثورة كانت أكبر من حقوقه بعد الثورة لأن هذا الأمر سيخلق حالة من السخط وعدم الرضى عند الموظف المعتمد على حقوقه القانونية وسيدفع الموظف الشريف إلى البحث عن طرق ملتوية لتحسين دخله كضرورة من أجل البقاء بمعنى أن هذا الأمر ربما يدفع البعض إلى الانخراط مكرهين في منظومة الفساد وهذا أمر خطير جدا والسؤال ماذا عملت يا معالي الوزير خلال تسعة أشهر من أجل تحصيل موارد الدولة المهدرة في الضرائب وغيرها¿ ولعلمك فإن ما يهدر من أموال الدولة يزيد أضعافا مضاعفة عن ما يتم تحصيله والمهدر من المال العام كفيل بتحويل حياة اليمنيين ومستوى معيشتهم من حال كله بؤس وشقاء إلى حال مختلف تماما كله رخاء وازدهار.
< إلى وزير الشباب والرياضة كيف يعاني صندوق النشء من ضائقة مالية خانقة ولديهم أموال بالمليارات يرفضون تحصيلها وهي جاهزة للتحصيل¿ وما مصير توجيهاتك وتوجيهات الوزراء السابقين بتحصيل تلك المبالغ نرجو أن لا نردد قريبا قول الشاعر: